المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 كانون الثاني/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic. january27.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَفْ أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وٱلآخِر؛ أَنا ٱلحَيّ، وقَدْ أَمْسَيْتُ مَيْتًا، وهَا إِنِّي حَيٌّ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين. وَلي مَفَاتِيحُ ٱلمَوتِ وٱلجَحِيم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

رداً على الذين أزعجهم تعليقنا على بيان صاحب شركة القوات سمير جعجع

الياس بجاني/نص وفيديو: طرح جعجع لتشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة هو ذمي واستجداء لحزب الله ولا يحترم لا ذكاء ولا عقول اللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بلدة الكحّالة تبكي عريسها... "كورونا" خطف إبن الـ25!.

غضب طرابلس في ليلته الثانية: اقتحام السرايا والاصطدام بالجيش

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 26/1/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 26 كانون الثاني 2021

رقم قياسي لوفيات كورونا في لبنان… و3505 إصابة جديدة

رئيس الأركان الاسرائيلي يهدّد اللبنانيين: اتركوا بيوتكم اذا اندلعت الحرب

اليونيفيل يفتح تحقيقا لمعرفة ملابسات حادث احتجاز جيش العدو سبع بقرات في محيط عرب الوزاني

26 جريحا في صفوف قوى الامن نتيجة المواجهات في طرابلس

الاحتجاجات تتصاعد رفضاً للإغلاق

إعلاميون من أجل الحرية : ما تعرض له الصحافي ابراهيم فتفت كان اعتداء موصوفاً، لا يليق بأي مؤسسة عسكرية أو أمنية أن تسمح بارتكابه.

مسؤول في الرئاسة الفرنسية دعا اميركا إلى التعامل بمزيد من الواقعية مع الحزب

قصة مؤلمة... في طرابلس ترك ابنته مع الجيش لاطعامها

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الشارع يتحرّك والإقفال "يتخلخل"...عون للراعي: ما بدّي سعد

ملف استدعاء حاكم «المركزي» يتفاعل... وسلامة ينفي الأرقام المتداولة عن التحويلات

جنبلاط: هل تعترف «الوصاية الإيرانية» بالكيان اللبناني؟

اللواء ابراهيم: المساعي مستمرة مع المعنيين بتشكيل الحكومة لكن ما ينشر عنها غير صحيح

النهار : الاحتجاجات تهدد الاقفال وبارقة عودة فرنسية؟

خرق إسرائيلي للسياج الشائك في الجنوب

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

الدفاعات السعودية تعترض صاروخاً حوثياً استهدف الرياض… والإدانات الأممية تتصاعد

اليمن حذَّر من مخطط خبيث للانقلابيين و" الحرس الثوري"

اتفاق سوداني- إسرائيلي على تبادل فتح السفارات ” بأقرب وقت”

وزير استخبارات تل أبيب زار الخرطوم... وإغلاق الطرقات المؤدية للقيادة العامة تحسُّباً لتوسع الاحتجاجات

واشنطن تنسق مع دول الخليج وإسرائيل لتعزيز ستراتيجية ردع إيران

طهران تعدم مصارعاً جديداً وتسجن شقيق نائب روحاني بتهم فساد وتعتقل جاسوساً أميركياً

ماكنزي: البحر الأحمر وغرب الجزيرة مناطق آمنة لنقل القوات حال الحرب مع إيران

العاهل المغربي يشترط لقاء عباس في رام الله لزيارة إسرائيل

حملة سورية تُحذِّر المجتمع الدولي من بقاء الأسد في الرئاسة/جولة جديدة من المحادثات بشأن الدستور... وتفجير انتحاري بريف الرقة

الاتحاد الأوروبي يطالب تركيا بترجمة النوايا الحسنة أفعالاً

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينياً حاول طعن جنود في الضفة الغربية

الولايات المتحدة تؤكد رغبتها في تعزيز العلاقات مع السودان

إعدامات العراق تثير جدلاً سياسياً وقلق منظمات حقوقية/مستشار رئيس الجمهورية نفى المصادقة على الأحكام بعد تفجير «ساحة الطيران»

غارات روسية على «مثلث الوسط» لتأمين طريق حمص ـ دير الزور

عباس لحل مشاكل غزة العالقة قبل الانتخابات/توجه لقائمة مشتركة تحت مظلة منظمة التحرير

اتصال هاتفي بين بادين وبوتين ... ماذا بحثا خلاله؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سر الكهنوت Priesthood /الأب سيمون عسالف

أزمة بين الليرة والدولار في بيئة الحزب/أحمد عياش/أساس ميديا

لماذا تضيّع القوات وقت اللبنانيين في "انتخابات مبكرة" مستحيلة/خالد البوّاب/أساس ميديا

أسّسوا أنفسكم واتركوا النظام جانبًا/الدكتور داود الصايغ/النهار

إخبار أمام القضاء اللبناني حول تورط النظام السوري في انفجار مرفأ بيروت/سعد الياس/القدس العربي

عون.. مشكلة حسن نصرالله/يوسف بزي/المدن

الحريري "شريك النصف"... في التعطيل/ألان سركيس/نداء الوطن

الراعي وعون والدستور/وليد شقير/نداء الوطن

لبنان على "خط الإتصال" بين ماكرون وبايدن/رندة تقي الدين/نداء الوطن

بين بكركي وبعبدا مقاربتان مختلفتان للحكومة وعتب/غادة حلاوي/نداء الوطن

"التيار" قبيل مؤتمره العام: ورقة سياسية... وصراعات بين "جيوشه الإلكترونية"/كلير شكر/نداء الوطن

تشكيلة الانقلاب على الجمهورية/أحمد جابر/المدن

تجديد المبادرة الفرنسية: تحييد لبنان ورئيس حكومة "توافقي"/منير الربيع/المدن

سويسرا وأخواتها/سناء الجاك/نداء الوطن

لا وداع ولا من يمسح الدموع ويربت على الأكتاف ...حين تتدخّل التكنولوجيا في "طقوس الموت" وتقهر الأحياء/نوال نصر/نداء الوطن

النقطة 29: لا جولة تفاوض خامسة بها ولا من دونها/ نقولا ناصيف/الأخبار

لبنان دولة فاشلة/بسام ضو/الجمهورية

«مجلس الدفاع» اللبناني نسخة عن الحكومة العسكرية وعون يستحضره لإنقاذ باسيل/محمد شقير/الشرق الأوسط

من حكومة مدنية... الى عسكرية؟/طارق ترشيشي/الجمهورية

اي «قطوع أمني» عَبَرهُ لبــنان والمنطقة، متى وكيف؟/جورج شاهين/الجمهورية

بايدن وماكرون والتفاهم «الخَطِر» على لبنان/طوني عيسى/الجمهورية

المناورات الإيرانية تجاه إدارة بايدن انطلقت/الأولوية لدى طهران مداخيل جديدة أو رفع العقوبات/د. وليد فارس/انديبندت عربية

ماذا ينتظر الاتفاق النووي الإيراني؟/نديم قطيش الشرق الأوسط

بايدن والمنطقة العربية... الواقع والطموح/أحمد أبو الغيط الشرق الأوسط

شعارات ومناورات... مقاربة بايدن لشرق أوسط ملتهب!/يوسف الديني/الشرق الأوسط

تعرف على بلدة عين إبل الجنوبية/الكولونيل شربل بركات

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون استقبل السفيرة شيا: حرصاء على استمرار علاقات الصداقة والتعاون مع الولايات المتحدة ومعاودة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية انطلاقا من طروحات الاجتماعات السابقة

بري استقبل السفيرة الاميركية وكوبيتش مودعا وأثار موضوع استباحة اسرائيل للاجواء اللبنانية وأهمية استئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية

قاسم التقى كوبيتش مودعا: حزب الله جزء لا يتجزأ من ارادة اللبنانيين في مقاومة الاحتلال ومنع التعديات الاسرائيلية

تكتل لبنان القوي: سنكثف جهودنا لملاحقة قضية الأموال المهدورة والمحولة الى الخارج

الاحدب دعا لوضع خطة اجتماعية رديفة للاقفال العام: التخوف من إيقاظ خلايا ارهابية نائمة أكذوبة بالية

التيار المستقل: للاسراع في إخراج الحكومة من المحاصصة والاحتكار

الكتائب: الاقفال وحده ليس الحل ويجب وضع استراتيجية لعملية التلقيح ونشر آليتها تحت مراقبة دولية

جهاز العلاقات الخارجية في الكتائب: التعدي على السعودية محاولة لزعزعة أمن المنطقة وندعو لموقف عربي موحد

عكر استقبلت سفيرة كندا والقائم بالاعمال البريطاني

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَفْ أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وٱلآخِر؛ أَنا ٱلحَيّ، وقَدْ أَمْسَيْتُ مَيْتًا، وهَا إِنِّي حَيٌّ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين. وَلي مَفَاتِيحُ ٱلمَوتِ وٱلجَحِيم

رؤيا القدّيس يوحنّا01/من09حتى20/يا إِخوَتِي، أَنَا يُوحَنَّا أَخَاكُم وَشَرِيكَكُم في ٱلضِّيقِ وٱلمَلَكُوتِ وٱلثَّبَاتِ في يَسُوع، كُنْتُ في ٱلجَزِيرَةِ ٱلمَدْعُوَّةِ بَطْمُس، مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَشَهادَةِ يَسُوع. فَٱنْتَقَلْتُ بِٱلرُّوحِ يَومَ ٱلرَّبّ، وَسَمِعْتُ وَرَائي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ يَقُول: «ما تَرَاهُ ٱكْتُبْ فيهِ كِتَابًا، وَأَرْسِلْهُ إِلى ٱلكَنَائِسِ ٱلسَّبْع: إِلى أَفَسُس، وإِلى إِزْمِير، وإِلى بِرْغَامُس، وإِلى طِيَاطِيرَة، وإِلى سَرْدِيس، وإِلى فِيلادِلْفيَة، وإِلى لَوْدِقِيَّة». فَٱلْتَفَتُّ لأَنْظُرَ ٱلصَّوتَ ٱلَّذي كانَ يُكَلِّمُنِي، وإِذِ ٱلتَفَتُّ، رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَائِرَ مِنْ ذَهَب، وفي وَسَطِ ٱلمَنَائِرِ شِبْهَ ٱبْنِ إِنْسَانٍ لابِسٍ ثَوْبًا طَوِيلاً إِلى قَدَمَيْهِ، وَمُتَمَنْطِقٍ عِنْدَ صَدْرِهِ بِحِزَامٍ مِنْ ذَهَب. أَمَّا رَأْسُهُ وشَعْرُهُ فَأَبْيَضُ كَٱلصُّوفِ ٱلأَبْيَض، كٱلثَّلْج، وَعَيناهُ كَلَهِيبِ نَار، وَرِجْلاهُ أَشْبَهُ بِنُحَاسٍ خَالِصٍ كَأَنَّهُ صُفِّيَ في أَتُّون، وصَوتُهُ كَصَوتِ مِيَاهٍ غَزِيرَة. وفي يَدِهِ ٱليُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِب، ومِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّين، ووَجْهُهُ كٱلشَّمْسِ وهِيَ تَسْطَعُ في أَشَدِّ وَهْجِهَا. فلمَّا رَأَيْتُهُ، سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيهِ كٱلمَيْت، فَوَضَعَ يَدَهُ ٱليُمْنَى عَليَّ قَائِلاً: «لا تَخَفْ! أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وٱلآخِر؛ أَنا ٱلحَيّ، وقَدْ أَمْسَيْتُ مَيْتًا، وهَا إِنِّي حَيٌّ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين. وَلي مَفَاتِيحُ ٱلمَوتِ وٱلجَحِيم. فَٱكْتُب إِذًا مَا رأَيْتَ، وَمَا هُوَ الآن، ومَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَحْدُثَ بَعْدَ ذلِكَ. وهذا هُوَ سِرُّ ٱلكَوَاكِبِ ٱلسَّبْعَة، الَّتي رأَيْتَها في يَدِي ٱليُمْنَى، وٱلمَنَائِرِ ٱلسَّبْعِ ٱلذَّهَبِيَّة: فَٱلكَواكِبُ ٱلسَّبْعَةُ هِيَ مَلائِكَةُ ٱلكَنَائِسِ ٱلسَّبْع، وٱلمَنَائِرُ ٱلسَّبْعُ هِيَ ٱلكَنَائِسُ ٱلسَّبْع.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

رداً على الذين أزعجهم تعليقنا على بيان صاحب شركة القوات سمير جعجع

الياس بجاني/23 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95215/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%af%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d8%b2%d8%b9%d8%ac%d9%87%d9%85-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a/

اضغط هنا للإستماع لتعليقنا نص وفيديو الذي هو موضوع ردنا

http://eliasbejjaninews.com/archives/95177/95177/

التعليق الغاضب واللابط وجوه من باعوا قضيتنا ودماء الشهداء كان فقط رداً على بيان شركة قوات سمير جعجع وخلفياته الذمية والإستجدائية للمحتل الإيراني والذي تعامى عن المحتل وعن القرارات الدولية وسوّق لمفهوم التلهي فقط بأعراض مرض الإحتلال على خلفية أجندية رئاسية وسلطوية ذاتية.

البيان الفضيحة المرفق مع التعليق هو تعتير وعار وتخاذل ولا يمت بعلاقة أو بصلة للقوات اللبنانية والبشيرية التاريخية التي قدمت للبنان الشهداء والتضحيات.

قوات هذا الرجل هي شركة تجارية فاشلة ملكه وملك حرمه وفي غير عالم وفي غير مكان .

الصراحة ضرورية وكذلك الشهادة للحق وتسمية الأشياء بأسمائها لأننا لسنا عبدة أشخاص.

أما عن عون فهو سقط من حساباتنا السيادية والإستقلالية والإيمانية منذ العام 2006 ولا نرى فيه أي شيء غير نموذجاً للاسيفورس… هو ترك القضية ونحن بقينا ولا نزال في مكاننا أحراراً لا نحابي أحد ولا نساوم على شيء.

أما الردود التي اتهمتنا بالحقد فهي ردود في غير واد وغارقة في مفهوم عبادة الرجل وليس التقيد بالقضية، كما أن غالبية الانتقادات كانت فاقدة للرؤية الشاملة وغارقة في عمى التونالية.

جعجع السياسي والقائد منتهي الصلاحية برأينا المتواضع وهو فاشل وذمي وبس هيك ومش فرق كتير بينه وبين عون اللاسيفورسي.

الجوز عون وجعجع ما جابوا غير الكوارث والهزائم وثقافة الإستسلام والذمية.

في الخلاصة: إن لبناننا المقدس يستحق قادة من غير خامة هذا الثنائي الشارد على كل ينابيع الإيمان والرجاء والعطاء والتجرد والتضحيات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: طرح جعجع لتشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة هو ذمي واستجداء لحزب الله ولا يحترم لا ذكاء ولا عقول اللبنانيين

22 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95177/95177/

إن وضعية السيد سمير جعجع المعرابي الحالية تقول بأنه عملياً وواقعاً وممارسات، وطبقاً لكل المعايير ذات الصلة، هو سياسي منتهي الصلاحية السياسية والاستقلالية والسيادية ومنذ زمن طويل.

كما أنه فاقد للمصداقية وللثقة ولكل مقومات الثبات على مواقف أو تحالفات أو أطروحات، ومن هنا فإن كل مقارباته وتحالفاته دائماً تأتي فقط وفقط على خلفية “قوم تا اقعد محلك”.

هذا الرجل ومنذ أن عرفه مجتمعنا المسيحي خلال حقبة الحرب لم ينجح في أي عمل مارسه لا في السياسة ولا في العسكر ولا في عقد الإتفاقات، وهو كان ولا يزال في نظر الكثيرين ونحن منهم عنوناً ومثالاً فاقعاً للأنانية وللفشل تضرب فيه الأمثال.

نحن نرى بأن كل مقارباته مبنية ودائماً على وهم يعشعش في مخيلته، وهو أنه أذكى وأشطر من كل الناس، والأخطر هنا في مكونات هذا الوهم أنه مقتنع بإمكانيته الدخول في أي صفقة أو اتفاق أو تحالف ومن ثم ينقلب عليها وقت يشاء..ولنا هنا خير أمثلة في خيانته وانقلابه على ثورة الأرز، تجمع 14 آذار.

تحالف س س (سعد سمير) انقلب عليه وخرج خاسراً، اتفاق الطائف انقلب عليه وانتهى في السجن، ورقة نوايا معراب انقلب عليها وطلعت سلته بتقاسم المسيحيين حصصاً ومغانم فاضيي، انقلب على ثورة الأرز وما حقق حلمه الرئاسي، وفرط 14 آذار وكمان ما شاف كرسي بعبدا،  وتطول القائمة وتطول.

بيقول المثل، “القبضاي بيفوت ع تم الديب وبيطلع منو سليم” ولكن المعرابي المتشاطر والباطني والمتذاكي ما من مرة دخل تم ديب إلا وخرج منه مطوحناً.

نواقص بيانه التعتير الذي حمل عنوان “تشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة”

1-تعامي كامل عن واقع الإحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله.

2- تهلي عن سابق تصور وتصميم  بأعراض الإحتلال وقد سماها بتذاكيه الغبي “الأكثرية الحاكمة”.

3- نكران معيب وخطير وذمي للقرارات الدولية وهي: اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559 و1701 و1860.

4- تجاهل لواقع فشل كل القوى النيابية “وخصيها” في ظل احتلال حزب الله منذ العام 2005.

5-حسابات خاطئة باعتبار الناس اغبياء وجهلة وبالإمكان تبليعهم بيان كله رزم نفاق وأكاذيب تخدم أجندته الرئاسية.

6-تخييط البيان وتفصيله تم بهدف استرضاء وارضاء حزب الله والقول له نحن مستعدين نشتغل تحت حكمك واحتلالك بس تكرم علينا بكم نائب زياده.

ولنفترض أن هذا المتشاطر المنتهي الصلاحية حصل على 128 نائباً وانتخبه حزب الله رئيساً للجمهورية .. فماذا بمقدروه أن يفعل.. بالطبع لا شيء بظل احتلال حزب الله وسيكون مجرد دمية رئاسية.

حبذا لو تمتع المعرابي بالصدق والجرأة وصارح الناس وقال لهم “انا كل همي صير رئيس”.. والباقي تفاصيل وما إلها أهمية عندي، وليش عون أحسن مني.

وترى على مين عم يندح تا يعمل تحالف معو.

مع الكتائب قطيعة وحروب اعلامية وتخوين واتهامات.

مع المردة صراع ع الكرسي.

مع الحريري ألف مشكل ومشكل.

مع جنبلاط الغارق في أخضان بري وحزب الله ويلي كل يوم بمزاج وبموقف؟

مع بري التابع لحزب الله؟؟

مع مين؟ مع الثوار يلي رافضينه ورافضين كل أصحاب شركات الأحزاب؟.

في الخلاصة، فإن المعرابي هو منتهي الصلاحية وغير مطابق للمواصفات ومن أو كلن يعني كلن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بلدة الكحّالة تبكي عريسها... "كورونا" خطف إبن الـ25!

أم تي في/27 كانون الثاني/2021

تبكي منطقة الكحّالة اليوم إبنها المُهندس إيليو أبي خليل الذي خسر معركته ضدّ "كورونا" في السّاعات الاخيرة الماضية، مضيفاً خسارة جديدة وكبيرة الى قافلة ضحايا الفيروس الذي لا يُميّز بين مُسنّ وشاب. وفي مأتمٍ مهيب، ودّعت الكحّالة عريسها الشاب اليوم، وتناقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صور إيليو الذي رحل بصور خاطفة عن أهله وكلّ محبّيه. ولو تسنّى لايليو أن يترك رسالة أخيرة، لكان طلب من كلّ الشباب المهملين أن يعوا حقيقة أنّ "كورونا" لا يرحم، ولا يستثني، ولا يُمهل، فعلّ السماء ترحم روح هذا العريس الذي بات يعيش في رحابها، حيث لا "كورونا"، ولا وداع، ولا بكاء.

إشارة الى أنّ الراحل مهندس تخرّج في العام ٢٠١٩ من الجامعة الأنطونيّة في بعبدا، التي نعته إدارتها

 

غضب طرابلس في ليلته الثانية: اقتحام السرايا والاصطدام بالجيش

جنى الدهيبي/المدن/27 كانون الثاني/2021

لليوم الثاني على التوالي، يسود التوتر الأمني في طرابلس، مع استئناف جولات العنف بين عشرات المتظاهرين والجيش اللبناني، ليل الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021.  فمع تقدّم ساعات النهار، بدأت أجواء التوتر تلوح من ساحة النور ومختلف مساربها. إذ منها انطلقت عشرات الدرجات النارية، وبدأ يتجمع الشبان في وسط الساحة، واللافت أن عددًا كبيرًا منهم كان ملثمًا. لكن، سرعان ما تحولت إلى أشبه بساحةٍ حرب، ملأتها الحجارة والإطارات المشتعلة، وتصاعدت روائح قنابل المولوتوف والغاز المسيل للدموع، كما سُجّلت اعتداءات على الأملاك الخاصة، بعد أن توزع المتظاهرون على نقاطٍ مختلفة لمواجهة عناصر الجيش التي كانت تحتمي بدروعها، قبل أن تبدأ بإطلاق الرصاص المطاطي تجاه حاملي الحجارة والمولوتوف. 

اقتحام السرايا

وقبل تفلت عمليات الكرّ والفرّ، كانت البداية من أمام سرايا طرابلس، حيث اجتمع العشرات وأطلقوا الشعارات ضدّ السلطة، فتسلق بعضهم سور السرايا، وتمكن آخرون من اقتحامه ورموا الحجارة باتجاه القوى الأمنية بداخلها.  لاحقًا، وبعد أن تركزت المواجهات في ساحة النور، توسعت رقعتها لتصل إلى ساحة التل على بعد مئات الأمتار، وتمركزوا في محيط الساعة الأثرية ومركز رشيد كرامي الثقافي، كما امتدت باتجاه ABC والسرايا العتيقة، حيث رمى المحتجون كل ما طالته أيديهم باتجاه الجيش والقوى الأمنية، فتعرض أكثر من 5 عناصر لاصابات جراء الحجارة.  وبعد استقدام عدد كبير من الآليات العسكرية، استمرت عناصر الجيش بإبعاد المحتجين مستخدمة الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، ما أدى أيضاً الى إصابة العديد منهم، لتكون المحصلة سقوط عشرات الجرحى بين مدنيين وعسكريين. 

الصدام مع الجيش

وسط المتظاهرين الغاضبين في ساحة النور، كان يقف الشاب ماهر اسبر (26 عاماً)، يعرّف عن نفسه بـ"العاطل عن العمل"، وشكى لـ"المدن" قائلًا: "نحن لا يحركنا أحد، وإنما نزلنا إلى الشارع بسبب قهرنا وفقرنا، بعد أن اختنقنا في المنازل، ونشعر أن السلطة تريد قمعنا وترهيبنا عبر كورونا، لكننا لم نعد نخشى من التقاط الفيروس، وإنما من الاستمرار بالعيش بذل في بلد لا يحترمنا وداخل مدينة منبوذةٍ من الدولة". يقاطعه بعض أصدقائه الذين يواظبون على المشاركة بالتحركات الليلية، ودان بعضهم ما أسموه بـ"إفراط الجيش باستخدام العنف"، واعتبروا أن السلطة الأمنية تزيد بطشها ضدهم، "بينما هدفنا هو إسقاط نواب المدينة وأثريائها قبل غيرهم، لأنهم لا يكترثون لما وصلنا إليه من فقر وبطالة"، وفق قول أحدهم.  في المقابل، خرجت أصوات تحذر من الذهاب للخيار الأمني، باعتبار أن الاصطدام مع الجيش وتخريب المدينة، لن يكون إلا فرصة لتحويل طرابلس إلى صندوق بريد لتبادل الرسائل الأمنية والسياسية، ثم يدفع بنهاية المطاف أهالي المدينة الثمن وحدهم.

الاستعصاء السياسي

والخشية اليوم، هي أن تنتهي جولات العنف بمشاهد دموية. ولطرابلس تاريخ طويل في هذه التجارب المماثلة. كما حذر كثيرون من الانجرار وراء موجة أن طرابلس تحارب عن مختلف المناطق، في وقت لن تنجح أي انتفاضة حقيقية إن لم يستنفر اللبنانيون على مختلف الأراضي اللبنانية. 

سياسيًا، ثمة من يسعى لربط جولات العنف في طرابلس بعرقلة تشكيل الحكومة، على قاعدة إثارة الفوضى في المناطق ذات الغالبية السنية. بينما تفيد معلوماتنا الميدانية أن قوى عديدة، سياسية ومذهبية وحتى أمنية، وبعض "القوى الناشئة حديثًا" أيضًا، تسعى للاستفادة من جو الاحتقان الشعبي شمالًا. وعليه، ستبقى قائمة كل الاحتمالات المتضاربة عن خلفية ما يحصل في طرابلس. لكن الواضح، أن العنف هو عنوان المرحلة المقبلة في عاصمة الشمال، والاشكالية تتمحور حول امكانية تمدد هذا العنف جغرافيًا، مع انسداد أفق الحل وغرق لبنان بأزمات مستعصية بين أركان السلطة الحاكمة. 

في مختلف المناطق

وكما أمس، شهدت بيروت وبعض المناطق تحرّكات احتجاجية عابرة حملت شعارات المطالب ‏المعيشية والواقع الصحي الصعب وإجراءات الإقفال العام، إضافة إلى مطلب تشكيل الحكومة. ‏ففي بيروت، تجمّع العشرات عند جسر الرينغ، حيث حاولوا قطعه، ثم توجّهوا إلى منطقة الصيفي ‏وأشعلوا فيه مستوعبات النفايات، قبل أن تعيد القوى الأمنية فتح الطريق. كما تناقل ناشطون على ‏مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لقطع طرقات في عدد من أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت، ‏منها طريق المطار القديم وحيّ السلم، قبل أن تعود الأمور إلى هدوئها. ‏وباتجاه الجنوب، كان قد عمد عدد من المحتجّين على قطع الطريق عند مفرق عرمون وبشامون ‏ومثلث خلدة لبعض الوقت. أما مدينة صيدا، فشهدت أيضاً قطع طرقات عدة أهمها عند شركة ‏الكهرباء ومستديرة إيليا، وسط دعوات للنزول إلى الشارع والتحرك احتجاجاً على تردي ‏الاوضاع المعيشية والاقتصادية.‏

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 26/1/2021

وطنية/الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

أعلن رئيس لجنة التلقيح ضد كوفيد 19 الدكتور عبد الرحمن البزري أننا سنلقح جميع الموجودين على الأرض اللبنانية تباعا"...

وفيما لبنان الرسمي منهمك بتأمين لقاحات كورونا وترتيب المنصات بدا الوضع المالي الشائك والمعيشي الضاغط يتقدم على الموضوع الحكومي ويضاف إليه الإقفال العام الذي يراوح بين التفكير في إمتداده الى ما بعد الرابع عشر من الشهر المقبل وسط ضيق تنفس اللبنانيين من عدم الحركة والمخاوف من ضيق تنافسهم بسبب كورونا وأرقامها العالية: 73 حالة وفاة 3505 إصابات..

وفي شكل لافت وفي مقابل الالتزام المقبول بالتعبئة العامة ضد كوفيد قامت في المناطق تظاهرات ومظاهر اعتصام عارمة أحيانا" وأكثر شدة من الأيام الخمسة الماضية احتجاجا" على الاوضاع المعيشية المتردية وعلى انتفاء سياسية الدعم الغذائي والاجتماعي الفعلي وقد تمت مهاجمة مبنى سراي طرابلس مساء اليوم إضافة الى قطع عدد من الطرق في بيروت وخلدة لبعض الوقت... عشرات المتظاهرين كالوا بالشتائم لعدد من الرموز... والسؤال: هل عادت معاصم الحراك لترتفع, والحناجر لتصدح؟.

في الشأن المالي أنجز الوزير غازي وزني مشروع موازنة سنة 2021 وأحاله الى رئاسة مجلس الوزراء...

بالنسبة الى التأليف الحكومي لا يزال المسار مسدودا" ,لا بل تتكدس عليه دشم سميكة من النكد والحقد والبغض... وخلافا" لمنطق الذهاب نحو تأليف حكومة في ظل الانشغال الاقليمي والدولي مثلا" باستطلاع واستكشاف السياسة الأميركية مع تسلم جو بايدن مقاليد البيت الابيض الأميركي إلا أننا نرى العكس : نشهد محاولات من هم في الداخل اللبناني_استجلاب اجواء الخارج المتعارضة, خصوصا" ما يتعلق بالملفات والأجواء بين واشنطن وطهران...

على صعيد آخر التقى رئيس الجمهورية العماد عون السفيرة الاميركية دورثي شيا وأكد على اوسع العلاقات بين بيروت وواشنطن وعلى معاودة مفاوضات الترسيم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

اليوم فتح لبنان النسخة الثانية الممددة للاقفال العام والتي ستستمر حتى الثامن من شباط المقبل ما لم يحصل تمديد ثالث وأكثر.

الجهات الرسمية تقول ألا احتواء للوباء الكوروني من دون إقفال عام والإقفال العام يعني تعطيل الأعمال.

العمال والبسطاء الشرفاء يقولون: "إذا ما اشتغلنا ما بناكل"...

إنها المعادلة الصعبة التي خرقها الشارع الفقير فتحرك مدفوعا بما يعانيه من اختناقات إجتماعية ومعيشية منخرطا في إحتجاجات بدأت مساء أمس عنيفة في طرابلس وامتدت اليوم إلى مناطق أخرى بينها بيروت حيث أغلق المحتجون طرقات حيوية.

الإحتجاج والإغلاق في زمن كورونا يقابلهما فتح ملف اللقاحات على مصراعيه أما إطلاق المنصة ذات الصلة بتسجيل الأسماء فسيتم الخميس المقبل على أساس قطاعي.

على أن انسداد شرايين التنفس نتيجة كورونا ينسحب انسدادا في شرايين التأليف بما هو واجب وطني يستدعي تشكيل حكومة من مهماتها الرئيسية إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البنيان المتهاوي.

وهكذا فإن المشهد الحكومي سوداوي وبارقة الأمل الوحيدة التي تخرقه ربما تكون فرنسية المنشأ فهل تشغل باريس محركاتها اللبنانية من جديد بضوء أخضر أميركي لمح إليه بيان الإليزيه الصادر غداة الاتصال الهاتفي بين الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون؟؟؟.

مصادر رئاسية فرنسية أكدت في هذا الشأن عدم وجود زيارة قريبة للرئيس الفرنسي إلى لبنان.

وللمرة الأولى منذ تسلم بايدن مقاليد السلطة استرعت الانتباه الجولة التي قامت بها السفيرة الأميركية اليوم على رئيسي الجمهورية ومجلس النواب.

في عين التينة اثار الرئيس بري مع السفيرة شيا موضوع مفاوضات ترسيم الحدود البحرية والبرية مشددا على أهمية إستئنافها بزخم نظرا لأهمية النتائج المتوخاة منها للبنان ولتثبيت حقوقه السيادية وإستثمار ثرواته.

في الاقتصاد أنجزت وزارة المالية مشروع موازنة العام 2021 وأحالته إلى رئاسة الحكومة في بداية رحلة طويلة ولكنها مهمة من حيث إسهامها في ضبط المالية العامة للدولة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

أمام هول الأزمة السياسية التي حولت تشكيل حكومة تتولى إنقاذ الدولة بشعبها ومؤسساتها وسيادتها الى مهمة مستحيلة ، لم يعد امام اللبنايين سوى الصلاة بالفرنسية بأن يكون لباريس مصلحة استراتيجية عميقة في أن يبقى لبنان, و ألا يكون الاهتمام الفرنسي بلبنان ينبع من دافع انساني وجداني يمكن ان يتلاشى يأسا من أنانية المسؤولين اللبنانيين وفقدانهم أي إحساس أو كرامة وطنية.

والتساعيات يجب أن ترافق مسعى الرئيس ماكرون بالإنكليزية ايضا، كي يتمكن من إقناع الرئيس بايدن بأن وجود لبنان هو مصلحة أميركية اساسية ايضا، فلا يهمله أو يلزمه عقابا له على الطيش الذي يصادر جماجم القيمين على مقدراته. ولا ننسى طبعا الصلاة بالعربية عل الرئيس الفرنسي يتمكن من إقناع العرب بأن لبنان مخطوف من قبل إيران ولم يختر طريقها طوعيا وتلقائيا. وحجة ماكرون ستكون ضعيفة ولن يقتنع العرب منه لمجرد أن تلقوا برقية خشبية من لبنان يدين فيها تعرض الرياض للقصف الباليستي الحوثي- الإيراني.

وسط الابتهالات والصلوات شيء واحد لن يفعله ماكرون، هو زيارة لبنان لأن لا جدوى منها في ظل المتاريس القائمة بين مسؤوليه.

في الانتظار، الكورونا وضحاياها تعبىء الفضاءات والمستشفيات اللبنانية وقد بلغ عدد الوفيات اليوم ثلاثا وسبعين، والسباق على أشده بين أربعة: الأول، جنون اللبنانيين الذين اقتربوا من الكسر التام لقرار الإقفال العام . الثاني، إنجاز مثالي مرتجى للمنصة الرسمية المولجة التوزيع العادل والشامل للقاحات . والثالث، العمل المجدي والفاعل لإيصال اللقاحات الى ثمانين% من اللبنانيين في اسرع وقت ممكن وقبل فوات الأوان. الرابع، ثورة غضب الجياع في الشوارع وعلى مساحات الوطن.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

هل انفجر الشارع مجددا؟ طرابلس تنبئ بذلك ... ولكن هل نحن أمام استكمال مشهد الثورة؟ أم أن ما نشهده هو حراك موضعي ردا على الإقفال العام؟

الإجابة الفورية أن تمديد الإقفال العام دفع بالناس إلى الشارع، لكن هل يغير الاحتجاج من قرار السلطة التنفيذية بإجراء تعديلات على القرار؟

من المستبعد تحقيق ذلك خصوصا ان الجميع مجمع على الإستمرار في الإقفال حتى الثامن من شباط المقبل، ومن المستبعد ان ترضخ السلطة وتعدل في القرار، خصوصا ان الوضع الإستشفائي في حال يرثى لها، وهذا متوقع وليس مفاجئا.

والسؤال هنا: كيف ستخرج السلطة هذه المرة من ورطة التوفيق بين مستلزمات الإقفال وغضب الشارع؟

لا جواب ...

في الموازاة، طريق تشكيل الحكومة موصد بالتصعيد المتبادل بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل:

تكتل لبنان القوي تحدث عن "جمود رئيس الحكومة المكلف وإمتناعه عن القيام بواجبه الدستوري بتشكيل الحكومة" فرد عليه المستشار الاعلامي للرئيس سعد الحريري متحدثا عن تهرب رئيس الجمهورية وإمتناعه عن القيام بواجبه الدستوري بتسهيل ‏تشكيل الحكومة والتوقيع على مراسيم التشكيل بالإتفاق مع رئيس الحكومة المكلف". كما اتهمه بأنه ‏يحتجز التأليف في جيبه، كما ‏احتجزوا الانتخابات الرئاسية لسنتين ونصف السنة".

وبين تهمة التيار للحريري بالجمود، وتهمة الحريري للرئيس بالتهرب واحتجاز التشكيلة، يقف اللبنانيون مذهولين وكيف أنهم رهائن أمام صعوبة تشكيل حكومة واستحالة ردم الهوة بين بعبدا وبيت الوسط.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

في الكواليس، همس عن تواصل حكومي مستعاد، وعن لقاءات في دائرة الضوء، أو بعيدا عن الإعلام.

أما في العلن، فتصعيد واضح، سواء بالتغريدات، أو بالتحركات المستعادة بشكل مفاجئ على الأرض، بلون سياسي فاقع، في تحد واضح وخطر لإجراءات الوقاية من فيروس الموت.

وما بين همس الكواليس والتصعيد العلني، أمل بمسعى فرنسي جديد، بضوء أخضر أميركي هذه المرة، بدأ الكلام عن بوادره الايجابية بعيد الاتصال الاول امس بين الرئيسين ايمانويل ماكرون وجو بايدن بعد دخول الاخير الى البيت الابيض.

اما في الداخل، فلفت اليوم استقبال رئيس الجمهورية للسفيرة الاميركية في اول لقاء بعد تسلم بايدن، مؤكدا حرص لبنان على استمرار علاقات الصداقة والتعاون مع الولايات المتحدة، في اطار من التفاهم والاحترام المتبادلين والتمسك بالقيم المشتركة. وتم التطرق خلال الاجتماع الى مسألة التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، حيث شدد رئيس الجمهورية على موقف لبنان لجهة معاودة المفاوضات انطلاقا من الطروحات التي قدمت خلال الاجتماعات السابقة.

اما في التفاصيل الحكومية، فبرزت اليوم اشارة تكتل لبنان القوي الى ان اللبنانيين لم يعودوا يفهمون الأسباب الكامنة وراء جمود رئيس الحكومة المكلف، وإمتناعه عن القيام بواجبه الدستوري بتشكيل الحكومة بالإتفاق مع رئيس الجمهورية. وطرح التكتل تساؤلات وصفها بالجدية حول ما إذا كان رئيس الحكومة المكلف يريد فعلا تشكيل حكومة، أم أنه يحتجز التكليف في جيبه الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

واذا اعتبر التكتل ان القضية التي حركها القضاء السويسري مهمة جدا لفتح كافة الملفات المماثلة، شدد على وجوب حصرها في البعد القضائي وعدم توظيفها في أي إطار سياسي. ورأى أن هذه القضية تستوجب أن يواكبها القضاء اللبناني بتحمل مسؤولياته والبت بالملفات والدعاوى الموجودة لديه. وإذ ذكر التكتل بأن رئيس الجمهورية هو صاحب فكرة التدقيق الجنائي، وهو لم يخف يوما اعتراضه على السياسات المالية والنقدية المتبعة منذ العام 1992 ببرامجها والمسؤولين عنها، لفت الى ان تغييرها ليس في متناول رئيس الدولة منفردا، وهذا هو أساسا جوهر الخلاف بينه وبين من دعم هذه السياسات وإستفاد منها.

هذا في السياسة.

اما في الصحة، فإطلاق منصة التلقيح الى الغد، فيما محاولات المتذاكين للتملص من إجراءات الوقاية… الى ما شاء الله.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

على قارعة تحديات جديدة يقف لبنان، مع قلة الحيلة وكثرة التحايل.

المعادلة اللبنانية تحتاج الى تفسيرات يومية، في كل المجالات ، وليس في الاقتصاد او السياسة فقط ، لان ما يبذل من محاولات لاستيعاب المخاطر، يصطدم بمزاجيات كاسرة في تأثيرها، خاصة لدى من يمسك بلقمة عيش المواطن ويتفنن بالضغط بها ترهيبا وترغيبا.…

كان هذا دين المصارف اللبنانية قبل ان تفقد سمعتها ويزول ملكها، ويتحول حاكم مصرفها المركزي الى شخصية مطاردة في كواليس القضاء بين جنيف وبيروت بغض النظر عما ستؤول اليه النتائج في ملف تحويلاته المالية..

واليوم هناك من يستغل على المكشوف اوجاع الناس في الشوارع للممارسة الضغظ مقترفا جريمة بجرهم الى الموت تحت مقصلة كورونا… وردا على من يريد افهام الاخرين رسائله من اثارة الدخان الاسود، قالت مصادر لقناة المنار ان ما لم يتحقق بالسياسة لن يتحقق حتما بالشارع، وان الدفع باتجاه إيجاد حل للمشاكل السياسية لن يتم بإطار مشتعل ، بل بلقاء العين بالعين والكلام من دون قفازات.

وفي احوال التشكيل، وعلى ما علمت المنار ايضا ، فانه من المنتظر ان تثمر بعض الاتصالات التي جرت بين مرجعات روحية اسلامية ومسيحية تحركا لايجاد مخرج للأزمة الراهنة ودفع المعنيين لتحمل مسؤولياتهم تجاه االلبنانيين.

في الاقليم، القفزات النوعية الايرانية في القدرات الجوية تشعر كيان الاحتلال بقلق كبير، خصوصا تكنولوجيا الطائرات المسيرة التي كشفت عنها المناورات الايرانية الاخيرة. اما في الدبلوماسية النووية فابلاغ جو بايدن بأن العودة الى الاتفاق النووي لا تكون بشروطه، بل بشروط الشعب الايراني وقيادته وحكومته التي اكدت ان فرصة الاميركيين والاوروبين للعودة الى التزاماتهم باتت محدودة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

إشتدي أزمة في طرابلس..تنفجري في مدن متضامنة فقد ضاق الخناق على شوارع تحترق عوزا. فخرجت الى التظاهر خارقة تدابير العزلحيث الجوع والإغلاق تحت سقف واحد يستدعي من السلطة توفير بدائل كبقية الدول التي تحترم شعوبها لكن الدولة اللبنانية كانت لا تزال تجري مسحا للفقراء ..و" تعد" الاربعمئة ألف ليرة الاستنابية للعائلات وتختلف على قرض البنك الدولي وكيفية توزيعه. اجتماعات ولجان وإحصاءات وجداول فيما الارقام أصبحت واضحة وقد أعلنها وزير الشؤون الاجتماعية رمزي المشرفية عبر الجديد اليوم من أن ربع سكان لبنان فقط هم من غير الفقراء مستندا في إحصائه إلى الدولية للمعلومات. وخط الفقر المنحدر هذا كان يستلزم خططا بديلة تسمح للناس بتوفير ما يبقيهم أعزاء في منازلهم .. لا أن يحلم ابن طرابلس " بكعكة " لاولاده فيما زعماء المدينة فائقو الثروات ينظرون في الصمود.

طرابلس "عروس الثورة " هي أيضا أم الفقير التي تركها زعماؤها وخذلها " مستقبلها " لتجد نفسها اليوم في وضعية المواجهة مع الجيش اللبناني الذي استقدم تعزيزات مؤللة الى ساحة عبد الحميد كرامي . قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي مواجهات وحرق سيارات عسكرية ورشق بالحجارة ..والاستعانة بالتعزيزات الأمنية ..تلك هي صورة المساء في طرابلس التي كان يمكن تجنبها عبر الالتفاتة الى أكثر الأسر فقرا وإلى مدينة لم عاد لديها قوة انتظار الخطط الرسمية. وطرابلس لاقت صداها في مناطق عدة بدءا من ساحة إيليا في صيدا مرورا بشتورا والمصنع وكورنيش المزرعة في بيروت وهذا مؤشر أيضا إلى أن معاقل نفوذ المستقبل تسجل صرختها في وجه المستقبل نفسه وتجاه كل زعيم متربع على ثورة وينافس أغنياء العالم على صفحات فوربس .الناس في الشارع فارغة الجيوب ..

والتشكيلة الحكومية تتنقل اتهاماتها من جيب سياسي إلى آخر فيما أطل على الساحة أول اختبارات التمديد الرئاسي .. تارة عبر آراء شخصية لنواب في التيار وطورا من خلال رمي " الخبرية " في وسائل التواصل لإجراء فحص عيني لها . أما الفحوص الدولية للحكومة فظلت مفاعيلها في الاتصال المطول الذي استمر ساعة كاملة بين الرئيسين الاميركي والفرنسي وهذه التفاتة بأن لبنان وإن دخل من بين ملفات الصين وإيران والمناخ إلا أنه كان على جدول الأعمال..ضمانا لعودة تفعيل " حكومة المهمة " ..وحرصا ايضا على ما تبقى من مسيحيي الشرق ..وليس حصرا مسحيي التيار الوطني الحر

لكن مهمة ماكرون لا تزال تصطدم داخليا بحرب الإلغاء المحلية وباتهامات" أغرب من الخيال " إذ اتهم تكتل لبنان القوي الرئيس المكلف سعد الحريري بالجمود والامتناع عن أداء واجبه الدستوري بتأليف حكومة وسأل عما إن كان الحريري يريد فعلا تأليف حكومة أم يحتجز التكليف في جيبه الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا وهذه معايير للمناسبة تنطبق على أداء رئيس الجمهورية وفريقه السياسي الاستشاري . والسؤال الابرز ..كيف يمكن أن يكتشف التيار الوطني الحر مصدر العرقلة وهو لا يتدخل في التأليف؟ وكيف يكون جبران باسيل نائيا بنفسه حكوميا فيما تزوره الوساطات وبينها زيارة اللواء عباس ابراهيم وباسيل الذي لا يتدخل ويعتمد أسلوب الناسك في التأليف .. يعرف ويدرك ويعترض ويبدي ويجري التشاور معه والوقوف عند خاطره ويحسب له ألف حساب في التشكيلة . هذا هو الواقع الذي يدركه الرئيس المكلف وإذا كان سعد الحريري سيحتفظ بصمته ويترك المعركة للكيديات السياسية والردود عبر المستشارين فإنه بذلك يكون شريكا في التعطيل .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 26 كانون الثاني 2021

وطنية/الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

صحيفة البناء

ـ خفايا

توقعت مصادر صحيّة أن يعاني لبنان كما تعاني الدول الأوروبية من عدم التزام شركة فايزر للقاحات بمواعيد ‏التسليم لكميات كافية خلال هذا العام، ودعت الى تفعيل الاتصالات بالدول المصدرة للقاحات خصوصاً اللقاح ‏الروسي واللقاح الصيني، بخاصة أن الأسعار وظروف التخزين تجعلهما أفضل للبنان.

ـ كواليس

كشفت مصادر أمميّة عن فرص حقيقيّة للتقدم بمسار سياسي لوقف الحرب على اليمن بعد استعداد إدارة الرئيس ‏الأميركي جو بايدن لرفع تصنيف حركة أنصار الله على لوائح الإرهاب ودعوتها للسعودية لوقف الحرب. وقالت ‏المصادر إن دوراً للكويت وعُمان سيعود للواجهة في هذا المجال.

صحيفة الجمهورية

ـ نُقل عن أحد كبار المسؤولين أنه قد يبادر في لحظة معينة الى أن "يبق البحصة" ويكشف "البير وغطاه" عن ‏كل ما يتصل بقضية خلافية وتعقيداتها.

ـ يتردد في الأروقة السياسية أن سلعة حيوية أساسية إرتفع سعرها من فترة قصيرة معر ضة للإرتفاع من جديد.

ـ لا تنوي دولة صديقة للبنان تعيين سفير جديد لها في بيروت بسبب عدم تأليف حكومة من جهة وتعبيراً عن ‏إستيائها من سياسات الطبقة الحاكمة في لبنان.

صحيفة اللواء

ـ من المستبعد أن تتمكن الحملة الراهنة، بوجه مسؤول نقدي، من أن تؤتي نتائج قوية، على خلفية البديل، ومن يملأ ‏الفراغ.

ـ سأل موظف دولي رفيع مرجعاً عن حقيقة التأخير الحكومي، فلم يحصل على إجابة شافية!

ـ تشكّل اصابات الكورونا صدمة للأطباء والخبراء الصحيين، لأسباب تتعلق بالمفاجآت الحاصلة، والإصابات غير ‏المتوقعة.

صحيفة النهار

ـ بعد الاخبار عن سعي الرئيس الحريري الى الحصول على عدد من اللقاحات ضد فيروس كورونا، اعلن كل من ‏النائبين فؤاد مخزومي وميشال ضاهر في تغريدتين عن توفير الاف اللقاحات لتوزيعها مجانا كل ضمن منطقته ‏فيما غابت الاحزاب الكبيرة عن المبادرة في هذا المجال.

ـ عملت زعامات وقيادات سياسية على زيادة تقديماتها الاجتماعية في الأيام الأخيرة تحسباً لأي ظواهر اجتماعية ‏قد تخرج عن إطارها، خصوصا بعد اعلان "حزب الله" توزيع المازوت الى 20 الف عائلة في اسبوع.

ـ قال وزير سابق ونائب حالي في مجلسه ان بدء الترويج لاسماء مرشحين الى الرئاسة قريبين من واشنطن كلام ‏مبكر ومحض من الخيال يروج له اصحابه ليس اكثر.

صحيفة نداء الوطن

ـ أثيرت في اليومين الأخيرين أنباء عن شراء موظف فئة أولى أراضي واسعة في كوبا.

ـ تخشى أوساط صحية من سعي وزارة الصحة إلى إخفاء المعطيات المتعلقة بالترصد الوبائي على غرار الوضع ‏في سوريا والعراق، بسبب جملة تدابير إدارية يقوم بها الوزير لمنع المستشفيات من إصدار تصاريح أو تقارير ‏تتعلق بالحالة الوبائية.

ـ تشهد مخيمات النازحين في بعض المناطق حركة انتقال عائلات منها إلى مناطق أخرى خارج الآلية المتبعة من ‏قبل الأجهزة الأمنية، الأمر الذي تعتبره أوساط معنية "تهديداً لآليات الإحصاء المعتمدة تمهيداً لعودة النازحين".

صحيفة الأنباء

*مشاورات وبيان

مشاورات جارية بين مرجعيات غير سياسية لإصدار بيان مشترك مما آلت إليه الاوضاع المحلية.

*تحركات لافتة

تحركات لافتة في اليومين الماضيين رفضا لقرار صحي بشعارات سبق واستعملت في مناسبات أخرى.

 

رقم قياسي لوفيات كورونا في لبنان… و3505 إصابة جديدة

وزارة الصحة العامة/الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 3505 إصابة جديدة بفيروس “كورونا” في لبنان، ما يرفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 285754.

كما أعلنت تسجيل 73 حالة وفاة جديدة بالفيروس ترفع الحصيلة الإجمالية للمتوفين إلى 2477.

 

رئيس الأركان الاسرائيلي يهدّد اللبنانيين: اتركوا بيوتكم اذا اندلعت الحرب

العربية/الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

هدّد رئيس الأركان الاسرائيلي سكان لبنان وغزة وحذّرهم بترك بيوتهم إذا اندلعت أي حرب جديدة، وقال بحسب ما نقلت قناة "الحدث-العربية": "كل بيت من أصل خمسة في جنوب لبنان بداخله صواريخ وذخائر".

 

اليونيفيل يفتح تحقيقا لمعرفة ملابسات حادث احتجاز جيش العدو سبع بقرات في محيط عرب الوزاني

وطنية - الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

صدر عن قيادة "اليونيفيل" البيان الآتي:"أبلغت القوات المسلحة اللبنانية اليونيفيل بتاريخ 24 كانون الثاني أن الجيش الإسرائيلي احتجز سبع بقرات في محيط منطقة عرب الوزاني، بالقرب من الخط الأزرق في جنوب لبنان. وعلى الأثر فتحت "اليونيفيل" تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث والتحقق من المعلومات مع الأطراف، بما في ذلك الموقع الدقيق الذي وقع فيه الحادث. في غضون ذلك، رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مع الجيش الإسرائيلي لضمان عودة الماشية إلى لبنان وإلى أصحابها، حيث ان أولوية "اليونيفيل" تنصب على معالجة مخاوف الرعاة لأن ماشيتهم هي مصدر رزقهم الوحيد".

 

26 جريحا في صفوف قوى الامن نتيجة المواجهات في طرابلس

وطنية - الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" ان المواجهات مع القوى الامنية التي تخللت التحركات الاحتجاجية على الاقفال العام والاوضاع المعيشية في طرابلس مساء امس، أسفرت عن جرح 26 عنصرا من قوى الامن الداخلي.

 

الاحتجاجات تتصاعد رفضاً للإغلاق

بيروت ـ ” السياسة” الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

 فيما لا يزال وباء ” كورونا”  يقض مضاجع اللبنانيين، ويرهق كاهل المستشفيات التي بلغت طاقتها التشغيلية القصوى، مع ارتفاع أعداد الوفيات والمصابين، وتوازياً مع تصاعد حدة الاحتجاجات الشعبية وقطع الطرقات على استمرار الإقفال الشامل، بالنظر إلى نتائجه الاجتماعية الكارثية، يتوقع أن يصار إلى إطلاق الخطة الكاملة لعملية التلقيح، اليوم، من السراي الحكومي حيث سيتم تفصيل المراكز والفئات التي ستحصل على اللقاح على مراحل، على أن تطلق المنصة الخميس من وزارة الصحة.

 

إعلاميون من أجل الحرية : ما تعرض له الصحافي ابراهيم فتفت كان اعتداء موصوفاً، لا يليق بأي مؤسسة عسكرية أو أمنية أن تسمح بارتكابه.

مواقع ألكترونية/26 كانون الثاني 2021

صدر عن مبادرة "إعلاميون من أجل الحرية" البيان الآتي: تستمر الاعتداءات بحق الصحافيين أثناء تأدية مهماتهم الإعلامية، فما تعرض له الصحافي ابراهيم فتفت كان اعتداء موصوفاً، لا يليق بأي مؤسسة عسكرية أو أمنية أن تسمح بارتكابه.

ندين هذا التعدي المخالف للقانون،ونطالب قيادة قوى الأمن الداخلي بمنع تكرار هذه الممارسات ومحاسبة المسؤولين عنها.

إن الصحافي فتفت قام بواجبه في نقل الأحداث في ظل تعتيم إعلامي مستغرب، فهل كان المطلوب منع نقل الصورة والصوت للرأي العام.

نعيد التأكيد على أن حرية ممارسة العمل الإعلامي مصانة بالدستور والقوانين،وننبه الى خطورة تكرار هذه الممارسات.

 

مسؤول في الرئاسة الفرنسية دعا اميركا إلى التعامل بمزيد من الواقعية مع الحزب

مواقع ألكترونية/26 كانون الثاني 2021

دعا مسؤول في الرئاسة الفرنسية الولايات المتحدة إلى "التعامل بمزيد من الواقعية مع "حزب الله"، للمساعدة في الخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان"، موضحاً ان "واشنطن في عهد الرئيس جو بايدن تحتاج إلى اتباع نهج أكثر واقعية في التعامل".

واعتبر المسؤول أن "هناك أولويات يمكن لباريس وواشنطن متابعتها معا، لبنان"، مشيراً إلى أن "الأولوية بالنسبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هي تشكيل حكومة لبنانية يمكنها الاستمرار في العمل بفاعلية".

 

قصة مؤلمة... في طرابلس ترك ابنته مع الجيش لاطعامها

الكلمة أونلاين/26 كانون الثاني/2021

قصة أغرب من الخيال، نعم في طرابلس حدثت وفي سجلات طرابلس دونت أب يرمي بابنته والتي لم تتجاوز السنتين في حضن الجيش اللبناني بغية اطعامها واحتضانها بعدما لم يعد يملك فلسا في ظل الأوضاع الإقتصادية المنهارة. أحد الضباط توجه اليه لمحاورته وتهدأته فأين هي ضمائر المسؤولين؟! بل أين هم أهل السياسة في مدينة طرابلس من هذا الحدث المؤلم؟!! هزلت حياتنا ان لم يكن هناك آذان صاغية لأوجاع الشعب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الشارع يتحرّك والإقفال "يتخلخل"...عون للراعي: ما بدّي سعد

نداء الوطن/26 كانون الثاني 2021

كخطين متوازيين لا يلتقيان، يسير رئيسا الجمهورية والحكومة المكلف على حلبة التأليف، والهوة بينهما آخذة بالاتساع أكثر فأكثر. لم تعد القضية قضية تباين بوجهات النظر أو اختلاف بالتوجهات بل أضحت على الملأ مسألة "قلوب مليانة" وأحقاد دفينة فجّر منابعها استبعاد رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل عن تشكيلة الحكومة العتيدة، فكانت المعاملة العونية بالمثل على قاعدة "جبران وسعد، سوى جوّا أو سوى برّا". باختصار، هذا هو التشخيص المبسّط للمعضلة الحكومية، هو شأن خاص محض لا يمت إلى الشأن العام بصلة، يتحكم بدفة التشكيل ويأسر مصير البلد وأبنائه رهينة تضارب أهواء ومصالح شخصية في عملية تأليف حكومة من المفترض أن تكون إنقاذية. ولأنّ الطّبع التحاصصي بقي أقوى من التطبّع التخصصي، لم تفلح وساطات خارجية قادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصياً، ولا داخلية أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي، بل حسم رئيس الجمهورية ميشال عون خياره وعاد إلى قطع "وان واي تيكيت" للرئيس سعد الحريري، سيما وأنّ مصادر موثوق بها كشفت لـ"نداء الوطن" أن موفد عون إلى بكركي سليم جريصاتي حمل منه رسالة إلى الراعي مفادها: "ما بدّي سعد يؤلف الحكومة".

وطرابلس

وتنقل المصادر أنّ البطريرك الماروني هو من بادر إلى استدعاء المستشار الرئاسي إلى بكركي لاستيضاحه عن مستجدات عملية التأليف والوقوف على آخر التطورات من منظار قصر بعبدا، خصوصاً بعدما لم يلقَ الراعي أي تجاوب حيال نداءاته المتكررة التي حثّ فيها عون على الاتصال بالرئيس المكلف ودعوته إلى استئناف اللقاءات بينهما رداً للاعتبار بعدما تعرّض للإهانة اللفظية في الفيديو المسرّب من القصر الجمهوري، "فكانت المفاجأة بأن سمع من جريصاتي كلاماً واضحاً وحازماً يؤكد أنّ رئيس الجمهورية لم يعد راغباً باستمرار الحريري في مهمة تشكيل الحكومة"، ومن هذا المنطلق عكست رسالة عون إلى الراعي "تمنياً صريحاً بعدم تكرار مناشدته الاجتماع مع الحريري لأنه لم يعد يرى أي جدوى من عقد لقاءات معه". إزاء ذلك، تشير المصادر إلى أنّ منسوب الاستياء ارتفع في أجواء بكركي مما بلغته الأمور من تعقيدات وتصلب بالمواقف في عملية تشكيل الحكومة، وهو استياء جسدته عظة الراعي الأخيرة حين خاطب المسوؤلين بالقول: "ألا تخافون الله؟"، مصوّباً بشكل مباشر على كون المشكلة ليست دستورية ولا تتعلق بتفسير مادة من الدستور حيال الصلاحيات الرئاسية في عملية التأليف. وبينما وصلت أصداء رسالة عون إلى بيت الوسط تأكيداً على رغبة بعبدا بإقصاء الحريري عن مهمة التأليف وإقفال الأبواب أمامه لدفعه إلى الاعتذار، تفيد المعطيات المتوافرة بأنّ الرئيس المكلف يتعامل مع الموضوع على قاعدة "الرسالة وصلت" من دون أن يبدي أي نية بالتصعيد مباشرة، مفضلاً التروي وعدم الانزلاق إلى ساحة الكباش الطائفي الذي يحاول باسيل جاهداً دفعه إليها لشدّ العصب المسيحي حوله. وعليه، تتوقع المصادر أن يبقى الحريري على تريثه بانتظار تبلور الصورة نهائياً، مع الإعراب عن اعتقادها بأنه في حال عدم حصول أي خرق جوهري في مشهد المراوحة الحاصلة، فقد يعمد الحريري إلى "كسر الجرة" مع عون ومصارحة الناس بمسببات إجهاض التشكيلة الوزارية الإنقاذية في ذكرى 14 شباط المقبلة.

جانب من التحركات الشعبية في صيدا

وفي الغضون، لا يزال المواطنون يكابدون أعباء الانهيار الطاحن اجتماعياً واقتصادياً ومالياً وصحياً وسط تدحرج كرة غضب شعبي تنذر بعودة الشارع إلى التحرك رفضاً لتردي الأوضاع الحياتية والمعيشية في ظل الإقفال التام. وبدأ تراكم الامتعاض في المناطق تحديداً مع قرار تمديد الإقفال حتى الثامن من شباط المقبل، ليتفاقم التوتر في صفوف الناس خلال اليومين الأخيرين في عدد من المناطق، لا سيما في عاصمتي الجنوب والشمال، حيث تزايدت الاحتجاجات على الأرض وتخللها بعض الاحتكاكات بين المتظاهرين والقوى العسكرية والأمنية في طرابلس.

وتوضح مصادر ميدانية أنّ العديد من المواطنين باتوا يعيشون تحت مستوى خط الفقر فأتى قرار الإقفال العام ليمعن في إفقارهم تحت وطأة انعدام التقديمات الاجتماعية والمساعدات من الدولة، علماً أنّ أغلب المحتجين هم ممن يعملون مياومةً ولا يستطيعون تأمين قوت يومهم طيلة فترة الإقفال القسري، محذرةً من أنّ الالتزام الشعبي بهذا القرار "تخلخل" بشكل ملحوظ خلال الساعات الأخيرة، وسط تسجيل حالات تسيّب وفلتان سادت في بعض المناطق جنوباً، وبشكل خاص في النبطية، بينما الأمور على أرض الواقع تشي بأنّ رقعة الاحتجاجات آخذة بالاتساع شمالاً.

 

ملف استدعاء حاكم «المركزي» يتفاعل... وسلامة ينفي الأرقام المتداولة عن التحويلات

بيروت: «الشرق الأوسط»/26 كانون الثاني/2021

تفاعل ملف استدعاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من قبل القضاء السويسري، دبلوماسياً وسياسياً، مع اتهام الحاكم لمسربي الأرقام المتداولة في وسائل الإعلام بالسعي إلى «ضرب صورة المصرف المركزي وحاكمه»، فيما تقدم النائب جميل السيد بطلب رسمي إلى القضاء اللبناني لإدراجه بصفة «شاهد طوعي أمام القضاء السويسري حصراً». وتجري السلطات السويسرية تحقيقاً في مزاعم عن تحويلات مالية إلى سويسرا، وقال محققون سويسريون الأسبوع الماضي، إنهم ينظرون في أمر المزاعم المرتبطة بمصرف لبنان المركزي، من غير أن يذكر مكتب المدعي العام السويسري ما إذا كان سلامة مشتبهاً به أم لا، ولم يقدم أي تفاصيل أخرى عن القضية، بينما أعلن سلامة عن استعداده للمثول أمام القضاء بعدما طلبت سويسرا من السلطات اللبنانية من خلال السفارة توجيه «أسئلة محددة» لسلامة وشقيقه ومساعدته بشأن تحويلات للخارج، جرت في السنوات الأخيرة، تصل إلى نحو 350 مليون دولار.

والتقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه سفيرة سويسرا لدى لبنان مونيكا شموتز كيرغوتس أمس (الاثنين). ودعا وهبه بعد اللقاء إلى «وجوب الحفاظ على السرية المطلقة إلى أن يقول القضاء كلمته». وتمنّى على وسائل الإعلام تغطية الخبر كما هو «دون تأويل أو إضافة أو تحوير في الكلام». وقال وهبه: «أمام القضاء اللبناني طلب من القضاء السويسري ولم أطلع على محتوى الملف الذي أودعته سفيرة سويسرا لدى جانب وزارة العدل قبل فترة من زيارتها لي»، متمنياً «أن يترك للقضاء اللبناني كامل الحرية للإدلاء واتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن».

ولم تعلق السفيرة السويسرية بدورها على الملف، قائلة: «المسألة تعود إلى وزير العدل السويسري والمدعي العام في سويسرا الذي وجه الطلب للمساعدة القضائية، ولا شيء عندي أدلي به». وقادت وسائل الإعلام المحلية حملة تكهنات بحجم الأموال المحولة إلى سويسرا، وتحدث النائب السويسري الاشتراكي فابيان مولينا في حديث لقناة «الجديد» المحلية عن أن «الأموال التي وصلت من لبنان إلى سويسرا بعد عام 2016 زادت على ملياري دولار»، لكنه نفى أن يكون لديه أي تأكيد بأن «جميع هذه الأموال من مصادر شرعية». وفي الوقت نفسه، لم يؤكد ما إذا كان تم تجميد ملايين الدولارات في حسابات سلامة، قائلاً إن الأرقام وردت في الصحافة. وأمام اتساع رقعة التداولات والتكهنات، أكد سلامة أمس، أن «كل الأخبار والأرقام المتداولة في بعض الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مضخمة جداً ولا تمت إلى الواقع بصلة، وتهدف بشكل ممنهج إلى ضرب صورة المصرف المركزي وحاكمه». وأوضح بيان أصدره مكتبه الإعلامي أمس، أن «الحاكم يمتنع عن الخوض علناً في الأرقام والحقائق لدحض كل الأكاذيب في ملف بات في عهدة القضاء اللبناني والسويسري». وأكد أن «منطق (اكذب... اكذب... فلا بد أن يُعلق شيء في ذهن الناس)، لا يمكن أن ينجح في هذه القضية وفي كل الملفات المالية، لأن كل الحقائق موثقة». وطرأ تطور جديد على القضية، بإعلان النائب جميل السيّد عن استعداده ليقدم إفادة طوعية في الملف أمام القضاء السويسري. وتقدم السيد «بصفته الشخصية كمواطن لبناني وبصفته النيابية كممثل عن الشعب اللبناني»، بطلب رسمي إلى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، عبر وزارة العدل أمس، لإدراجه بصفة «شاهد طوعي أمام القضاء السويسري حصراً، للإدلاء بالمعلومات التي يملكها أو التي قد يسأل عنها في التحقيق الذي تجريه السلطات السويسرية حول تحويلات مالية من حاكم مصرف لبنان وآخرين». وأضاف في بيان نشرته «الوكالة الوطنية للإعلام»، أنه مستعد للإدلاء بالمعلومات «لا سيما حول القوانين والتعاميم والوقائع المتعلقة بعمل مصرف لبنان وبالتعاميم الصادرة عنه بما فيها تصريحات الحاكم العلنية التي كان يدعو فيها اللبنانيين ويطمئنهم تكراراً لإيداع دولاراتهم في لبنان في الوقت الذي كان يخرج فيه أمواله منه، وبما يعد بمثابة سوء استغلال للوظيفة العامة ومخالفاً لقوانين الفساد والإثراء غير المشروع». وطلب السيد من القاضي عويدات «ضم نسخة عن طلبه كمستند رسمي إلى المراسلة التي سيحيلها عويدات لاحقاً إلى السلطات السويسرية جواباً على طلب المساعدة القضائية الذي كان تلقاه منذ أسبوعين للتحقيق في هذا الموضوع».

 

جنبلاط: هل تعترف «الوصاية الإيرانية» بالكيان اللبناني؟

بيروت: «الشرق الأوسط»/26 كانون الثاني/2021

قال رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط إن لبنان واقع تحت الهيمنة الإيرانية، معتبراً أن «هناك وصاية إيرانية على لبنان»، متوجهاً إليها بسؤال عما إذا كانت «تعترف بالكيان اللبناني»، قائلاً: «هذا سؤال رئيسي ومركزي، فإذا كانت تعترف بوجود كيان لبناني ممكن عندها التعاطي معها، أما إذا كانت لا تعترف، فأصبحنا في انتداب أو إقليم دون حدود». وفي لقاء حواري مع المغتربين، ذكر جنبلاط بأن «الأيام التي سميناها الوصاية السورية، منذ عام 1990 بعد اتفاق الطائف وحتى عام 2000، أثناء وجود حافظ الأسد، لم تكن دولة سوريا مع إلغاء الدولة اللبنانية». وقال: «صحيح أن النظام السوري تحكم بالمفاصل الأمنية وغير الأمنية، لكن لم تكن (دولة سوريا) مع إلغاء الكيان اللبناني، كان يقول حافظ الأسد شعب واحد في بلدين، كان يعترف بالكيان اللبناني، (...) لكن اليوم نعرف أن جمهورية إيران لا تريد كياناً لبنانياً».

وأضاف جنبلاط: «أنا كنت آنذاك حليفاً لسوريا، لكن كنت أعلم في الوقت نفسه ما قد تطلبه وما هو الخط الأحمر، لذلك نكرر، نحن تحت الهيمنة». وتوجه بسؤال إلى الإيرانيين: «هل تعترفون بكيان لبنان؟ أو لديكم طريقة ثانية للاعتراف؟». وتطرق جنبلاط إلى الملف الحكومي، ورأى أن «المبادرة الفرنسية، أو ما تبقى منها، فشلت، لأن الحكومة التي طالبت بها فرنسا لم تتشكل، والقوى المهيمنة اليوم، حزب الله والتيار الوطني الحر، حتى هذه اللحظة لم يأتهم الضوء الأخضر لتشكيل حكومة». وتوجه إلى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بالقول: «حتى لو كنت من أنصار نظرية التسوية، فهذه القوى تتحكم بكل شيء، والدخول مع هذه القوى خسارة». وفي مقابل الدعوات لتشكيل جبهة معارضة سياسية، قال جنبلاط: «ليس هناك جبهة للمعارضة، أنا معارض، وهناك غيري مستاء من هذا الحكم، لكن ليس هناك جبهة معارضة، فلا يتوهمن أحد بأنه يمكننا العودة إلى ما كان يسمى بـ14 آذار»، مضيفاً: «تلك الأيام شيء، واليوم شيء آخر». ورأى أن «عملية استعادة الأموال تحتاج إلى قانون وقضاء، القضاء اليوم مشلول لأن هناك جهة سياسية تسيطر عليه».

 

اللواء ابراهيم: المساعي مستمرة مع المعنيين بتشكيل الحكومة لكن ما ينشر عنها غير صحيح

وطنية - الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في تصريح ل"الانتشار" ان "المساعي والاتصالات التي يقوم بها مع سائر الفرقاء المعنيين بتشكيل الحكومة ما زالت مستمرة ولم تتوقف". إلا انه اشار في الوقت نفسه، إلى أن "كل ما ينشر في وسائل الإعلام عنها، او عن زيارات قام بها، غير صحيح، ما لم يصدر عنه شخصيا".

 

النهار : الاحتجاجات تهدد الاقفال وبارقة عودة فرنسية؟

النهار/الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

لم يكن تطورا مفاجئا ان تعود التحركات الاحتجاجية الى بعض الشارع في العاصمة #بيروت ‏و#طرابلس والمنيه والكوره وربما الى مناطق أخرى ستتأثر حتما بالعدوى في ظل ‏الاختناقات الاجتماعية التي بدأت تتصاعد معالمها مع بداية المرحلة الثانية الممدة للاقفال ‏العام امس والتي ستستمر حتى الثامن من شباط ما لم تمدد للمرة الثالثة. ذلك ان ‏استشراس ازمة الانتشار الوبائي وعدم تراجع أعراضها وتداعياتها واكبه استشراس مماثل ‏لتداعيات حالات الانحباس والحجر على صعيد الحالات الاجتماعية الأكثر فقرا وعوزا الامر ‏الذي بدأ ينعكس باتساع حالات التفلت من القيود والإجراءات المفروضة عبر حالة التعبئة ‏والطوارئ الصحية والاقفال العام بل ان الخشية تفاقمت من اتجاهات عنفية على غرار ما ‏بدأ يحصل مساء امس في طرابلس من صدامات بين المحتجين على إجراءات الاقفال ‏والقوى الأمنية. فاذا كانت عودة محدودة لجماعات من المحتجين عصرا الى جسر الرينغ في ‏وسط بيروت حيث جرى قطعه لفترة قصيرة اتخذت طابعا رمزيا وربما بدت كمؤشر لإمكان ‏نفخ الحياة مجددا في الانتفاضة الشعبية، فان الوضع في طرابلس اتخذ جدية كبيرة حيث ‏انطلقت #الاحتجاجات باشعال الإطارات في ساحة النور اعتراضا على الأوضاع المعيشية ‏في ظل الاقفال ومن ثم شهد محيط السرايا في المدينة توترا واسعا بعدما بادر المحتجون ‏عند مداخل السرايا الى رمي الحجارة في اتجاه الداخل وتصدت لهم قوى الامن وجرى ‏استدعاء وحدات من الجيش الذي انتشر بكثافة وأعاد الهدوء ليلا فيما اعتقل عدد من ‏المحتجين بعدما استمرت الصدامات ساعات عدة وأدت الى وقوع جرحى بين المحتجين ‏والقوى الأمنية. وتمددت حالة الاحتجاجات لاحقا مع قطع محتجين أوتوستراد بحنين المنية ‏ومن ثم حصول احتجاجات في ساحة الكورة تخللتها صدامات بين المحتجين وقوى الامن.‎‎ ‎

عودة فرنسية ؟

هذا التطور واكب انسدادا سياسيا آخذا في التصلب من دون أي مؤشرات داخلية تنبئ ‏ببداية أي حلحلة على مسار تأليف الحكومة. وتبعا لذلك شكل الاتصال الأول بين الرئيس ‏الأميركي جو #بايدن والرئيس الفرنسي ايمانويل #ماكرون اول من امس بارقة امل ولو ‏ضعيفة ونادرة للأوساط التي لا تزال تراهن على ان الضغوط الفرنسية والدولية عموما ‏وحدها قد تدفع الازمة الحكومية الى منافذ الحلول بعدما ثبت ان التعنت الداخلي لم يكن ‏وحده سببا أساسيا للازمة وانما البعد الإقليمي الذي تتحكم به ايران تحديدا لعب ويلعب ‏دورا خطيرا في ديمومة الازمة وإطالتها. وانكشف هذا البعد بقوة من خلال البيان الذي ‏أصدره الاليزيه عن اتصال ماكرون وبايدن لجهة حصر البحث والإعلان عن النية في التعاون ‏بينهما في ملفي ايران و#لبنان، بما يعني ان ثمة خلفية واضحة لدى الرئيسين حيال ربط ‏مجريات الازمة الحكومية اللبنانية بالنفوذ والتأثير الإيرانيين.‎‎ ‎

وأفاد مراسل "النهار" في باريس ان البيان الذي صدر مساء الاحد عن قصر الاليزيه واشار ‏‏"الى تقارب واستعداد للعمل معا من اجل السلام والاستقرار في الشرقين الادنى والاوسط ‏ولا سيما بشان الملف النووي الايراني والوضع في لبنان" يؤكد مجددا الالتزام الفرنسي ‏المستمر بالملف اللبناني وهو يشكل بادرة امل جديدة تعبر عن استمرار الاهتمام الدولي ‏بلبنان . فالرئيس ماكرون ما زال مصمما على وضع لبنان من ضمن اولوياته والاشارة الى ‏البحث والتشاور بالملف الإيراني والملف اللبناني وهما متصلان تؤكد الاهمية التي تريد ‏باريس ان تعطيها لهذا الملف وحرصها على ايجاد حل للازمة اللبنانية رغم المصاعب التي ‏تواجهها لتامين اقرار الاصلاحات لايصال المساعدات .

‎ ‎وسرت توقعات بان يقوم رئيس الحكومة المكلف #سعد الحريري بزيارة لباريس فيما تفيد ‏المعطيات ان الحريري قد يطلق مواقف بارزة جدا من الازمة الحكومية وتعطيل تشكيلها ‏في الكلمة التي يتوقع ان يلقيها لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 ‏شباط المقبل.

‎ ‎وفيما لم يسجل أي جديد على المستوى السياسي الداخلي، صرح رئيس الحكومة السابق ‏فؤاد السنيورة لـ"النهار" "إنّنا نعمل على بناء تفاهم وطني مفتوح على كلّ الناس، قائم على ‏مجموعة مبادئ وقواعد ينبغي أن تشكّل محدّدات هذه البوصلة عبر العودة الى الدستور ‏الذي يعتبر منظّم العلاقات بين اللبنانيين". وكشف انه يعمل على هذا الموضوع مع رؤساء ‏الحكومة السابقين ورؤساء جمهورية سابقين (مع الرئيسين أمين الجميّل وميشال سليمان)، ‏وحتى الآن لا نستطيع القول إنّ العمل أنجز، لأننا لم نتفاهم على كلّ النقاط والنقاش لا يزال ‏مفتوحاً بيننا، لكنّنا تقدّمنا في المسعى الذي نقوم به وتجمع نقاط مشتركة وطنية كثيرة ‏بيننا". واشار الى أنّه "لا يمكن أن نتكلّم الآن لأنّ المسعى لا يزال في المطبخ، علماً أنه لا ‏يمكن تحديد مواعيد لولادة التفاهم وكلّما أسرعنا يكون ذلك أفضل. الورقة صارت جاهزة ‏ونحن نتداول بها".‎‎ ‎

منصة #اللقاحات

في غضون ذلك بدأت معالجات ازمة الانتشار الوبائي تتركز على إستكمال الاستعدادات ‏لانطلاق مرحلة التلقيح في لبنان في الأسبوع الأول من شباط المقبل. وعقد وزير الصحة ‏العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن اجتماعا موسعا تحضيرا لمرحلة اللقاح، مع ‏ممثلي مجمل النقابات المعنية بالقطاعين الصحي والطبي، المدنية والعسكرية بهدف ‏الاتفاق مع النقابات على حصول تسجيل قطاعي من خلال لوائح تعدها النقابات. وتم ‏التأكيد أن المنصة الرسمية للتسجيل للقاح ستطلق اليوم وأن كل المنصات التي تم تداولها ‏حتى الآن زائفة. كما تم التوضيح ان للمنصة الرسمية خصائص تضمن فعاليتها، فهي ‏ستستخدم نظاما خاصا يحول دون حصول تضارب في مواعيد التلقيح، على أن يتم تحضير ‏لوائح انتظار إضافية في حال طرأ تأخير في تنفيذ المواعيد المحددة. وسيتلقى الشخص ‏المسجل على المنصة رسائل متعددة على مدى مرحلة التلقيح للتأكد من هويته وربطه ‏بصفحة خاصة به لتبليغه بالمواعيد وبشهادة التلقيح وتلقي أي معلومات عن آثار جانبية من ‏الممكن حصولها. وأوضح وزير الصحة ان المنصة التي سيتم إطلاقها اليوم، ستعتمد اللوائح ‏التي ستقدمها النقابات والمجموعات والإدارات، بحيث يكون العاملون فيها والنقابيون من ‏ضمن تسجيل قطاعي موحد مما يخفف الضغط. ولفت الى تحد من نوع آخر سيستند إلى ‏ما تظهره الإحصاءات حول نسب مرتفعة في وفيات أشخاص من أعمار معرضة للخطر، ‏إضافة إلى مصابين بأمراض مستعصية ومزمنة حيث لن يتم إغفال كل من يتهدده الوباء ‏ويشكل خطرا فعليا على حياته. كما سيتم اعتماد التسجيل الفردي للأشخاص غير ‏المشمولين بقطاعات ونقابات. يشار في هذا السياق الى ان التراجع الملحوظ في عدد ‏الإصابات امس الى 2652 لم يشكل مؤشرا إيجابيا لارتباطه بعدد اقل من الفحوص خلال ‏نهاية الاسبوع، لكن عدد الوفيات ظل مرتفعا وسجلت 54 حالة وفاة كما ظلت نسبة ‏الفحوص الإيجابية مرتفعة اذ بلغت 22 في المئة.

 

خرق إسرائيلي للسياج الشائك في الجنوب

بيروت ـ ” السياسة” »/26 كانون الثاني/2021

 نفذت المواقع العسكرية الإسرائيلية في الرمثا والسماقة ورويسات العلم في مرتفعات كفرشوبا ومزارع شبعا حملة تمشيط واسعة باتجاه الأحراج المحيطة، أمس، مستخدمة الرشاشات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وسط تحليق لطائرة تجسس من دون طيار في أجواء المنطقة.

إلى ذلك، خرقت دبابة اسرائيلية السياج الشائك في محلة كروم الشراقي، قرب بلدة ميس الجبل، وذلك بمؤازرة من دبابة ثانية وجيب عسكري. وانتشر أكثر من 10 جنود بين الخط الازرق والسياج الشائك، برفقة كلاب بوليسية.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الدفاعات السعودية تعترض صاروخاً حوثياً استهدف الرياض… والإدانات الأممية تتصاعد

اليمن حذَّر من مخطط خبيث للانقلابيين و" الحرس الثوري"

عواصم – وكالات/26 كانون الثاني/2021

 في ثاني اعتداء إرهابي من نوعه خلال أسبوع واحد، اعترضت الدفاعات الجوية السعودية أمس، صاروخاً، أطلقه المتمردون الحوثيون، باتجاه العاصمة الرياض، فيما دانت الأمم المتحدة بشدة محاولة استهداف العاصمة السعودية، داعية لحماية المدنيين.

وأفاد سكان وناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، بسماع صوت انفجار قوي بالعاصمة الرياض، فيما تداول بعضهم، مقطعاً مصوراً، لم يتم التأكد من صحته، قالوا إنه ” يظهر لحظة اعتراض صاروخ في سماء الرياض، ملقين باللوم على جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن” ، ومثمنين دور الدفاعات الجوية في التصدي لأي عدوان على المملكة. وفي نيويورك، أعربت الأمم المتحدة، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولات استهداف العاصمة السعودية. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستافان دوغاريك، ” نحن على دراية بتلك التقارير التي تفيد بأن القوات السعودية اعترضت هجوماً جوياً استهدف الرياض” . وأضاف، ” ندين بشدة الهجمات كافة التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية، ونذكر جميع الأطراف بضرورة الامتثال للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتخاذ خطوات لحماية المدنيين” . وشدد، على ضرورة ” التحقيق بشكل شامل، في جميع الانتهاكات المحتملة للقانون الإنساني الدولي، ومحاسبة المسؤولين عنها” .من ناحية ثانية، حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أول من أمس، من مخطط يديره الحوثيون وعناصر ” الحرس الثوري”  الإيراني، لحشد المواطنين بالقوة لتجمعات في صنعاء، وتنفيذ تفجيرات بين المدنيين. في غضون ذلك، دعت هيئة رئاسة مجلس الشورى اليمني، أول من أمس، المجتمع الدولي، للتعاطي الإيجابي مع القرار الأميركي بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، وذلك للحد من قدرات الحركة ومنع تسليحها ودعمها، وإنقاذ الآلاف من اليمنيين ولتنعم المنطقة بالسلام والأمن المنشود. على صعيد آخر، جددت الحوثيون، أمس، استهداف حي المنظر السكني في مدينة الحديدة، بقصف صاروخي أسفر عن تدمير منازل عدة، وتسبب بموجة نزوح جديدة للأهالي، ضمن خروقات الانقلابيين للهدنة الأممية. وأفادت مصادر محلية، بأن الحوثيين قصفوا وسط حي المنظر بصاروخين أسفرا عن تدمير خمسة منازل دماراً كلياً، مؤكدة أن القصف تسبب بموجة نزوح جديدة للأهالي. في سياق آخر، أتلفت الفرق الهندسية للجيش، أول من أمس، لغماً بحرياً زرعه الحوثيون في مياه البحر الأحمر . وقال مصدر في فريق الهندسة، إن ” اللغم البحري صناعة إيرانية من نوع صدف الذي ينفجر عند الاصطدام بالأجسام، وعلق بشبكة صياد قرب مركز الإنزال السمكي في منطقة الطائف بمديرية الدريهمي” .

 

اتفاق سوداني- إسرائيلي على تبادل فتح السفارات ” بأقرب وقت”

وزير استخبارات تل أبيب زار الخرطوم... وإغلاق الطرقات المؤدية للقيادة العامة تحسُّباً لتوسع الاحتجاجات

الخرطوم، عواصم – وكالات/26 كانون الثاني/2021

 أكد مصدر حكومي سوداني أن ” الخرطوم وتل أبيب اتفقتا على تبادل فتح سفارات بأقرب وقت” ، وذلك خلال زيارة خاطفة أجراها وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين إلى العاصمة السودانية. ونقلت وكالة ” الأناضول”  التركية عن المصدر السوداني، قوله إن ” الوزير الإسرائيلي، وصل الخرطوم مساء الاثنين الماضي، في زيارة قصيرة غير معلنة مسبقا، وعقد لقاءين منفصلين مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ووزير الدفاع ياسين إبراهيم ياسين، لتنشيط العلاقات وتبادل فتح السفارات” ، لافتا إلى أن ” زيارة الوزير الإسرائيلي للخرطوم هدفت إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات” ، ومتابعا أن البرهان وكوهين اتفقا على تبادل فتح السفارات بين البلدين في أقرب وقت. من جانبه، قال كوهين في بيان بعد العودة إلى تل أبيب: ” لدي ثقة أن الزيارة تضع الأسس للعديد من أوجه التعاون المهمة التي ستساعد كلا من إسرائيل والسودان، وستدعم كذلك الاستقرار الأمني في المنطقة” .وأضاف أنه التقى قادة السودان، وإن وفده بحث مع مستضيفيه مجموعة من القضايا الديبلوماسية والأمنية، وكذلك إمكانية التعاون الاقتصادي، موضحا أن الجانبين اتفقا على أن يزور وفد سوداني تل أبيب. بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، ” قام الوزير كوهين بزيارة تاريخية للسودان، التقى خلالها رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، ووزير الدفاع ياسين إبراهيم، ومسؤولين في السلطة الانتقالية بالسودان بينهم رؤساء المنظومة العسكرية والاستخبارات، وناقش معهم عددا من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية” ، موضحة أن من بين المواضيع التي طُرحت على بساط البحث ” إمكانية ضم إسرائيل إلى مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن” . من جهته، ذكر مراسل هيئة البث الإسرائيلي شمعون آران، أن كوهين وقع في السودان مذكرة تفاهمات في المجالات السياسية والأمنية، مضيفا أنه تم الاتفاق على إيفاد وفد سوداني حكومي إلى إسرائيل قريبا. من ناحيته، كشف موقع ” واللا”  الإسرائيلي، أن البيت الأبيض حاول في الأسابيع الأخيرة من عمر إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تنظيم حفل توقيع رسمي بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.

وأوضح الموقع أن أحد الخيارات كان إقامة الحفل في العاصمة الإماراتية أبوظبي هذا الأسبوع، لكن الإغلاق في إسرائيل الذي تفرضه الحكومة للحد من تفشي وباء ” كورونا”  والتوترات الأمنية بين السودان وإثيوبيا، أزالا الفكرة من جدول الأعمال. في غضون ذلك، تشهد العاصمة السودانية الخرطوم انتشارا مكثفا للجيش، كما تم إغلاق الشوارع المؤدية للقياده العامة للقوات المسلحة، تحسبا لتوسع الاحتجاجات بعد دعوات للتظاهر أمس، حيث تشهد الخرطوم ومدن سودانية أخرى احتجاجات منذ أيام، منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وأغلق المحتجون طرقا حيوية وأشعلوا النيران في إطارات السيارات، ورددوا شعارات تُطالب بتحسين الأوضاع الاقتصادية. في المقابل، أكد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أنه تم الاتفاق خلال اجتماع رفيع المستوى، على إجراءات عاجلة لحل مشكلة إمداد الوقود، قائلا عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ” اتفقنا على أن تنفرج أزمة البنزين والجاز، وصولاً لاستقرار كامل بعودة مصفاة الخرطوم التي تخضع للصيانة للمرة الأولى منذ 2015 . وتابع: ” بالنسبة لقطاع الكهرباء فقد تم الاتفاق على حزمة إجراءات تتعلق بتوفير وقود الفيرنس المدعوم بواسطة محفظة السلع الستراتيجية ووزارة المالية، وكذلك قطع الغيار المطلوب والاطلاع على وضع التوليد المائي، حرصاً على إمداد كهربائي مستقر خلال شهر رمضان المبارك وموسم الصيف” .

 

واشنطن تنسق مع دول الخليج وإسرائيل لتعزيز ستراتيجية ردع إيران

طهران تعدم مصارعاً جديداً وتسجن شقيق نائب روحاني بتهم فساد وتعتقل جاسوساً أميركياً

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/26 كانون الثاني/2021

 كشف مسؤول حكومي في واشنطن أن إدارة الرئيس جو بايدن ستطلق مبادرة عبر وسطاء أوروبيين لفتح حوار مباشر مع طهران، مضيفا أنه سيكون هناك مقاربة جديدة تسعى إلى التأكيد على ستراتيجية الردع الأميركية في المنطقة وإيجاد حلّ للنزاع مع طهران. ولفت إلى أن الخطوات ستترافق مع اتصالات بحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وتحديدا مع دول خليجية وإسرائيل، واضعا زيارة قائد القيادة الوسطى الأميركية كينيث ماكينزي لمنطقة الشرق الأوسط، حيث سيزور للمرة الأولى وبصفته العسكرية إسرائيل، في هذا الإطار. من جانبه، أكد الخبير الستراتيجي الأميركي وكيل وزارة الدفاع سابقا دوف زاخيم، أن إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران لن يكون مهمة سهلة للرئيس الأميركي جو بايدن، قائلا في تقرير نشره موقع مركز أبحاث ” ناشونال إنتريست”  الأميركي، إنه من غير المحتمل فوز الرئيس الإيراني حسن روحاني بفترة رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة في الربيع المقبل، ما يجعل مهمة جو بايدن في إحياء الاتفاق النووي الإيراني أكثر تعقيدا. في المقابل، زعم المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أنه لا يوجد لدى بلاده أي خطط حاليا للتفاوض مع الولايات المتحدة، نافيا أي اتصال مع الإدارة الأميركية الجديدة، محذرا من أن ” فرصة عودة أميركا إلى الاتفاق النووي لن تبقى مفتوحة إلى الأبد، كما أن هذه الفرصة محدودة أيضا أمام الدول الأوروبية الأعضاء في الاتفاق، للعودة إلى الالتزام بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي” . من جانبه، اعتبر سفير إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، أن كل شيء يعتمد في ملف العلاقات بين بلاده وأميركا على إدارة بايدن، مضيفا في مقابلة مع ” إن بي سي نيوز”  ردًا على سؤال عما تنوي إيران فعله لاستئناف المحادثات النووية، أن ” الكرة الآن في ملعب أميركا” ، مؤكدا أن بلاده لم تجر أي محادثات بين إيران وأميركا بعد تولي بايدن منصبه، لافتاً إلى أن طهران لا تخطط لبدء حوار مباشر مع واشنطن أو من خلال وسيط.بدوره، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أن طهران لا تعتزم طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلا إنه رغم صدور قانون وقف ” تنفيذ البروتوكول الإضافي”  لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، ” فإن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يتوقف و(تطبيق النص) لا يعني طرد مفتشي الوكالة” . من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لدى بلاده وإيران مصلحة في إعادة الاتفاق النووي، معتبرا خلال لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو أن انقاذ الاتفاق والتسوية حول البرنامج النووي الإيراني أكثر المواضيع إلحاحا. على صعيد آخر، وبعد خمسة أشهر من إعدام المصارع نافيد أفكاري، أعدمت إيران مصارعا بتهمة القتل العمد. وذكرت بوابة ” أفتاب نيوز”  أن المصارع مهدى علي حسيني 30 عاما أعدم شنقا في السجن في مدينة ديزفول، لادانته قبل خمس سنوات بقتل شاب خلال مشاجرة في بلدة أنديمشك. من جانبها، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية صدور حكم ضد مهدي جهانغيري، شقيق نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، بالسجن لمدة عامين بتهمة تهريب العملة، وعامين آخرين بتهمة الكسب غير المشروع. من ناحيته، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي، أن السلطات اعتقلت إيرانيا يحمل الجنسية الأميركية ويواجه اتهامات بالتجسس، أثناء محاولته مغادرة البلاد، قائلا إن ” المتهم كان مطلق السراح بكفالة… واعتقل أثناء محاولته مغادرة البلاد” ، فيما كشفت وسائل إعلام إيرانية أن رجل أعمال يدعى عماد شرقي اعتقل لدى محاولته الهرب عبر الحدود الغربية.

 

ماكنزي: البحر الأحمر وغرب الجزيرة مناطق آمنة لنقل القوات حال الحرب مع إيران

عواصم – وكالات/26 كانون الثاني/2021

 أكد قائد المنطقة المركزية الوسطى كينيث ماكنزي، أن اندلاع حرب مع إيران يقتضي إعادة نشر القوات والمعدات في مناطق أكثر أمنا من الخليج، معتبرا أن البحر الأحمر والجزء الغربي للجزيرة العربية يوفر إمكانية نقل هذه القوات. وتفقد ماكينزي ثلاثة مواقع في المنطقة الغربية من السعودية، تعتزم واشنطن استخدامها في أية مواجهة مع إيران، قائلا إن ” مبادرة توسيع مجال وصول القوات المسلحة الأميركية وأسلحتها وعتادها إلى القواعد الجوية ومختلف الهياكل السعودية انطلقت منذ نحو عام” . من جانبه، ذكر موقع ” ديفانس وان” ، المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، إن واشنطن توسع قدراتها على تنفيذ عمليات عسكرية، في حال وقوع حرب مع إيران، انطلاقا من قواعد سعودية، مشيرا إلى أن من بين هذه المواقع، القواعد العسكرية الجوية المحلية والمطارات والموانئ في الجهات الغربية من السعودية، والتي عقدت واشنطن بشأنها اتفاقات أولية مع الرياض.

وأضاف الموقع أنه رغم أن ” الولايات المتحدة حافظت على حضورها العسكري في بلدان الخليج، بما في ذلك في السعودية وقطر والكويت والإمارات، بآلاف الجنود ومختلف الأسلحة والمعدات، إلا أن تطور القدرات الصاروخية الباليستية الإيرانية جعل هذا الحضور أقل فعالية، مستدعيا تعزيز هذا الحضور العسكري الأميركي (الردع) في وقت السلم و(الهجومي) في حالة الحرب.

 

العاهل المغربي يشترط لقاء عباس في رام الله لزيارة إسرائيل

تل أبيب – وكالات/26 كانون الثاني/2021

 كشف مسؤولون إسرائيليون، أمس، أن رئيس الوزراء بنيامين ناتنياهو، يمارس ضغوطاً على العاهل المغربي الملك محمد السادس، من أجل زيارة تل أبيب. وذكر موقع ” واينت”  الإسرائيلي، أن مسؤولين في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية ومسؤولين في مقر الأمن القومي التابع لديوانه، يجرون اتصالات مع القصر الملكي في المغرب بهدف تنسيق زيارة للملك محمد السادس، الأسابيع المقبلة، وربما فور انتهاء فترة الإغلاق المفروض على مطار بن غوريون. ونقل، عن مسؤولين مطلعين، قوله، إن الملك محمد السادس يشترط أن تشمل زيارته إلى إسرائيل زيارة رام الله، والاجتماع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مضيفين إنه ” ليس من المؤكد أن يوافق العاهل المغربي على زيارة إسرائيل قبل الانتخابات في إسرائيل، لعلمه أن نتانياهو قد يوظف الزيارة في حملته الانتخابية” . وأكد مسؤول، أن ” هناك اتصالات، ومحاولات، لكن من الصعب رؤية هذا الحدث يتحقق، نحن نعرف أن ديوان رئيس الحكومة ومجلس الأمن القومي يريدون هذا، لكن من غير المؤكد أنهم سيتمكنون من تحقيق هذا قبل الانتخابات، من يدري فمن الممكن أن يفاجئنا الملك بقدومه” .

 

حملة سورية تُحذِّر المجتمع الدولي من بقاء الأسد في الرئاسة/جولة جديدة من المحادثات بشأن الدستور... وتفجير انتحاري بريف الرقة

دمشق – وكالات/26 كانون الثاني/2021

 أطلقت قوى سياسية سورية معارضة وشخصيات وطنية متنوعة الاتجاهات، حملة محلية وعالمية لتنبيه المجتمع الدولي، على خطورة تجديد رئيس النظام بشار الأسد، لنفسه، وبقائه في السلطة بما يتناقض، أصلاً، مع مختلف القرارات الدولية لحل الأزمة في سورية، وفي مقدمها القرار 2254. وقالت مصادر سورية، أمس، إن اجتماع القوى المطلقة للحملة، وبينها ” اتحاد تنسيقيات الثورة السورية” ، و” المجلس السوري للتغيير” ، و” رابطة الأكراد المستقلين” ، وطيف واسع من شخصيات وطنية مستقلة، وقوى سياسية متعددة، اتفق على اسم الحملة ” لا شرعية للأسد وانتخاباته” .وأضافت، إن الحملة تهدف إلى ” إحباط جهود نظام بشار الأسد، لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية” .من جهته، قال أمين عام ” المجلس السوري للتغيير”  حسان الأسود، إن ” سعي الأسد، لترشيح نفسه، مجدداً، يتعارض مع إرادة غالبية السوريين، ويتعارض، كذلك، مع الإرادة الدولية والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة” . وعبر، عن قناعته، بأن الجميع متفق على لا شرعية للأسد والرغبة بإسقاطه، بمن فيهم السوريون المقيمون في مناطق سيطرته، مشيراً إلى أن الحملة ستركز على إظهار كيف أن هذه الانتخابات ستعرقل الجهود الدولية لحل الأزمة السورية، وستمنع حصول السوريين على حقهم الطبيعي ” باختيار نظام الحكم الشرعي الذي يلبي مطالبهم ويمكن حقوقهم” . بدوره، قال أمين عام ” اتحاد تنسيقيات الثورة السورية”  معتز شقلب، إن حقيقة الأمر، أن الأسد ” لا يزال يتلاعب بموضوع اللجنة الدستورية”  بدليل أن رئيس النظام، بدأ بتمهيد إعلان نيته الترشح مجدداً لانتخاب نفسه، بما يشكل ” إهانة”  حقيقية لكل المؤسسات الدولية التي أصدرت قرارات لحل الأزمة السورية، على رأسها القرار 2254، والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي، من دون وجود الأسد. من ناحية ثانية، بدأت وفود ممثلة النظام السوري والمعارضة والمجتمع المدني في سورية، أول من أمس، جولة جديدة من الاجتماعات في جنيف، بهدف تعديل الدستور السوري. وكان المبعوث الأممي غير بيدرسون قال، في وقت سابق، ” أعتقد أننا بحاجة إلى ضمان أن تبدأ اللجنة في الانتقال من إعداد إصلاح دستوري إلى صياغة ذلك الإصلاح، حسبما يقتضي تفويضها” . ومن المقرر وفقاً لقانون الانتخابات السوري، إجراء الانتخابات الرئاسية في الفترة بين 16 أبريل، و16 مايو المقبلين، أي قبل 90 يوماً على الأقل من انتهاء ولاية الأسد التي تبلغ سبع سنوات. ميدانياً، قتل ثلاثة أشخاص، وأصيب خمسة آخرين جراء انفجار دراجة نارية، أمس، وسط مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي. وقالت مصادر محلية، إن ” انتحارياً فجر نفسه في مدينة تل أبيض مقابل مبنى العدلية، ما تسبب بوقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين المارة” .

 

الاتحاد الأوروبي يطالب تركيا بترجمة النوايا الحسنة أفعالاً

بروكسل – وكالات/26 كانون الثاني/2021

 كشف الديبلوماسي الأوروبي ستيفانو سانينو، أمس، عن أن الاتحاد الأوروبي دعا تركيا، إلى ترجمة إعلانات النوايا الحسنة إلى أفعال. وقال سانينو، أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في بروكسل، إن لدى أوروبا انفتاحاً حذراً إزاء تركيا، مؤكداً أنها تدعم فكرة الأجندة الإيجابية.

وأوضح، أن المحادثات مع تركيا تشمل تدخلاتها في ليبيا، وسورية، وإقليم ناغورنو كاراباخ، مضيفاً إن المحادثات شملت أيضاً أوضاع حقوق الإنسان والحريات الأساسية. من ناحية ثانية، قال النائب عن حزب ” الشعوب الجمهوري”  المرشح السابق لرئاسة الجمهورية محرم إنجه، إنه سيعلن عن شعار ونظام وبرنامج حزبه قريباً، مشيرا إلى انعدام الأمل عند الشعب في الحكومة والمعارضة معاً، موضحاً أن ” الشعب يئس من الحكومة والمعارضة، ولكن المعارضة والحكومة راضيتان عن بعضهما، المعارضة تتهمنا بالتقرب من القصر، والحكومة تقول سننشئ معارضة وطنية ومحلية، كلتاهما تحاول أن تقف بوجه كل بنية جديدة ستكون أملاً للشعب” .

 

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينياً حاول طعن جنود في الضفة الغربية

القدس/الشرق الأوسط»/26 كانون الثاني/2021

قتل شاب فلسطيني بالرصاص، اليوم (الثلاثاء)، بعدما حاول طعن جنود إسرائيليين في الضفة الغربية. وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان أن أحد ضباطه قتل المهاجم بعد «أن رصد جنود جيش الدفاع الإسرائيلي الذين كانوا في موقع عسكري مهاجما حاول طعن اثنين من جنوده قاما بتأمين المفترق». وأضاف البيان «أطلق قائد القوات الذي كان في الموقع النار باتجاه المهاجم وقام بقتله». موضحا أن العملية وقعت جنوب نابلس في الضفة الغربية المحتلة. وأكد البيان على «عدم وقوع إصابات» في صفوف الجنود. من جهتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب «الارتباط المدني الفلسطيني يبلغ وزارة الصحة باستشهاد مواطن لم تعرف هويته بعد، عقب إطلاق الاحتلال النار عليه». احتلت إسرائيل الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية في العام 1967. ويعيش في الضفة الغربية أكثر من 450 ألف مستوطن على أراضي الفلسطينيين البالغ عددهم 2.8 مليون نسمة. وتعتبر المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي. تشهد إسرائيل والضفة الغربية المحتلة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2015، هجمات أو محاولات هجوم تستهدف إسرائيليين، نفذ أغلبها فلسطينيون. واستمرت تلك الهجمات لأشهر، قبل أن ينخفض عددها وتصبح متقطعة.

 

الولايات المتحدة تؤكد رغبتها في تعزيز العلاقات مع السودان

الخرطوم:/الشرق الأوسط»/26 كانون الثاني/2021

يواصل السفير أندرو يونغ نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا اليوم (الثلاثاء) زيارته للسودان، التي بدأها يوم أمس. ونقلت صفحة القيادة على موقع «تويتر» اليوم عنه القول: «هذه بداية جديدة وبداية علاقة متجددة بين الولايات المتحدة والسودان. إنها رحلة نريد القيام بها معا». وأضاف: «إننا نرغب في تعميق علاقتنا وتوسيعها». ويبحث المسؤول الأميركي خلال الزيارة سبل تعزيز العلاقات بين السودان والولايات المتحدة في مختلف المجالات. يشار إلى أن الولايات المتحدة حذفت اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومن ثم رفع العقوبات المفروضة على الخرطوم.

 

إعدامات العراق تثير جدلاً سياسياً وقلق منظمات حقوقية/مستشار رئيس الجمهورية نفى المصادقة على الأحكام بعد تفجير «ساحة الطيران»

بغداد/ الشرق الأوسط»/26 كانون الثاني/2021

أثار إعلان رئاسة الجمهورية في العراق أول من أمس، أنها صادقت على أكثر من 340 حكم إعدام جدلاً سياسياً وقلق منظمات حقوقية، ما دفع مستشار رئيس الجمهورية إسماعيل الحديدي إلى إصدار توضيح بأن هذا الرقم يتضمن مجموع ما صدر في الدورات السابقة وليس بعد التفجيرين الانتحاريين في «ساحة الطيران» ببغداد، الخميس. الحديدي قال في بيان إنه في الوقت الذي «لا توجد هناك ضغوط على الرئاسة ورئيس الجمهورية بشأن أحكام الإعدام، فإن رئاسة الجمهورية لن تتوانى في إصدار مراسيم أحكام الإعدام بحق الإرهابيين». المطالبات بتنفيذ أحكام الإعدام مع محاولات تحميل رئيس الجمهورية برهم صالح تعطيلها كثيراً ما تظهر كلما حصلت حوادث إرهابية في وقت تنفي فيه دائماً رئاسة الجمهورية، سواء في عهد الرئيس السابق فؤاد معصوم أو الحالي برهم صالح، مسؤوليتها عن تأخير صدور أحكام الإعدام، بسبب إجراءات التقاضي المعقدة في العراق التي تأخذ وقتاً طويلاً حتى للمتهمين بأعمال إرهابية مثل المنتمين لتنظيم «داعش». وفي وقت كان فيه الرئيس العراقي الأسبق الراحل جلال طالباني يرفض التوقيع على أحكام الإعدام بوصفه محامياً دولياً موقعاً على وثيقة دولية برفض أحكام الإعدام، فإنه منح صلاحيته على أحد نائبيه (عادل عبد المهدي أو طارق الهاشمي) في الدورة الأولى من رئاسته (2006 - 2010) بينما في الدورة الثانية (2010 - 2014)، فإن الصلاحية باتت حصرية بيد رئيس الجمهورية. وفيما لم يوقع طالباني خلال السنتين اللتين مارس فيهما منصبه رئيساً للجمهورية، فإن منصب الرئيس انتقل بالوكالة إلى نائبه خضير الخزاعي (2012 - 2014) بعد مرض طالباني ونقله للعلاج إلى ألمانيا حتى وفاته. الخزاعي هو الآخر لم يوقع أحكام الإعدام، لأنه لا يملك صلاحية التوقيع حتى انتخاب معصوم رئيساً للجمهورية (2014 - 2018) الذي وقع على مئات أحكام الإعدام كانت مؤجلة طوال السنوات التي سبقت توليه الرئاسة.

حالياً، وفيما وقع الرئيس برهم صالح على عشرات حالات الإعدام التي تشمل قضايا إرهابية وجنائية، فإن القوى السياسية أدخلت هذه الأحكام ضمن مجال تسويق خطابها الدعائي الذي تخاطب به جمهورها كلما اقترب موسم الانتخابات. تحالف القوى العراقية عبر عن تحفظه على الدعوات إلى تنفيذ عقوبة الإعدام بمن صدرت بحقهم. وأعرب في بيان عن «تحفظه على الدعوات السياسية والحزبية التي أطلقتها هنا وهناك بعض القوى السياسية محاولة توظيف مصاب وجراح الشهداء ودموع الثكالى وصرخات الأيتام لتحقيق مكاسب انتخابية دنيوية زائفة». ودعا التحالف رئيس الجمهورية إلى «عدم الانصياع للتهديدات وأهمية أن يكون العدل هو الأساس». لكن قيادياً في «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي رفض بيان تحالف القوى العراقية، عاداً إياه بمثابة تشكيك في القضاء العراقي. النائب السابق في البرلمان عن الائتلاف محمد الصيهود قال إن بيان تحالف القوى العراقية «مجافٍ للحقيقة وداعم لاستمرار الإرهابيين بجرائمهم ضد الشعب العراقي». الخبير القانوني فيصل ريكان أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الجرائم الجنائية، وتقع من ضمنها جرائم الإرهاب، لها محاكم مختصة للنظر فيها»، مبيناً أن «هذه المحاكم تبدأ فيها الإجراءات من محكمة التحقيق لجهة جمع الأدلة وفحصها ثم طلب الشهود والتأكد من طرق الإثبات بكل الوسائل». وأضاف أنه «في حال تحقق وقوع الجريمة من قبل متهم أو متهمين معينين تحال القضية إلى المحكمة الجنائية المختصة لتبدأ مراحل المحاكمة حتى الوصول إلى قرار المحكمة». وأوضح أن «هناك مراحل أخرى هي الاستئناف والتمييز». وبين ريكان أن «تعطيل تنفيذ الأحكام بحق المدانين بالإرهاب الحقيقيين قد يشكل خطراً على الأمن المجتمعي». إلى ذلك، قالت بلقيس والي، الباحثة المتخصصة في العراق لدى منظمة «هيومن رايتس ووتش»، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن إعلان أمر الإعدامات دليل على أن «عقوبة الإعدام أداة سياسية». وأوضحت أن «القادة يستخدمون هذا النوع من الإعلانات ليقولوا للناس (إنهم يعملون من أجلهم) من دون الالتفات إلى حقيقة العيوب التي تشوب المحاكمات». بدوره، رأى عضو مفوضية حقوق الإنسان الحكومية في العراق علي البياتي، أن حكومة بلاده محاصرة بين الرأي العام الذي يطالب بالانتقام والمنظومة السياسية والأمنية والقضائية غير القادرة على وقف هجمات المتطرفين، وفي النتيجة «أصبح العراق أمام خيارات محدودة» فيما يتعلق بحقوق الإنسان. وأوضح البياتي أن «حكم الإعدام جزء من المنظومة القانونية العراقية، إذ ليست لدينا مراكز تأهيل حقيقية مثل الدول الديمقراطية التي تهتم بحقوق الإنسان والسجناء، خصوصاً الإرهابيين الذين يحولون السجون إلى مراكز تجنيد للآخرين». وأكد البياتي وجود «خلل لجهة عدم توافر ضمانات واضحة وشفافية حقيقية في التحقيق وجلسات الحكم وعدم السماح لمنظمات حقوق الإنسان بأداء دورها». وتعتبر المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه أن العراق يشهد «انتهاكات متكررة للحق في محاكمة عادلة وتمثيل قانوني فعال، مع اتهامات بالتعذيب وسوء المعاملة»، الأمر الذي يجعل عقوبة الإعدام «إجراء حكومياً تعسفياً بالحرمان من الحياة».

 

غارات روسية على «مثلث الوسط» لتأمين طريق حمص ـ دير الزور

دمشق – لندن/ الشرق الأوسط»/26 كانون الثاني/2021

شنت طائرات روسية أمس نحو مائة غارة على «مثلث الوسط» بين محافظات حلب وحماة والرقة بعد مقتل أربعة عناصر من قوات النظام السوري في هجوم يعتقد أن «داعش» ضمن سلسلة هجمات في البادية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس «تواصل الطائرات الحربية الروسية تحليقها في أجواء البادية السورية، وسط تنفيذها لغارات مكثفة على مناطق انتشار تنظيم (داعش) في مثلث حلب - حماة - الرقة، وعلى طريق حمص – دير الزور»، حيث تم رصد تنفيذ تلك الطائرات أكثر من 95 غارة جوية خلال الـ24 ساعة الفائتة، أي منذ تنفيذ التنظيم مكمناً في بادية الشولا بريف دير الزور، الذي أدى إلى مقتل 4 من قوات النظام، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، وإصابة 10 بجروح متفاوتة. وكان «المرصد» نشر أمس أيضاً، إلى أن الحملة الأمنية الكبيرة التي تقودها روسيا عبر قوات موالية لها، تتواصل ضمن البادية السورية، والتي تهدف إلى تأمين طريق دير الزور – حمص في ظل النشاط الكبير لتنظيم «داعش»، حيث «تواصل قوات مشتركة من الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني والفيلق الخامس تمشيط المنطقة الممتدة من كباجب والشولا غربي دير الزور وصولاً إلى السخنة». وأشار إلى أن قوات روسيا بدأت بتأمين حماية برية لتلك القوات مع دخول الحملة في أسبوعها الثاني، وذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة، في حين تواصل الطائرات الحربية الروسية عمليات الإسناد الجوي للحملة. من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، إن «ثلاثة عسكريين وأصيب عشرة آخرون بجروح جراء تعرض حافلة نقل على طريق دير الزور - تدمر لاعتداء من قبل مجموعات إرهابية». ووقع الاعتداء في محافظة دير الزور الشرقية، وفق الوكالة. وتبنى تنظيم «داعش» المسؤولية عن الهجوم في بيان نشرته وكالة «أعماق» التابعة له وتم تشاركه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ونقلت وكالة «أعماق» عن «مصادر عسكرية»، أن «عناصر التنظيم هاجموا اليوم رتل آليات للجيش السوري يضم حافلات لنقل الجنود وقوة حماية لها مكونة من آليات عدة بعضها مزود برشاشات ثقيلة» غرب دير الزور. من جانبه ذكر «المرصد» أيضاً في بيان، أن تنظيم «داعش» يقف وراء الاعتداء. وسيطر «داعش» عام 2014 على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، قبل أن يمنى بهزيمة في البلدين. وأعلنت هزيمة التنظيم في سوريا في مارس (آذار) عام 2019، لكن خلايا نائمة تستمر في شن هجمات. وفي الأشهر السابقة، عزز التنظيم هجماته ضد قوات النظام السوري، خاصة في شرق البلاد عند الحدود مع العراق. وبعد سلسلة كمائن استهدفت حافلات هذا الشهر، شنّت قوات النظام مدعومة من القوات الروسية حملة في 16 يناير (كانون الثاني) لتأمين طرق رئيسية في شرق سوريا، وفق «المرصد». وأضاف، أن المقاتلات الروسية نفذت أكثر من 130 غارة جوية منذ انطلاق الحملة مستهدفة مناطق انتشار التنظيم في باديتي حمص ودير الزور. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011 تسبب في مقتل أكثر من 380 ألف شخص، وألحق دمارًا هائلاً بالبنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

 

عباس لحل مشاكل غزة العالقة قبل الانتخابات/توجه لقائمة مشتركة تحت مظلة منظمة التحرير

رام الله: كفاح زبون/ الشرق الأوسط»/26 كانون الثاني/2021

قررت حركة فتح تسوية كل القضايا العالقة في قطاع غزة، بما يشمل حل مشكلات قديمة ومتراكمة، قبل الوصول إلى الانتخابات العامة في مايو (أيار). وقال مسؤولون في الحركة، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكل لجنة من أجل حل كل قضايا قطاع غزة العالقة، وأعطى تعليمات لرئيس الوزراء محمد أشتية لتسوية الأمور بأسرع وقت. وأكد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة «فتح»، عزام الأحمد، أنّ «الرئيس أصدر تعليمات واضحة بحل كل القضايا خلال أيام، وأعطى تعليماته لرئيس الوزراء، وأبرزها تفريغات 2005 والتقاعد المالي، والمقطوعة رواتبهم».  كما أكد عضو اللجنة المركزية للحركة، توفيق الطيراوي، أنه سيتم حل مشاكل الموظفين في قطاع غزة على مراحل. وأضاف، أن «المشاكل التي يتعرض لها أبناؤنا في غزة، معروفة، مثل موظفي تفريغات 2005 والتقاعد المالي والمبكر والحصار». وأوضح الطيراوي، أن اللجنة التي شُكلت من مركزية فتح، ستضع الحلول لهذه المشاكل، وبعد ذلك تطرحها على اللجنة المركزية من أجل حلها. ولاقت تصريحات المسؤولين في فتح، الترحيب في قطاع غزة الذي يعاني موظفو السلطة فيه من قطع رواتبهم أو أحيل الكثير منهم إلى التقاعد المبكر.

وجاءت توجهات الرئيس عباس وحركة فتح، بحل مشاكل عمر بعضها أكثر من 15 عاماً، في خضم استعداد الحركة لخوض الانتخابات العامة المقررة بعد 4 شهور للمجلس التشريعي، التي تسبق انتخابات الرئاسة بشهرين. وتريد الحركة تسوية أي مشاكل مع قطاع واسع من موظفي السلطة وأبنائها في غزة، لاستقطاب المزيد من الأصوات في المعركة التي لن تكون سهلة أمام حركة حماس. واتخذت القرارات في اجتماع لمركزية فتح عقد في وقت متأخر يوم الأحد وترأسه عباس شخصياً. وناقش الاجتماع الانتخابات بشكل رئيسي، بما في ذلك التحالفات في هذه الانتخابات، وإذا كان من الممكن تشكيل قائمة وطنية مع الفصائل الأخرى بما فيها حركة حماس. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن القرار في حركة فتح، تشكيل قائمة تحت مظلة منظمة التحرير، على قاعدة أنه مرحب بكل فصيل يريد الانضمام على هذا الأساس. وقد يعقد ذلك إمكانية تشكيل قائمة واحدة بين حركة فتح وحركة حماس التي ترفض التزامات المنظمة. وقال المصدر، إن التوجه الأقوى، أن يتم تشكيل قائمة لمنظمة التحرير وليس مع حماس، لكن كل الخيارات مفتوحة. وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، أمس، إن هذه المسألة لم تحسم. مشدداً على أن «اجتماع الفصائل في القاهرة سيكون متعلقاً بالانتخابات بشكل أساس، وسيتم التحاور في بعض التفاصيل، مثل شفافية الانتخابات، والتزام الجميع بنتائج هذه الانتخابات». وتابع: «ذاهبون للانتخابات حسب قانون النسبية، وفي حوار القاهرة ربما نناقش مسألة التحالفات والقوائم المشتركة، وهذه التحالفات سيكون أساسها سياسة منظمة التحرير الفلسطينية، ومن يرغب مشاركتنا الانتخابات على هذا الأساس أهلاً به». من جهته، قال الطيراوي إن «مركزية فتح لم تتخذ قراراً بخصوص القائمة المشتركة في الانتخابات المقبلة، وستحسم ذلك بعد ذهاب وفد الحركة للحوار مع حماس والفصائل». وكانت مركزية فتح أصدرت بياناً رحبت فيه بإعلان الرئيس محمود عباس المرسوم الرئاسي الخاص بتحديد موعد الانتخابات العامة، مؤكدة أهمية هذه الخطوة في توحيد الصف الفلسطيني، وتكريس مبدأ التعددية والديمقراطية في الحياة السياسية الفلسطينية. ورحبت اللجنة المركزية بالجهود الكبيرة التي بذلها الأشقاء العرب والأصدقاء فيما يتعلق بتقريب وجهات النظر للوصول إلى الانتخابات. وقررت اللجنة تشكيل وفد من الحركة برئاسة أمين سرها اللواء جبريل الرجوب، للمشاركة في جلسات الحوار التي ستعقد في مصر الشقيقة بداية شهر شباط القادم. كما قررت اللجنة المركزية تشكيل لجنة للإعداد ومتابعة الإجراءات تحضيراً لعقد الانتخابات العامة في الأماكن كاف، مؤكدة أن الرئيس محمود عباس سيتعامل مع جميع مشاكل قطاع غزة ومعالجة قضاياه بكل إيجابية. وقررت اللجنة المركزية لحركة «فتح» أن تبقى في حالة انعقاد دائم لمتابعة هذا الشأن الوطني الهام (الانتخابات). وفي شأن آخر، أكدت «مركزية فتح» أن الجانب الفلسطيني ملتزم بحل سياسي قائم على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967. وجددت التأكيد على أهمية الدعوة التي أطلقها الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام برعاية اللجنة الرباعية الدولية، لإطلاق عملية سياسية جادة تقود إلى إنهاء الاحتلال وتحترم مقررات الشرعية الدولية. كما جددت إدانتها لكل المشاريع الاستيطانية التي قامت وتقوم بها الحكومة الإسرائيلية الحالية، مؤكدة أن الطريق للأمن والاستقرار هو صنع السلام العادل والدائم القائم على قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.

 

اتصال هاتفي بين بادين وبوتين ... ماذا بحثا خلاله؟

الكلمة أونلاين/26 كانون الثاني/2021

تشاور الرئيس الاميركي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا في اول اتصال بينهما منذ توليه منصبه، واثار معه ملفات عدة هي في صلب التوتر بين البلدين. وقالت الناطقة باسم البيت الابيض جين ساكي:" بايدن اتصل بالرئيس بوتين بعد الظهر وفي نيته مناقشة عزمنا على تمديد معاهدة نيوستارت لخمسة اعوام"، في اشارة الى المعاهدة الثنائية لنزع السلاح التي ينتهي مفعولها بداية شباط، والهدف كان ايضا تكرار دعمنا الحازم لسيادة اوكرانيا في مواجهة العدوان المتواصل من جانب روسيا". واعرب بايدن عن قلقه حيال تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي اوقف في موسكو أخيرا بعد عودته من المانيا حيث كان يمضي نقاهة، وكذلك حيال طريقة تعامل قوات الامن الروسية مع متظاهرين سلميين.

 

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سر الكهنوت Priesthood

الأب سيمون عسالف/26 كانون الثاني/2021

في الكتاب المقدس، وخاصة في العهد الجديد، هو تاج الأسرار لأنه بدونه لا يمكن للكنيسة أن تستمر ولا يمكن لأحد أن ينال مواهب الروح القدس بدونه، وهذا السر قد تأسس منذ البدء كباقي الأسرار المقدسة.

* سر الكهنوت في العهد القديم:  معني كلمة كاهن خادم وأمر الرب بتقديم الذبيحة عن طريق الكاهن وكلمة كاهن مشتقه من الكلمة العبرية "كوهين" أي المنبئ بأمر الرب والكاهن له منزله النبي وله امتيازات أكثر من الأنبياء إذ أن الكاهن مؤتمن علي الشريعة ومسموح له بتقديم الذبائح إلى الله للتكفير وحمل خطايا الشعب كما ورد في سفر اللاويين وفي تعاليم الرسل في العهد الجديد.

عهد الرب الإله لإبراهيم في أن يكون أبا لجمهور من الأمم، "أما أنا فهوذا عهدي معك وتكون أبًا لجمهور من الأمم، فلا يدعى اسمك بعد إبرام بل يكون اسمك إبراهيم لأني أجعلك أبًا لجمهور من الأمم" (تك17:4)، وهكذا كان الوعد مع اسحق ابنه (تك26: 2-5) "وظهر له الرب وقال لا تنزل إلى مصر اسكن في الأرض التي أقول لك، تغرب في هذه الأرض فأكون معك وأباركك لأني لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد وأفي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك وأكثر نسلك كنجوم السماء وأعطي نسلك جميع هذه البلاد، وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض من أجل أن إبراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي أوامري وفرائضي وشرائعي، "وأيضًا مع يعقوب وباركه وقال له (تك 32: 28) " فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت "ودعا الرب موسي لكي يقود شعبه من ارض مصر" وقال الله أيضًا لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه اله آبائكم إله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب، أرسلني إليكم هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور" ( خر 3: 15)، وأقام هارون أخيه لأعانته "فحمي غضب الرب على موسى وقال أليس هرون اللاوي أخاك أنا اعلم انه هو يتكلم وأيضًا ها هو خارج لاستقبالك فحينما يراك يفرح بقلبه فتكلمه وتضع الكلمات في فمه وأنا أكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعان" ( خر 4: 14) وافرزه هارون وبنيه لوظيفة الكهنوت وأمر موسي بصناعه ثياب الكهنوت المقدسة له ولأبنائه والإصحاح (28) من سفر الخروج يتكلم بكل تفاصيل ملابس الكهنوت "واصنع ثيابا مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء وتكلم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي وهذه هي الثياب التي يصنعونها صدرة ورداء وجبة وقميص مخرم وعمامة ومنطقة فيصنعون ثيابا مقدسة لهرون أخيك ولبنيه ليكهن لي وهم يأخذون الذهب والاسمانجوني والأرجوان والقرمز والبوص فيصنعون الرداء من ذهب واسمانجوني وارجوان وقرمز وبوص مبروم صنعة حائك حاذق يكون له كتفان موصولان في طرفيه ليتصل وزنار شده الذي عليه يكون منه كصنعته من ذهب واسمانجوني وقرمز وبوص مبروم" ونلاحظ أن كل شيء من ملابس الكهنوت يشير إلى مغزى روحي.

إن من اهتمام الرب بالكهنوت انه أوصي موسي أن يصنع لأخيه هارون ثيابا مقدسه للمجد والبهاء، وتصنع من الكتان النقي الأبيض رمز للنقاوة والطهارة التي لرئيس الكهنة، وتصنع واسعة جدا لاتساعه صدره وطول ألاناه علي الخطاة وهو الحامل خطايا شعبه بداخله. ويلبس أيضًا الجبة التي مثل العباءة التي تصنع من السمنجوني الحرير رمز للسماء.. هكذا أيضا كان رب المجد يسوع المسيح طويل الأناة علي الخطاة ومحب للكل وكان يجول يصنع خيرا، العمامة التي علي رأسه هي كتاج وعليه صفيحه من ذهب مكتوب عليها قدس للرب "لان الرب قدسه" أو انه كرس حياته للخدمة. أما المنطقة التي من الجلد التي علي وسطه ترمز للاستعداد للعمل وهكذا الرب الذي قال "من أجلهم أقدس أنا ذاتي لكي يكونوا هم مقدسين في الحق "لذا يتنبأ عنه إشعياء (أش 11:5) "يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالأنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه".

اول رئيس كهنة هو ملكيصادق كاهن الله العلي (تك 14) الذي كانت ذبيحته من الخبز والخمر ومذبحة في الأرض كلها وهو بلا أب وبلا أم وبلا نسب وهو مشبه بابن الله، وهو الذي بارك إبراهيم مع أنة كان اصغر منه (عب 7).

وطقس سيامة الكاهن قد ذكر في الكتاب المقدس حيث يمسح بالمسحة المقدسة وتصنع هذه المسحة من افخر الأطياب من المر والسليخة والقرفة العطرة وقصب الزريرة ومن زيت الزيتون "وهذا ما تصنعه لهم لتقديسهم ليكهنوا لي خذ ثورا واحدا ابن بقر وكبشين صحيحين وخبز فطير وأقراص فطير ملتوتة بزيت ورقاق فطير مدهونة بزيت من دقيق حنطة تصنعها وتجعلها في سلة واحدة وتقدمها في السلة مع الثور والكبشين وتقدم هرون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع وتغسلهم بماء وتأخذ الثياب وتلبس هرون القميص وجبة الرداء والرداء والصدرة وتشده بزنار الرداء وتضع العمامة على رأسه وتجعل الإكليل المقدس على العمامة وتأخذ دهن المسحة وتسكبه على رأسه وتمسحه وتقدم بنيه وتلبسهم أقمصة" (خر29) وبعد سيامة الكاهن يقدم قربانا  لله من أبناء الكاهن من أجل سيامة والدهم في يوم مسحته ( لا6: 19-23 ) ويبدأ الكاهن خدمته من بعد الثلاثين سنه من عمره (عدد4:3) "من ابن ثلاثين سنة فصاعدا إلى ابن خمسين سنة كل داخل في الجند ليعمل عملا في خيمة الاجتماع" وهناك وصايا وشروط علي سلوك الكاهن بان "وقال الرب لموسى كلم الكهنة بني هرون وقل لهم لا يتنجس احد منكم لميت في قومه إلا لأقربائه الأقرب إليه أمه وأبيه وابنه وابنته وأخيه.... والكاهن الأعظم بين أخوته الذي صب على رأسه دهن المسحة وملئت يده ليلبس الثياب لا يكشف رأسه ولا يشق ثيابه ولا يأتي إلى نفس ميتة ولا يتنجس لأبيه أو أمه ولا يخرج من المقدس لئلا يدنس مقدس إلهه لان إكليل دهن مسحة إلهه عليه أنا الرب هذا يأخذ امرأة عذراء ... إذا كان رجل من نسلك في أجيالهم فيه عيب فلا يتقدم ليقرب خبز إلهه " وهناك الكثير من الوصايا للكهنة ويمكن الاطلاع عليها في (عدد 6: 22) وأيضًا (عدد16: 1-31) وأيضًا (لا21) و(لا22).

كل من سيم كاهن للرب يجب أن يدهن بزيت المسحة المقدسة لحلول روح الحكمة والفهم روح الله القدوس وهكذا كان عالي الكاهن وصموئيل وداود وشاول وعزرا وزربابل و ابياثار الكاهن ( 1صم 23: 9) وأخيمالك بن أخيطوب ويهوياداع (2مل11: 9) وحلقيا الكاهن (2مل22: 4) ويهوصادق (حجي1: 1) وفينحاس (يش 22: 30) وأليعازر (يش22: 31) وأوريا الكاهن ( 2مل 16: 10) وصادوق (2صم15: 27).

· ومن مسئوليات ووظائف الكاهن في العهد القديم هي:

1. حراسة المَقدِس المُقدَّس الذي لخيمة الاجتماع (عدد3: 38).

2. إسراج المنارة في خيمة الاجتماع بزيت زيتون علي الدوام (خر 27:20).

3. تقديم الذبيحة أمام الرب لصنع السلام بين الله والناس "والنار على المذبح تتقد عليه لا تطفأ ويشعل عليها الكاهن حطبا كل صباح ويرتب عليها المحرقة ويوقد عليها شحم ذبائح السلامة نار دائمة تتقد على المذبح لا تطفأ" (لا 6: 12و13).

4. تغطية القدس وجمع أمتعته عند ارتحال المحلة (عدد4:2-20).

5. إحراق البخور أمام مذبح البخور (خر30:7-10).

6. مباركة الشعب " كلم هرون وبنيه قائلًا هكذا تباركون بني إسرائيل قائلين لهم يباركك الرب ويحرسك يضيء الرب بوجهه عليك ويرحمك يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلاما فيجعلون اسمي على بني إسرائيل وأنا أباركهم" (عدد6: 24).

7. تعليم الشريعة للشعب (لا10: 11) "وللتمييز بين المقدس والمحلل وبين النجس والطاهر ولتعليم بني إسرائيل جميع الفرائض التي كلمهم الرب بها بيد موسى" ولأنه من فم الكاهن تخرج الشريعة.

8. تطهير النجس من خطاياه (لا15: 14و15).

9. يحكم علي نجاسة الإنسان الذي به البرص ويطهر من لم يكن مصاب به (لا13: 1-8).

10. حمل تابوت العهد (يش3: 6-17).

11. ضرب أبواق الفضة لمناداة الجماعة ولارتحال المحلة (عد10: 1-10).

* الكهنوت في العهد الجديد:

1. في بداية خدمة الرب يسوع أختار الرب التلاميذ ودعاهم للخدمة "ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم أيضًا رسلا" (لو6:13) "وبعد ذلك عين سبعين آخرين أيضًا وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا أن يأتي" (لو10: 1) وقال لهم "أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده اذهبوا ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب" وأيضًا في (يو15: 16) "ليس انتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي".

2. أعطاهم الرب سلطان غفران الخطايا "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء" (مت18: 18) وكرر الرب الوعد أيضًا بعد قيامته" ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 21-23) كان كل الذين يؤمنون بالكلمة كانوا يعترفون بخطاياهم للرسل وليوحنا المعمدان "واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم" (مت3: 6) وأيضًا "وكان كثيرون من الذين امنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع وحسبوا أثمانها فوجدوها خمسين ألفًا من الفضة هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة" (اع19:18) وصيه يعقوب الرسول بالاعتراف بالزلات وقال "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها" (يعقوب 5: 16) ويوحنا الإنجيلي قال"أن اعترفنا بخطايانا فهو آمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (يوحنا الأولى 1: 9) تسليم السر ليس فقط للحل بل أيضًا للربط في الخطية إلى الأبد وهكذا ربط القديس بطرس الرسول سيمون الساحر وأيضاَ حله من خطيته عندما اعترف بذنبه إليه " فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت إن تقتني موهبة الله بدراهم ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر لان قلبك ليس مستقيما أمام الله فتب من شرك هذا واطلب إلى الله عسى إن يغفر لك فكر قلبك لأني أراك في مرارة المر ورباط الظلم فأجاب سيمون وقال اطلبا أنتما إلى الرب من اجلي لكي لا يأتي علي شيء مما ذكرتما" (أع 8:21-23)

3. أعطاهم الرب سلطان الشفاء وإخراج الشياطين المرضي "ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف" (لو9: 1) و"يضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" (مر16: 18) "وأقام اثني عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا ويكون لهم سلطان على شفاء الإمراض وإخراج الشياطين" (مر3: 15).

4. أعطاهم الرب سلطان سيامة الكهنة و الأساقفة وتسليم ووضع الأيادي والفرز للخدمة وهناك مجموعه من الآيات التي تثبت ذلك:

· "وهو أعطى البعض إن يكونوا رسلا والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح" (أفس 4: 11).

· "ألعل الجميع رسل ألعل الجميع أنبياء ألعل الجميع معلمون ألعل الجميع أصحاب قوات" (1كو12: 29).

· "وكيف يكرزون أن لم يرسلوا كما هو مكتوب ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات" (رؤ10).

· "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع 13).

· "فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما فهذان إذ أرسلا من الروح القدس انحدرا إلى سلوكية" (أع 13).

· "ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا أنبوة فبالنسبة إلى الإيمان أم خدمة ففي الخدمة أم المعلم ففي التعليم أم الواعظ ففي الوعظ المعطي فبسخاء المدبر فباجتهاد الراحم فبسرور" (رو 12)، وهكذا الروح القدس يعمل إلى الآن.

· (1تي 5: 19-22) "لا تقبل شكاية على شيخ (قس) إلا على شاهدين أو ثلاثة شهود... لا تضع يدا على احد بالعجلة" وقال أيضًا لطيطس تلميذة "من اجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة وتقيم في كل مدينة شيوخا كما أوصيتك" (تي 1: 5).

· (1تي 5: 17) "أما الشيوخ المدبرون حسنا فليحسبوا أهلًا لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم" هكذا يوصي الرسول بولس إلى كل القسوس أو الكهنة الذين يتعبون في الكلمة والتعليم.

 4.  أرسلهم الرب للكرازة وقال لهم "دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر آمين" ( مت 28: 19) وفي الإصحاح العاشر من إنجيل معلمنا لوقا قال لهم الرب أيضًا "أية مدينة دخلتموها وقبلوكم فكلوا مما يقدم لكم واشفوا المرضى الذين فيها وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله وأية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فاخرجوا إلى شوارعها وقولوا حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم ولكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله .... الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني…. ولكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماوات".

5. أعطى الرب يسوع تلاميذه الأطهار سلطان أعطاء الروح القدس للفرز للكهنوت وأقام الرسل سبعة شمامسة بعد أن اختارهم الشعب ووضعوا عليهم الأيادي "فاختاروا استفانوس رجلًا مملوًّا من الإيمان والروح القدس وفيلبس وبروخورس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونيقولاوس دخيلا إنطاكيا الذين أقاموهم أمام الرسل فصلوا ووضعوا عليهم الأيادي وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدا في أورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان" (أع 6: 2-6) وأقاموا كهنه وأساقفة في كل كنيسة "بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح إلى جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في فيلبي مع أساقفة وشمامسة" (في1: 1).

6.   في وصايا الرسل والتلاميذ نجد مدي احترام الكهنوت "احترزوا إذا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع20: 28) وفي وصايا الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس نجد مدي عظمة مسؤولية الأسقف "صادقة هي الكلمة أن ابتغى احد الأسقفية فيشتهي عملًا صالحًا فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم بعل امرأة واحدة صاحيًا عاقلًا محتشمًا مضيفًا للغرباء صالحًا للتعليم غير مدمن الخمر ولإضراب ولا طامع بالربح القبيح بل حليما غير مخاصم ولا محب للمال يدبر بيته حسنا له أولاد في الخضوع بكل وقار وإنما إن كان احد لا يعرف إن يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله غير حديث الإيمان لئلا يتعجرف فيسقط في دينونة إبليس ويجب أيضًا أن تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج لئلا يسقط في تعيير وفخ إبليس" (1تي3) وعن شروط الشموسية يقول "يجب أن يكون الشمامسة ذوي وقار لا ذوي لسانين غير مولعين بالخمر الكثير ولا طامعين بالربح القبيح ولهم سر الإيمان بضمير طاهر وإنما هؤلاء أيضًا ليختبروا أولًا ثم يتشمسوا أن كانوا بلا لوم.... ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة مدبرين أولادهم وبيوتهم حسنا لان الذين تشمسوا حسنا يقتنون لأنفسهم درجة حسنة وثقة كثيرة في الإيمان" (1تي 3) ويوصي الرسول بولس تلميذه تيموثاوس قائلًا "أوص بهذا وعلم لا يستهن احد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الإيمان في الطهارة إلى أن أجيء أعكف على القراءة والوعظ والتعليم لا تهمل الموهبة التي فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع أيدي المشيخة اهتم بهذا كن فيه لكي يكون تقدمك ظاهرا في كل شيء لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لأنك إذا فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا" (1تي4: 11-17) وعن احتمال الألم في الخدمة ينصحه في الرسالة الثانية قائلا "أكرز بالكلمة أعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب وبخ انتهر عظ بكل أناة وتعليم لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون إلى الخرافات وأما أنت فاصح في كل شيء احتمل المشقات اعمل عمل المبشر تمم خدمتك" (2تي4:2-5) وفي رسالته إلى تيطس يقول الرسول بولس عن الأسقفية "لأنه يجب أن يكون الأسقف بلا لوم كوكيل الله غير معجب بنفسه ولا غضوب ولا مدمن الخمر ولا ضراب ولا طامع في الربح القبيح" (تيطس 1: 7).

7.  لذا نجد في الخلاصة أن الرسل اختاروا أساقفة و قسوس وشمامسة للخدمة والرعاية الروحية والرسل نفذوا وصية الرب وهذا تطبيق عن كلام الرب لهم عن ملكوت الله وعن كيفيه تأسيس كنيسته "وانتخبا لهم قسوسًا في كل كنيسة ثم صليا بأصوام واستودعاهم للرب الذي كانوا قد امنوا به (أع14: 23).

+ ومن ميليتس أرسل إلى أفسس واستدعى قسوس الكنيسة (أع20: 17).

 

أزمة بين الليرة والدولار في بيئة الحزب...

أحمد عياش/أساس ميديا/ الأربعاء 27 كانون الثاني 2021

الأنباء الأخيرة حول دخول "حزب الله" على خطّ إعادة الحرارة إلى الحوار المتجمّد في شأن تشكيل الحكومة، رافقتها معطيات حول مخاوف من انزلاق الوضع اللبناني إلى حدود الإنفجار الاجتماعي. فما هي هذه المعطيات؟

ما يطفو على السطح من تباينات في البيت الشيعي، وآخرها ما ظهر في مواقف الزميل قاسم قصير وردود الفعل عليها من مؤيدي "حزب الله"، يشير إلى أنّ أحوال هذا البيت قد طرأت عليه تحوّلات لم تعد خافية على العارفين ببواطن هذه البيئة. وأبرز هذه  التحوّلات بلا منازع، ما يتّصل بالأوضاع المعيشية التي وضعت غالبية اللبنانيين على متن قارب واحد هو انهيار القدرة الشرائية لليرة. في استقصاء أجراه موقع "أساس" مع مصادر سياسية ودينية وإعلامية تنتمي إلى هذا البيت، تبيّن أنّ هوّة بدأت تتّسع بين أهله وصولاً إلى أفراد الأسرة الواحدة. ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، أنّ فردا من عائلة له صفة كادر في "حزب الله" يقبض راتباً شهرياً مقداره 600 دولار أميركي، وآخر في العائلة نفسها موظف في الدولة بفضل انتمائه لحركة "أمل"، يقبض راتباً شهرياً قدره مليون و500 ألف ليرة، وبالتالي فقد صارا معيشياً على طرفيّ نقيض. والسبب أنّ راتب الفرد الأوّل صار يفوق الـ4 ملايين و800 ألف ليرة إذا ما جرى سعر صرف الدولار في حد أدنى 8 آلاف ليرة في السوق الرائجة، وهو فعلياً أكثر من ذلك. أما الفرد الثاني، الذي كان راتبه قبل الانهيار الدراماتيكي في سعر صرف العملة الوطنية قبل أشهر خلت، يوفّر له متطلبات حياة مريحة لجهة تقسيط ثمن شقة وسيارة وبدء حياة عائلية معقولة نتيجة أنّ راتبه يساوي ألف دولار أميركي، صار راتبه اليوم يساوي أقلّ من 200 دولار، ما وضعه تحت خطّ القدرة على الوفاء بالالتزامات المرتبطة بها على أساس العملة الخضراء. في استقصاء أجراه موقع "أساس" مع مصادر سياسية ودينية وإعلامية تنتمي إلى البيت الشيعي، تبيّن أنّ هوّة بدأت تتّسع بين أهله وصولاً إلى أفراد الأسرة الواحدة

إنّ المثال المشار إليه لا تقتصر نتائجه على أرقام حسابية فقط، بل دخلت في نسيج علاقات متوتّرة على امتداد المساحة الشيعية بدءاً بالجنوب مروراً بالضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً إلى أقصى البقاع الشمالي. وهناك قصص تروى عن مظاهر الرخاء التي ظهرت على الأفراد الذين ينتمون إلى الحزب، وهو ما بدا جليّاً في القرى التي تظهر فيها سريعاً أحوال العيش بين يُسر وعُسر.

هل تقف الأمور عند هذا الحدّ في البيت الشيعي؟

يُجيب على هذا السؤال وزير سابق من هذا البيت قائلاً إنّ "حزب الله" تصرّف منذ بداية الأزمة النقدية التي واجهت لبنان العام الماضي على أنّه معنيّ فقط بجماعته اللصيقة به لاسيّما كوادره في تنظيمه الأمني، الذي ما زال إلى الآن ناشطاً في تنفيذ الأدوار التي أناطتها المرجعية في طهران به في سوريا وسائر أقطار المنطقة. لكنّ الحزب، وبسبب ضخامة الأعباء، راح يقلّص التزاماته التي كان يرتبط بها في مؤسسات تربوية واجتماعية وحزبية ودينية تدور في فلكه. ولا يكتم كثيرون من الذين ينضوون في إطار هذه المؤسسات، الحديث في المجالس الخاصّة عن تبدل ظروفهم وضيق الإمكانات التي كان الحزب يوفّرها لهم سابقا. ومن القصص التي يتداولها هؤلاء حول رئيس حزب موالٍ لـ"حزب الله" صار يتلّقى مساعدات من دولة خليجية، ما ترك تأثيراً ظاهراً على مواقف يُعلنها هذا الشخص الحزبي خلال هذه المرحلة. الأمر الذي يشير بوضوح إلى أنّ هذه المساعدات أخذت طريقها إلى ولاء هذا الشخص، وإن كان الأخير لا يزال في الإطار العام غير معادٍ لـ"حزب الله". في سياق متّصل، خرج "حزب الله" إلى العلن في الحديث عن مساعدات، حملت عنوان "مُبادرة في عزّ الصقيع.. حزب الله يُوفّر المازوت لـ20 ألف عائلة في البقاع وبعلبك الهرمل"، وفق ما ورد على موقع "العهد" الإخباري التابع للحزب. وجاء في الخبر المرافق للعنوان: "بادر(الحزب) لتدفئة 20 ألف عائلة في محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل ونحو ألف عائلة في البقاع الغربي، وذلك عبر توزيع مؤونة شهر تقريبًا من المازوت خلال الـ3 أيام الماضية تزامنًا مع بدء العاصفة".

"حزب الله" تصرّف منذ بداية الأزمة النقدية التي واجهت لبنان العام الماضي على أنّه معنيّ فقط بجماعته اللصيقة به لاسيّما كوادره في تنظيمه الأمني

وقال المسؤول الإعلامي للحزب في البقاع أحمد ريّا للموقع إنّ "الكميات التي وُزّعت جاءت أضعاف ما وُزّع خلال الأعوام الماضية... بناء على توجهيات سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، من أجل توسيع دائرة الإفادة". ويعلّق الوزير السابق المشار إليه آنفاً، على ما قام به الحزب تجاه 20 ألف عائلة بقاعية، فيؤكد على أهمية هذه الخطوة، لكنّه أشار إلى أنّ هناك 200 ألف عائلة شيعية في البقاع وحده، ما يعني أنّ مساعدات الحزب غطّت واحد على عشرة  في المئة من عدد العائلات في هذه المحافظات. وشدّد على القول وفق المعلومات  التي هي بحوزته، إنّ المعايير التي اعتمدها في توزيع هذه المساعدات، تنطلق من انتماء العائلات التي تلقّت المساعدات إلى دوائره اللصيقة. وسأل: "من سيهتم بـ180 ألف عائلة شيعية في البقاع وحده؟ وماذا عن سائر العائلات من شيعة ومن سائر الطوائف على امتداد لبنان؟".

لا جدال في أنّ الكلام في الإمكانات المتوافرة لمعالجة ضيق أحوال اللبنانيين لا يمكن أن يصل إلى وضع المسؤولية على "حزب الله" وحده الذي هو أعجز من التصدي لهذه المهمة لأسباب عدّة. لكنّ المسألة مع الحزب، هو أنّه يقف في وجه محاولات قيام الدولة بمسؤولياتها بسبب سياساته على كل المستويات وأهمها اليوم تحالفه مع العهد المعاند لخروج لبنان من مستنقع الأزمات والذهاب إلى الإفراج عن قيام حكومة جديدة. حتى تتغيّر الإحوال، بات جليًا أنّ الأزمة وصلت إلى البيت الشيعي الذي صار الحديث في داخله اليوم ، يدور علانية عن شيعي يقبض بالدولار وشيعي يقبض بالليرة، وما بين الإثنين فارق كبير في سعر الصرف! من هنا يجب أن نصدّق أنّ "حزب الله" يستشعر خطراً..

 

لماذا تضيّع القوات وقت اللبنانيين في "انتخابات مبكرة" مستحيلة؟

خالد البوّاب/أساس ميديا/الأربعاء 27 كانون الثاني 2021

تضجّ دوائر معراب وقطعات حزب القوات اللبنانية ومسؤوليه، بأنّ العمل جارٍ لتشكيل حركة سياسية جديدة قد تظهر أواخر الشهر الحالي من شأنها نقل المعركة السياسية المستعصية في البلد إلى مكان آخر أكثر تقدماً. يفضل القواتيون التحفّظ الكلامي عن هذا المسعى الذي يقوم به رئيس الحزب سمير جعجع، العامل على خطّ التواصل مع شخصيات سياسية وقوى حزبية متعددة ومتنوعة. بحسب المعلومات فإنّ الحركة السياسية التي تعمل القوات على إطلاقها لها علاقة بالضغط في سبيل إجراء إنتخابات نيابية مبكرة. ليس للطرح أي أسس واقعية مفيدة على الأرض، إنما في المعنى السياسي العميق، فهو شعار لمعركة لن تحصل وغير قابلة للنجاح.

المشكلة التي تعتري مثل هذا الطرح، تعني التطبيع مع الواقع القائم، وسط محاولة لتحسين الوضع العددي لحزب القوات بالإستناد إلى الرهان على نتائج الإنتخاب، في غياب أي قدرة لأي طرف على تحقيق ما يريده من طروحاته. أسباب كثيرة يجب أن تدفع القوات اللبنانية إلى مراجعة هذا الطرح السياسي الذي تتقدم به لأنّه لن يؤدي إلى أيّ نتيجة.

- أولاً: لبنان بحاجة إلى جوّ سياسي جديد يتماهى مع الجوّ الذي انفجر في ثورة 17 تشرين، لجهة التلاحم الوطني بين القوى الحزبية والقوى الشعبية، وليس على أساس النظرة المذهبية والطائفية، التي قد تدفع القوات إلى التركيز على معركة الإنتخابات النيابية المبكرة سعياً إلى رفع عدد كتلتها النيابية من 15 نائباً، إلى 20 أو 25 مثلاً. يبقى المفعول والأثر السياسي هو للخطوة السياسية وليس لحجم الكتلة النيابية، وللقوات أمثلة كثيرة في هذا المجال، عندما كانت قوى 14 تمتلك أكثرية مطلقة تقارب الثلثين، فيما لم تتمكن من تحقيق أي هدف سياسي من أهدافها.

بحسب المعلومات فإنّ الحركة السياسية التي تعمل القوات على إطلاقها لها علاقة بالضغط في سبيل إجراء إنتخابات نيابية مبكرة. ليس للطرح أي أسس واقعية مفيدة على الأرض، إنما في المعنى السياسي العميق، فهو شعار لمعركة لن تحصل وغير قابلة للنجاح

- ثانياً: لا بد لحزب كالقوات اللبنانية، أن يخرج من النظر إلى الملفات خارج نطاق العدد النيابي على أهميته لأنّ لبنان بحاجة ماسة إلى خطوات سياسية جريئة وشجاعة تخرج من شرانق اللعبة الطائفية والمذهبية التي تمثل الهدف والمنطلق الأساسي للسياسة التي اتبعها التيار الوطني الحرّ، فأدّت إلى تكريس الشرذمة الإجتماعية، وتبديد مقوّمات ومرتكزات ومكتسبات بدافع الشعبوية. وبالتالي فإنّ وجود القوات اللبنانية يجب أن يكون على رأس جبهة سياسية لها عناوينها الواضحة في مواجهة أي محاولات تقسيمية أو فيدرالية، ومواجهة مشروع العونية السياسية المتماهية مع الحزب الله كمستفيد أوّل من كل ما يجري. خطوة قواتية من هذا القبيل من شأنها تعديل كامل في موازين القوى.

- ثالثاً: إن استمرار الصراع على الحصص والمكتسبات الآنية، سيؤدي إلى تهشيم لبنان أكثر فأكثر، ما سينعكس مزيداً من الضرر والخسارة على المسيحيين، فيما المطلوب هو تقديم طرح سياسي أو برنامج سياسي كامل متكامل، يتعلق بتثبيت وجهة لبنان السياسية والحفاظ على كيانيته وعلاقاته العربية والدولية بعيداً عن أيّ حسابات ذاتية أو انقسامات أبرز من يستفيد منها إيران.

- رابعاً: في حال تمت الدعوة إلى الإنتخابات النيابية المبكرة اليوم، فلا بد من حصولها مثلاً خلال فترة ستة أشهر بالحد الأدنى، أي بين شهري 6 و7، أي قبل أقلّ من عام من موعد الإنتخابات المقرّر. وبالتالي لا حاجة لمثل هذا الخيار، في ظلّ انعدام أي مشروع سياسي واضح المعالم، وفي ظل تفكك التحالفات التي كانت قائمة سابقاً، وهذا لن يؤدي إلى حصول أي تغيير حقيقي في الوقائع السياسية وموازين القوى.

 - خامساً: على أساس أيّ قانون يمكن لهذه الإنتخابات المبكرة أن تجري؟ القانون الحالي؟ فهو سيستنفر انقساماً لبنانياً عميقاً حوله، وسيؤدي إلى مزيد من الشرخ والإنقسام. والأفضل هو العمل على إيجاد صيغة جديدة لقانون يجمع ولا يفرّق. فالطرح سيعزّز الإنقسام المذهبي والطائفي، في غياب أي توافق لبناني على القانون الحالي: فالقوى السنية والدرزية الأساسية تعارضه، والثنائي الشيعي تقدّم بطرح بديل عبر الرئيس نبيه برّي، أيضاً لا تتوفر مقومات التوافق حوله.

إن استمرار الصراع على الحصص والمكتسبات الآنية، سيؤدي إلى تهشيم لبنان أكثر فأكثر، ما سينعكس مزيداً من الضرر والخسارة على المسيحيين

- سادساً: هناك مشكلة كبيرة في إجراء إنتخابات مبكّرة في ظلّ الظروف الحالية. فظروف الدولة المالية سيئة، والإنتخابات تحتاج إلى مبلغ كبير ومن الأولى توظيفه لتوفير حاجيات العائلات اللبنانية المحتاجة.

- سابعاً: كيف يمكن إجراء إنتخابات في ظل الظروف الصحية الحالية واتساع رقعة انتشار وباء كورونا، إذ ستكون هناك أخطار مضاعفة، على صحة اللبنانيين. والانتخابات تتم بتجمّعات كثيرة في مرحلة التحضير وفي أيام الانتخاب. ولا أفق للخروج من نفق كورونا قبل نهاية العام الجاري.

- ثامناً: من يضمن الواقع الأمني في البلد؟ خصوصاً في ظلّ انهيار القدرات الشرائية للمواطنين، ما ينبىء بانهيار الأمن الإجتماعي. وطالما أنّ الظروف المعيشية على هذه الدرجة من السوء والخطر، فإنّ ذلك سيحوّل الناخبين إلى متسوّلي مساعدات إنتخابية، وسيعزّز هذا الوضع منطق الرشوة، بحيث تجيّر الأصوات لمن يقدم خدمات ومساعدات أكثر من غيره بعيداً عن الخيار الحرّ.

- تاسعاً: إجراء الانتخابات النيابية المبكرة يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء بشأن القانون بداية، ثمّ إقرار الميزانية المطلوبة، والإجراءات الأمنية المطلوبة على كل المراحل الانتخابية وآخرها أقلام الاقتراع. أين الحكومة؟ وأين الجهوزية الأمنية لأجهزة مستنفذة لقدراتها حتى نهاية "عصر" كورونا؟

الانتخابات النيابية المبكّرة غير منطقية. والقوات اللبنانية تضيّع وقتها في مثل هذا الطرح.

 

أسّسوا أنفسكم واتركوا النظام جانبًا

الدكتور داود الصايغ/النهار/26 كانون الثاني/2021

لم يُخلق لبنان لكي يكون هديةً لأحد. كان هو الهدية، جوهرة وُضعت بين أيدي من لا يعرفون التمييز بين الأصيل والمزيّف، فباعوها بالرخص في أسواق الصفقات والتبادلات. لم يعرف هؤلاء أن لبنان في الأساس إنما بُنيَ على رؤوس الأَسَل مثل أعلى الممالك في قصائد المتنبي التي تُبنى على الرماح.

لم يعرفوا أن لبنان بُنيَ على رماحٍ من نوعٍ آخر. بُنيَ على المنارات في سماء الشرق. ولذلك فإنهم لن يَهزِموه. لا بجهل الجاهلين الجالسين على مقاعد الاستسلام والجشع والبحث عمّن يحمّلونه مسؤوليات الكوارث، ولا بأطماع الذين جعلوه بالافتراض، من مَناطِقهم. فبعثوا إليه بالتماثيل بعد الصواريخ.

في بعض الزمان، أيام التأسيس وتدعيم الأسـس، كان في لبنان مناراتٍ من نوعٍ آخر. كان هنالك بُناة. يفتقدهم اللبنانيون كثيرًا هذه الأيام ويسترجعون تاريخهم. صنّاع أوطانٍ هم. إذ ماذا سيقول التاريخ عن محتلّي كراسي هذه الأيام. اذكروا لنا إنجازًا واحدًا. قولوا لنا لماذا أنتم هنا. طبعًا أنتم غير مسؤولين. فالحق في النتيجة هو على النظام.

ألم تتعبوا بعد من الحديث عن النظام كلَّما تَعبتُم. من التفاهمات القاتلة إلى الشعارات الخادعة إلى الكوارث التي تَسبّب بها المجهول. على الأقل قولوا لنا من تَسبّب بفاجعة مرفأ بيروت. إنها حصلت منذ خمسة أشهر ولم نعرف شيئًا بعد. بالطبع لم نعرف شيئًا على طول تاريخ الظلام الذي لفَّ لبنان في الحِقب الماضية، فلم نعرف ولن نعرف شيئًا عن التفجيرات والاغتيالات التي أصبح ضحاياها شهداء في ضمير الوطن وحسرات في القلوب، كونها باتت جزءًا من مآسي الأيام السوداء حين كان التحكّم بالقرار بأيدي من لا يعبأون بالقوانين والأنظمة... ونظام الحكم.

ولولا إصرار وعِناد الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، الذي التقى مع القوى الحيّة في جبهة ١٤ آذار، لما وَصَلَ ملفّ الرئيس رفيق الحريري إلى المحكمة الدولية. صحيح أن الحُكُم لم يشفِ غليل البعض، إلّا أنّه في الأساس وفي الأسباب الموجبة للقرار، دلَّ على الفاعل والفاعلين. إنّه دلَّ عليهم ولكن قُدرة العدالة الدولية على المحاسبة في واقع لبنان اليوم هي منعدمة تمامًا، خلافًا لما جرى بالنسبة إلى جرائم نَظرت فيها العدالة الدولية في ما يعود إلى كيانات يوغوسلافيا السابقة مثلًا أو إلى بعض الدول الإفريقية.

فلم يكن نظام الحكم، بمفهومه النبيل، ذاك الذي تدرّج منذ ما قبل الكيان والاستقلال، كواحدٍ من أعرق أنظمة الشرق العربي، هو المسؤول عن كل ما جرى. لأن ما جرى في السنوات الكالحة لا يُسأل عنه الدستور أو الميثاق، بل تُسأل عنه مصادرة القرار، بالأمس واليوم. مصادرة القرار التي وصلت إلى حدّ المسّ بذلك الحصن المتين الذي صان لبنان ونظامه وهو القضاء اللبناني، الذي كان من أعلى المنارات وجوهرة التاج المرصّع للمؤسّـسات، والذي لا يزال ينتظر القانون المطروح أمام مجلس النواب لاستقلالية القضاء، كما مشروع التشكيلات القضائية النائم في الأدراج.

قولوا لنا: هل نظام الحكم مسؤول عن تسلّق الصغار إلى حيث لا يجب أن يكونوا. فرنسا انتقلت في بضعةِ عقود فقط من شارل ديغول وفرنسوا ميتران وجاك شيراك إلى نيقولا ساركوزي وفرنسوا هولاند اللذان حكما فرنسا بالمؤسـسات المستمرّة من دون أي فضلٍ لهما ودونما إنجازاتٍ سابقة. هيهات بين صُنّاع التاريخ ورجال السلطة. هيهات بين القامات الكبيرة وتلك الصغيرة. قولوا لنا: ما دخل النظام في بثّ الأحقاد. هل نسيَ هؤلاء قول الشاعر: "لا يحمِل الحقدَ من تعلو به الرُّتب". هل نسوا أن الكراسي لا تصنع الكبار بل هم الذين يصنعونها.

لم تكن الدساتير يومًا مُنزلة. فهي من وضع الانسان، والانسان يغيّرها. إنها لا تَـلحظ بالضرورة كلّ شيء. وهذا طبيعي. وما يبدو فيها من ثغراتٍ أحيانًا لم يَـلحظها المشترع الدستوري، تُعالج لاحقًا بالأعراف، شرط أن يتصرّف المسؤولون كمؤتمنين على المصير. والنصوص هي في خدمة المصلحة العامة وليس العكس. فالمُشترع يفترض حُسن النوايا إلى من آلت إليهم المسؤوليات. هنالك موادٌ في دساتير الدول المتقدّمة تسقط من عدم الاستعمال. وهنالك أنظمة تعمل من دون دساتير مكتوبة في الأساس. فليست هنا مشكلة لبنان الحالية.

مشكلته أن هنالك من يريد التحكّم بقراره، هنالك من يريد الغلبة. ولكن لبنان في أي حالٍ من أحواله يقوم على ركيزتَين: الحرّية وتوازن مُكوّناته البشرية. وما من أحدٍ يُمكنه المسُّ بالحرّية في لبنان، لأنها نَشأت فيه انطلاقًا من تكوينه البشري ابتداءً من القرن الثامن عشر، يوم كان الآخرون لا يزالون في الظلام. بما فيه بعض الغرب. فالحرّية في لبنان لصيقةٌ بالكيان وهي إذا تَهددت تَهدد الكيان. وما من أحدٍ يُمكنه التغلّب على الآخر أو التحدّثَ عن حقوقٍ مهضومة.

أزمتنا اليوم ليست في النصوص. لا تهربوا إلى النظام. إذا كان هنالك من ثغراتٍ ما، فهي تُعالج بالأسلوب المناسب في الوقت المناسب. ولكن المسألة اليوم هي في مكان آخر. وهو الحلّ القريب، ذلك الحلّ الذي حمله رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون مرتين إلى لبنان، فعاندتم ولا تزالون معاندين.

ليس الخارج هو المعرقل. من أفتى أن الانتظار هو لمعرفة توجهات إدارة جو بايدن الرئيس الأمريكي الجديد. فالعالم كلُّه، من أمريكا إلى فرنسا إلى الاتحاد الأوروبي إلى الفاتيكان إلى الأمم المتحدة إلى الدول العربية كلّها طالبتنا بالإصلاح، في سبيل نجاح مدّ الأيدي الصديقة إلينا. والبداية تكون بحكومة اختصاصيين مستقلّين وفق المبادرة الفرنسية. لم يسمعوا منه. لم يتّعظوا. أعينهم على الغد، غد الكراسي. فمتى كانت الأحقاد قاعدة الحكم في لبنان، في البلد الذي رفع الوفاق إلى المرتبة الدستورية. صراعٌ سياسي في بلدٍ ديمقراطي يُمارس الانتخابات النيابية وتداول السلطة، نعم هذا مقبول لا بل إنّه مطلوب. ولكن الإصرار على استبعاد فريقٍ أو شخصٍ أو أشخاص بقرارٍ أناني مزاجي لا سند له سياسيًا أو وطنيًا، فهذا معناه أنهم لم يتعلّموا شيئًا حتى من دروس الحروب القريبة في لبنان. وهم أدرى الناس بتلك السابقة القاتلة التي قضت في مطلع سنوات الحروب بعزل أحد الأحزاب المسيحية البارزة. العزل؟ لا أحدٌ يعزل أحدًا في لبنان. ومن لم يتعلّم ذلك فليتفضّل ويعزل نفسه.

الذين عرقلوا ماذا فعلوا؟ بثّوا الشِقاق كما فعلوا دائمًا. هكذا كان اختصاصهم. وتلك كانت قضيتهم ومعاركهم. مثل قضية دونالد ترامب. ما كانت قضيته؟ أن يبقى حتى وإن خَرِبت أميركا، وهي تهددت بالخراب. والتاريخ لن يذكره إلا بالخراب. إنه هو وهو فقط. ولذلك فإنه انحدر إلى أسفل الدرجات. في أمريكا وفي غيرها من العالم هنالك من لا قضية وطنية لهم سوى وجودهم. والعالم يَبتـلي بالذين يمشون ورائَهم كالأغنام، ويُحطّمون محراب الديمقراطية في واشنطن لأنه دعاهم إلى ذلك، فمشوا. تمامًا كالأغنام. هذا حصل في أعظم ديمقراطية في العالم، أتذكرون الذين مشوا وراء هتلر في المانيا البلد الذي له أفضالٌ على الحضارة العالمية؟ هذا حصل ويحصل عندنا بكلّ أسف في لبنان، بلد ذلك "الشعب العظيم".

 

إخبار أمام القضاء اللبناني حول تورط النظام السوري في انفجار مرفأ بيروت

سعد الياس/القدس العربي/26 كانون الثاني/2021

بيروت- “القدس العربي”: فيما يخيم الجمود على ملف التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، فإن التطورات الجديدة التي برزت في هذا الملف دفعت بعضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب إدي أبي اللمع ورئيس “حركة التغيير” المحامي إيلي محفوض إلى التقدم بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية بعد التقارير المحلية والعالمية التي أظهرت “تورط أركان النظام السوري برئاسة بشار الأسد وبعض المقربين منه بانفجار المرفأ المشؤوم” وفق ما ورد في الإخبار الذي حصلت “القدس العربي” على نسخة منه. وحمل موضوع الإخبار عنوان “أعمال إرهابية أدت إلى حصول انفجار“، وتحت عنوان الأشخاص المسؤولين وردت عبارة “أركان النظام السوري وكل من يظهره التحقيق فاعلا أو شريكا أو محرضا من موظفين وضباط ومسؤولين أمنيين ومدنيين لدى هذا النظام”. وبعدما عرض الإخبار لانفجار مواد متفجرة معروفة بمادة “نيترات الأمونيوم” في 4 آب/أغسطس داخل حرم مرفأ بيروت ومقتل أكثر من مئتي قتيل وجرح ما يقارب السبعة آلاف وتدمير جزء كبير من العاصمة بيروت وتشريد مئات آلاف العائلات، عدد سلسلة التقارير المحلية والعالمية التي “أجمعت على ذكر عدة أسماء معنية بهذا الموضوع ومنهم رجال أعمال مقربون من الأسد أبرزهم: جورج حسواني والشقيقان عماد ومدلل الخوري”.

وأضاف أبي اللمع ومحفوض في إخبارهما “بما أن هؤلاء المجرمين قد ارتكبوا فعلهم الجرمي عن عمد، وقد قاموا باستعمال مركبات كيميائية عالية الخطورة ومواد شديدة الانفجار، والتي تعتبر على أنها تحدث خطرا عاما، الأمر الذي يضفي على هذه الأعمال الجرمية صفة الأعمال الإرهابية، وبما أن المادة 6 من قانون الإرهاب الصادر بتاريخ 11/1/1958، قد عاقبت هذا النوع من الأفعال بالإعدام، لذلك فإن مقدمي الإخبار الحاضر، يدليان بهذه المعلومات الواردة فيه إلى جانب نيابتكم الكريمة، ويطلبان التحقيق بموضوعه والاستماع إلى إفادة الأشخاص المعنيين مباشرة بالجرم موضوعه، والتحقيق معهم وتوقيفهم والادعاء عليهم وإحالتهم للمحاكمة أمام القضاء اللبناني المختص”.

ومن أمام قصر العدل، أكد أبي اللمع أن “هذا الموضوع لن يتم التخلي عنه أو التراجع عنه بل تريد “القوات اللبنانية” الذهاب بالتحقيق إلى النهاية، كي نصل إلى الحقيقة، وبالتالي لا يتكل أحد على التسويف وتضييع الوقت وحرف الأنظار عن الحقيقة، لأنه لن يمر معنا مرور الكرام مهما كلف الأمر”.

محفوض اعتبر أن السياسيين اللبنانيين المتورطين تكتلوا مع بعضهم البعض لضرب القضاء وتطويق المحقق العدلي وعدم المثول أمامه

واعتبر محفوض أن “أفظع من هول جريمة المرفأ هي التقارير التي نشرت في أكبر الصحف والوكالات العالمية”، ذاكرا ما نشر في “فورين بوليسي”، التي “تعد مصدر صناع القرار في العالم، بأن السياسيين اللبنانيين المتورطين تكتلوا مع بعضهم البعض لضرب القضاء وتطويق المحقق العدلي وعدم المثول أمامه”. وسأل “لماذا لا يريد الرئيس أو الوزير أو المسؤول الذي له علاقة بالانفجار الحضور والمثول أمام المحقق العدلي؟ ومن أنت أمام الضحايا التي سقطت في بيروت والجرحى؟”، وقال “عندما يرفض ذلك الشخص الحضور أمام القاضي فهو إما متواطئ على القضاء ولا يريد أن يقوم بعمله أو فعلا متورط بالجريمة”، معتبرا أن “القضاء في لبنان جمد نشاطه إزاء تعنت البعض”، موضحا في إشارة إلى حزب الله أن “الجهات التي رفضت التحقيق الدولي واعتبرته مسيسا ومنحازا، رفضت أيضا التحقيق العدلي”، وسأل “ما المطلوب؟”. ولفت محفوض إلى أن “ما ذُكِر في تقارير الصحف العالمية ليس بقليل، خصوصا وأنها لا تنشر معلومات إلا إذا كانت مثبتة”، مشيرا إلى “تقارير استخبارات دولية وتحديدا فرنسية تحدثت منذ عام 2012 عن تهريب أسلحة وأمونيوم من وإلى سوريا”، ومتسائلا “عما فعلته الدولة منذ ذلك الوقت حتى اليوم بهذه المعلومات”.

وأضاف “في وقت ما زال بعض الضباط في السجن، ونحن لا نبرئ أحدا، نطالب المحقق العدلي بالذهاب بالملف إلى النهاية، طالما رأس الهرم أي رئيس الجمهورية قال “كنت أعلم”. دعا محفوض اللبنانيين، وتحديدا أهالي الضحايا، لتشكيل جدار ضمانة وحماية للقضاة، “الذي من الممكن أن يكون بعضهم خائفا وهذا مشروع” بحسب وصفه ودعا “اللبنانيين، وتحديدا أهالي الضحايا، لتشكيل جدار ضمانة وحماية للقضاة، الذي من الممكن أن يكون بعضهم خائفا وهذا مشروع، لا سيما وأننا في غابة”. وتوجه إلى اللبنانيين بالقول “الإخبار بات بيد القضاء المختص، الذي يضم قضاة نزهاء، انسوا الإدارة السياسية لأننا فقدنا الحكم السياسي في هذا البلد الذي بات محكوما من “حزب الله”. نحن الشعب وما تبقى من نواب أحرار سنكون سدا منيعا في هذا الإطار”. وعن استحضار النظام السوري في هذا الملف، قال “من أرسل متفجرات ليقتل ويفجر مساجد ويؤدي إلى نعرات طائفية ومذهبية وقتل الأبرار، ونتيجة المعطيات الموجودة في ملف المرفأ لا يمكن إلا أن نضع علامة استفهام حول دوره”.

مراسَلة بريطانية

وكانت التحقيقات في الملف توقفت بسبب الإقفال العام من جهة وعدم استكمال التبليغات في الطلب المقدم من الوزيرين السابقين للمال والأشغال النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر أمام محكمة التمييز الجزائية لنقل الملف بداعي الارتياب المشروع من قاضي التحقيق العدلي فادي صوان إلى محقق عدلي آخر.

وفي جديد الملف، ما نقلته محطة LBCI عن تلقي النيابة العامة التمييزية مراسلة من السلطات البريطانية، تؤكد أن شركة Agroblend التي تعاقدت مع مالك سفينة روسوس لنقل نيترات الأمونيوم من جورجيا إلى الموزمبيق غير مسجلة في جزر العذراء البريطانية، ما يعني أن عقد النقل بين الشركة ومالك السفينة المقدم إلى القضاء اللبناني مزور وأن هذه الشركة وهمية.

مراسلة بريطانية: عقد النقل بين الشركة ومالك السفينة المقدم إلى القضاء اللبناني مزور والشركة وهمية

 وكان المدعي العام البرتغالي حقق مع تاجر النيترات موريرا وحجز جواز سفره وأرسل إلى السلطات اللبنانية علما بذلك. وجاء التحقيق معه بعد تعميم الإنتربول الدولي النشرة الحمراء في حقه وتسلم القضاء اللبناني في 12 كانون الثاني/يناير الجاري نسخة من هذه النشرة التي جاءت بناء على طلب لبنان في حق موريرا وصاحب الباخرة روسوس التي نقلت حمولة النيترات أمونيوم إلى مرفأ بيروت أواخر عام 2013 وأفرغت في العنبر رقم 12 حيث عاينها موريرا عام 2014. وباشر القاضي الخوري إعداد طلب تسليمه إلى القضاء اللبناني بعد التحقيق معه لدى المدعي العام البرتغالي.

جنبلاط: براميل متفجرة

بموازاة ذلك، فإن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي كان أول من وجه أصابع الاتهام إلى النظام السوري في موضوع إحضار نيترات الأمونيوم سأل في آخر موقف له “من يطالب باستمرار التحقيق بانفجار المرفأ غيري؟ كلهم لا يريدون التحقيق دون استثناء، لأن التحقيق سيوصل إلى أن النظام السوري وأزلامه استوردوا تلك الكميات إلى لبنان، واستخدموها في البراميل المتفجرة لتدمير المدن والقرى السورية، وحسب الدراسات، الكميات التي انفجرت ودمرت بيروت وقتلت المئات وجرحت الآلاف، هي 700 طن، أما باقي الـ2000 طن، فهي أُخَذت إلى سوريا لأن طريق بيروت – الشام أسهل للنقل”.

 

عون.. مشكلة حسن نصرالله

يوسف بزي/المدن/26 كانون الثاني/2021

بين أعوام 2012 و2016، كان القرار الدائم والنهائي غير القابل للنقاش عند حسن نصرالله: إما ميشال عون رئيساً للجمهورية أو لا أحد. التمنّع لسنتين ونصف السنة عن انتخاب عون لم يكن سوى مضيعة للوقت.

أيقن الجميع بعدها أن قرار الجمهورية بيد "الأمين العام" وحده.

انزاحت السلطة من مجلس النواب والحكومة وسائر المؤسسات الدستورية إلى مركز جديد: مكتب حسن نصرالله.

هكذا، ارتسم نظام لبناني هجين وغريب، قوامه وجود سلطتين: سلطة رسمية تتولاها العائلة العونية، وسلطة فعلية يتولاها جهاز حزب الله. الآخرون، إما أن يقبلوا الانضواء في هذا النظام أو يخرجوا نهائياً من الحياة العامة ويخسروا مصالحهم ونفوذهم و"زعاماتهم". وبالطبع، هؤلاء كان خيارهم الرضوخ، الذي سيكافئهم حزب الله عليه بتشجيعهم على المجال الوحيد الذي بقي لهم في "السياسة": المكاسب المادية من المشاركة في استباحة الدولة. تلك الاستباحة ستصير منذ تلك اللحظة شاملة وبالغة الشراهة.

أراد نصرالله أن يكون ميشال عون رئيساً، لأن الأخير وحده من قبل منح "الجمهورية" للحزب مقابل فقط العودة الثأرية إلى بعبدا. الجمهورية بأسرها مقابل منصب رئاسة الجمهورية. إنها الصفقة الأربح التي لم يكن يتخيلها أحد من قبل. وما كان حزب الله ليحلم بها. ولم يكن إلا ميشال عون من يستطيع إتمامها. فالتفويض "المسيحي" الذي حازه لا يضاهيه فيه أي زعيم مسيحي سابق إلا بشير الجمّيل.

لننحي أي اعتراض على كل هذا المسار، ولنفترض، والحال هذه، أن لا ضير في أن يمسك حزب المقاومة بزمام السلطة الواقعية والعملية، وأن يتولى "المسيحي القوي" إدارة هيكل الدولة الرسمية، في شراكة يمكن وصفها أنها تحوز على "شرعية" طائفية.. وانتخابية (راجعوا إيمانويل ماكرون). وعلى هذا الافتراض، لا ضير أيضاً أن يصير لبنان من مسؤولية حسن نصرالله وميشال عون، بوصفهما سيّدي الجمهورية القويين. سيّد المقاومة وسيد الإصلاح والتغيير.

هذا بالنسبة لطالبي "الخلاص"، جمهورهما الوفيّ، حلمهم المشترك والمبتدئ منذ عام 2006. وهو توق قديم لمن ينتظر مجيء الذي سيملأ الأرض عدلاً. بدل الخلاص المنشود، ومنذ العام 2016 وحتى اليوم، أي طوال فترة "العهد"، يمكن سرد ألف صفحة عن ما حلّ بلبنان. ويمكن أيضاً - منعاً للضجر- اختصارها بكلمتي الكارثة والانهيار. يمكن رد الأسباب إلى مؤامرات في الخارج وفي الداخل، وإلى حروب سرية تستهدف البلاد والمقاومة والإصلاح والتغيير والمسيحيين والشيعة والممانعة.. إلخ. لكن للأسف لا يمكن التهرب من "المسؤولية". بمعنى، أن من يريد استلام مقاليد الحكم والسيطرة، عليه إفشال "المؤامرات" لا شكوى منها وحسب.. وإلا فليتنحى جانباً.

بالتأكيد، هذا ليس وارداً لا في عرف حزب عقائدي يقارع الامبريالية والصهيونية، ولا في "تراث" ميشال عون العنيد والصلد. اليوم، يعرف الجميع، وأولهم حزب الله، أن لبنان صار في الهاوية. وفي السياسة، بات من الواضح أن رئاسة الجمهورية وأداء "العائلة العونية" سببا ويسببا مشاكل هائلة، وتحولا إلى عبء كبير.. على عاتق حزب الله وحسن نصرالله. هذا إذا أحسنا الظن أن الحزب وأمينه العام يريدان عافية البلاد اقتصاداً وإدارة وسياسة وانتظاماً، وبالتالي لا يمكنهما القبول في الاستمرار على هذا المنوال البائس.

ليس تحاملاً ولا اتهاماً القول أن تجربة السلطة المنبثقة من "تفاهم مار مخايل"، المدعوم بفائض قوة حزب الله و"انتصاراته" هي تجربة قاسية وباهظة الثمن، وحطمت اللبنانيين (كرامة ومالاً معاً). وبكل المقاييس، عهد عون مشكلة كبيرة. 

هذه حقبة سيطرة حزب الله على الجمهورية. وفي هذه الحقبة تحديداً، لم يعد رئيس الجمهورية وصهره "مشكلة" لجعجع أو برّي أو فرنجية أو الحريري أو جنبلاط. هؤلاء مجرد خصوم عاجزين عن أي حلّ فعلي للأزمة المستعصية في النظام (وهم جزء من الأزمة أصلاً).

الفريق الوحيد القادر على إحداث الفرق هو حسن نصرالله. ولذا، عون هو مشكلته وحده. أكثر من ذلك، الذين سردنا أسماءهم جميعاً، بما صاروا إليه كعصبة مؤتلفة مختلفة تجسد "فشل النظام"، هم مشكلة حسن نصرالله نفسه، الذي حوّلهم إلى ما آلوا إليه، رموزاً مشوهة ومثلومة. خصوصاً بعدما محق لصالحهم وصالحه انتفاضةَ 17 تشرين 2019.

وبما أن حسن نصرالله، لم يبدِ أي استياء عملي وفعلي من مسلسل الفشل الذي اتسمت به إدارة البلاد، ولم يقدم على أي مبادرة حقيقية، يستخدم فيها قوته وسلطانه، وقدرته على الحسم المشهور بها والمشهود لها منذ العام 2005 على الأقل، يجوز الافتراض أن نصرالله راضٍ تمام الرضى عن ما بلغته البلاد والدولة من "استقرار" على خرابهما. ولأن نصرالله يتمتع بحس عال بالمسؤولية وبموهبة قيادية كبيرة، ويتنكب شخصياً كل الهموم العامة، فعلى الأرجح، هو لا يرى الفشل ولا الخراب. وهذه هي مشكلتنا الأخيرة، لا مشكلة عون ولا سائر السياسيين.

 

الحريري "شريك النصف"... في التعطيل

ألان سركيس/نداء الوطن/26 كانون الثاني 2021

استماتة بالتصويب على رئيس الجمهورية وتحييد "حزب الله"!

لا يزال كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري عند موقفيهما برفض كل واحد منهما التنازل للآخر، في وقت تستفحل الأزمات وتتشعّب ويدفع المواطن الثمن الأكبر.

لخّصت عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأخيرة معاناة الوطن والشعب مع الحكّام، وليس هناك أكبر من سؤاله "ألا تخافون الله" لشرح مدى العقم الذي وصلت إليه السياسة في لبنان، والمآسي التي يعيشها الشعب نتيجة إرتكابات من في سدّة المسؤولية.

في 17 تشرين الأول 2019 إندلعت الإنتفاضة التي أطاحت حكومة الحريري السياسية، ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر عاد الحريري ليطرح نفسه المنقذ للوطن وللمبادرة الفرنسية على حدّ سواء، لكن الواقع برهن أن كل وعود الحريري ذهبت أدراج الرياح ولا يزال "يُبطنج" في أرضه.

مرّت ثلاثة أشهر على تكليف الحريري في 22 تشرين الأول تأليف الحكومة، والبلاد لا تزال من دون سلطة تنفيذية تهتم بشؤونها، وليس الحريري وحده مسؤولاً عمّا وصلت إليه الأمور بل إن محاولة تبرئته وإلصاق التهم بالرئيس عون ومن خلفه رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل لوحدهما تُعتبر طمساً للحقيقة. ويعتبر من يعمل على خطّ تأليف الحكومة أن الحريري هو "شريك النصف" في التعطيل، ويروي هؤلاء كل العوامل التي حصلت وأدّت إلى إلقاء جزء كبير من اللوم على تصرفات الحريري.

وبالنتيجة، لم تبدأ القضية من لحظة تكليف الحريري، بل إنها انطلقت مع انطلاق مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حينها وضع الحريري بند المداورة في الحقائب السيادية كشرط أساسي للسماح للسفير مصطفى أديب بمباشرة التأليف، وبعد تعنّت "الثنائي الشيعي" وتشبّثه بوزارة المال، عاد الحريري وتنازل عنها بعدما بات واضحاً أن مهمة أديب قد أُجهضت من الحريري ومن "حزب الله" وحركة "أمل". وبعد إفشال مهمة أديب، عاد الحريري وطرح نفسه مرشحاً لرئاسة الحكومة بدعم من "حزب الله" وحركة "أمل"، في حين قام رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط بما يشبه إنتفاضة لكنه عاد وسمّى الحريري.

وتكمن المشكلة الأساسية في أن الحريري اكتفى بتأييد "الثنائي الشيعي" له، وأدار ظهره لأكبر كتلتين مسيحيتين، فلم يتحدّث مع "القوات اللبنانية"، وتصرّف وكأن "التيار الوطني الحرّ" غير موجود، وذهب يُفتش عن فتات الأصوات المسيحية و"يشحدها" من تيار "المردة" و"الطاشناق" وبعض النواب المستقلّين، ووصلت به الأمور إلى درجة طلب دعم الحزب "السوري القومي الإجتماعي" ليقول إن تسميته تحظى بميثاقية مسيحية.

كل هذه التصرفات، بحسب المتابعين، أحدثت تراكمات إنفجرت في وجه الحريري، فلم يلمس الفرنسيون أي تقدّم بعدما وعدهم بأنه يملك مفتاح الحلّ، كذلك، فإن الأمور تزداد تأزماً، ويريد الحريري التصرّف وكأن رئيس الجمهورية غير موجود، علماً أن الدستور واضح في هذه النقطة وينصّ على أن الحكومة تتألف بالتوافق بين رئيسَي الجمهورية والحكومة، وأن أهم صلاحية بقيت للرئيس بعد "الطائف" هي التوقيع على تأليف الحكومة.

وفتحت وعود الحريري بمنح "الثنائي الشيعي" ما يريد من حقائب شهية بقية الأطراف، وهنا ظهر التناقض واضحاً في مهمة الحريري، فكيف يعمل على تأليف حكومة إختصاصيين مستقلة ومنح "الحزب" و"الحركة" ما يريدان من حقائب، وعندما وصل الأمر إلى المكوّن المسيحي لا يريد الحريري إشراك رئيس الجمهورية في التسمية؟ ومن منح الحريري صلاحية توزيع الحقائب المسيحية على باقي القوى وبات الأمين على حفظ حقيبة للحزب "السوري القومي"؟ ولماذا يُصرّ على مواجهة رئيس الجمهورية و"التيار الوطني" في كباش على السلطة بينما يُحيّد سلاح "حزب الله"؟

قدّم الحريري تشكيلة حكومية واحدة لرئيس الجمهورية ورفضها الأخير، وسافر، ثمّ عاد ولم يطرح أي تشكيلة أخرى وكأنه يقول للرئيس إقبل بتشكيلتي أو لا تؤلّف حكومة، علماً أن الرئيس المكلّف يجب أن يُدوّر الزوايا ويقدّم أكثر من تشكيلة لكي تسير الأمور.

أعطى السفير أديب درساً للطبقة السياسية عبر عدم تمسّكه بالكرسي والعودة إلى وظيفته الأساسية بعد فشل مهمته، في حين أن بقية الشخصيات تتمسّك بالكرسي حتى لو كلّف هذا الأمر سقوط الهيكل فوق رأس الشعب، بينما كل الحديث عن الصلاحيات والمواقع وحقوق الطوائف تسقط أمام أنين الشعب الجائع.

 

الراعي وعون والدستور

وليد شقير/نداء الوطن/26 كانون الثاني 2021

يبدو أن البطريرك بشارة الراعي لم يقتنع من الشروحات المستفيضة التي حاول أن يبرر من خلالها مستشار القصر الرئاسي سليم جريصاتي مطالب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل التوزيرية التي تؤخر ولادة الحكومة.

فضلاً عن ذريعة حق الرئاسة بالاستناد إلى المادة 64 من الدستور، في تسمية الوزراء لا سيما المسيحيين، واتهام الرئيس المكلف سعد الحريري بمصادرة هذا الحق، وبـ"محاولات وضع اليد على الحقوق السياسية" للمكون المسيحي كما جاء في بيان "التيار" السبت، ومنع الرئيس المسيحي من ممارسة دوره في الحكم، تقوم مطالعة الفريق الرئاسي على الحجة القائلة بأن مصلحة المسيحيين تقضي بأن يسمي عون وزراءهم. الهدف هو الاحتياط إزاء احتمال حصول أي فراغ في الرئاسة، فتصبح صلاحيات المنصب وفق الدستور بيد الحكومة. ولا يجوز في هذه الحال حسب تلك المطالعة، أن يكون الوزراء المسيحيون ممن سماهم رئيس الحكومة بل "يجب ضمان تسميتهم من قبلنا نحن" حتى لا تنتقل سلطة الرئاسة إلى الفريق المسلم في السلطة. أكثر من مرة طرح الفريق الرئاسي السؤال على الراعي: هل تقبل بذلك؟ وهو سؤال يستبطن تحميل رأس الكنيسة مسؤولية ضياع حقوق الطائفة.

ذريعة الاستناد إلى الدستور التي تكررت في بيان عون الجمعة استدعت رداً من الراعي في عظة الأمس حين أشار إلى الخلاف على تفسير مادة في الدستور اعتبرها "واضحة وضوح الشمس والدستور وضع للتطبيق لا للسجال". أما حجة الاحتياط للفراغ من أجل مصلحة المسيحيين، فإن الراعي منحاز إلى فكرة أخرى أقنعته بأنه لم يعد جائزاً أن نسمع في كل مرة بعبارة "الفراغ" كأنها باتت قاعدة لدى بعض القيادات المسيحية يتبعونها كل 4 أو خمس سنوات، سواء في ما يتعلق بتعليق انتخاب رئيس للجمهورية منذ العام 1988، وفي كل مرة يكون البلد أمام استحقاق تأليف حكومة. فهذا لا يتناسب مع الدور المسيحي في السلطة ولم يعد يليق بالتصاق عادة التأزيم هذه بالمسيحيين، لتصبح مشرعة إذا أصر فريق على إلغاء الآخرين من أجل المناصب، فينعكس الأمر سلباً على عامة المسيحيين. رد الرئيس عون على رفض الراعي الذريعة الدستورية للتعطيل والحجج السياسية الهادفة لاستباق الفراغ، برفض تمني بكركي عليه أن يبادر لطلب اجتماع مع الحريري لإنجاز الحكومة، برفض النصيحة علناً، في بيان رسمي. وهو دفع البطريرك إلى القول صراحة ان المبادرة في التضحية "ترفع من شأن صاحبها". أن يصبح البطريرك مدافعاً عن الدستور وتنفيذه هو أكثر ما يزعج قوى سياسية في الطائفة تتسلح بالدستور وتتلاعب به، من أجل استنهاض العصبية المسيحية. سبق أن حصل ذلك قبل سنوات. في وقت يعد قادة "التيار الحر" أنفسهم باستعادة شعبيته عبر خوضه المعركة ضد الحريري، يتحول البطريرك تدريجاً، بإصراره على تشكيل الحكومة وتطبيق الدستور إلى المرجعية التي تبقي على قواعد الانتظام الدستوري في البلد، بينما دور الرئاسة معاكس لذلك، بالممارسة.

لم يكن عن عبث وصف السفير المصري ياسر علوي، الصرح البطريركي بأنه "حام للدستور والراعي الرئيسي لتقاليد دستورية في هذا البلد العريق ورفض استمرار الفراغ الذي لا يليق بالبلد"، معتبراً "الالتفاف على الدستور كارثة والتلويح بالفراغ جريمة".

بإمكان فريق الرئاسة أن يتكهن بما يعنيه تعميم هذه القناعة علة المجتمع الدولي.

 

لبنان على "خط الإتصال" بين ماكرون وبايدن

رندة تقي الدين/نداء الوطن/26 كانون الثاني 2021

أكدت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصل بنظيره الاميركي جو بايدن، مهنئاً إياه بانتخابه وتناول معه أزمات العالم، في مكالمة اتسمت بالود والتوافق حول مواضيع مرتبطة بالأزمات والأمن الدولي. وأكدت الرئاسة في بيان "توافق ورغبة مشتركة بين البلدين للعمل معاً من اجل السلام في الشرق الأوسط واستقراره، خصوصاً في ما يخص الملف النووي الايراني والوضع في لبنان. واتفق الرئيسان على البقاء على اتصال وثيق في الاسابيع المقبلة حول هذه المواضيع وحول مجمل جدول الاعمال المشترك". وذكر بيان الرئاسة ان "ماكرون ذكّر بـ"العلاقة التاريخية بين البلدين المرتكزة على الحرية والديموقراطية واعتزازه بالعمل الى جانب الولايات المتحدة لتنفيذ الاهداف المشتركة". وأعرب الرئيسان عن املهما ان تفتح عودة الولايات المتحدة الى اتفاق باريس المناخي مرحلة جديدة لعمل الاسرة الدولية كي تكون بمستوى التزاماتها تطلعاً للـcop26".

الى ذلك تم تعيين السفيرة باربارا ليف مديرة قسم الشرق الاوسط في البيت الابيض وكانت ليف في مهمتها الاخيرة قبل استقالتها من الخارجية خلال ادارة دونالد ترامب سفيرة الولايات المتحدة في ابوظبي، وقبل ذلك عملت في الخارجية الاميركية مديرة لقسم الخليج وكانت عملت لمدة ثلاث سنوات في السفارة الاميركية في فرنسا، كمسوؤلة عن الشرق الاوسط خلال ادارة الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك واثناء الحرب الاميركية على الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وخبرتها واسعة بالقضايا العربية ولبنان من بينها.

ويتردّد في العاصمة الاميركية أن روب مالي سيتم تعيينه مبعوثاً خاصاً للخارجية الاميركية في ايران في منصب كان يشغله براين هوك في الادارة السابقة. ومالي من المقرّبين جداً لوزير الخارجية الاميركي انطوني بليكن وهو كان تلميذاً معه وهو صديق قديم له، والاثنان عاشا ودرسا وتعلّما معاً في فرنسا.

وروب مالي معروف برغبته في المفاوضة بليونة مع ايران حتى انه كان ضد عزل نظام الرئيس السوري بشار الاسد، إلا أن مصادر ديبلوماسية في واشنطن استبعدت أن تعود ادارة بايدن فوراً الى الاتفاق النووي مع ايران من دون التفاوض حول صواريخها في المنطقة، مقابل سياسة ايران التي تريد العودة فوراً الى الاتفاق من دون التفاوض حول الصواريخ.

 

بين بكركي وبعبدا مقاربتان مختلفتان للحكومة وعتب

غادة حلاوي/نداء الوطن/26 كانون الثاني 2021

كثرت في الآونة الاخيرة المراسيل على خط بكركي – بعبدا. كلما اطلق البطريرك مار بشارة بطرس الراعي موقفاً منتقداً التأخير في تشكيل الحكومة سارت بعبدا الى التوضيح. بين بكركي وبعبدا مقاربتان مختلفتان للحكومة، بينما يصرخ سيد الاولى مؤنباً السياسيين من عواقب التأخير بتشكيل الحكومة، يؤكد الرئيس الاول ان المسألة لم تعد تقتصر على خلاف حول اسماء او حقائب، منبهاً المرجعية المارونية الاعلى إلى ان الموقع المسيحي الوحيد في المنطقة معرض لتقويض صلاحياته. وازاء هذا المشهد ينقسم الموارنة بين فريق يريد لسيد بكركي ان يخوض معركة دعوة الرئيس الى الاستقالة وآخر محذراً من مغبة حصول مثل هذا الامر. ليست المرة الاولى التي يشهد فيها الموارنة خلافات في ما بينهم. تتحدث شخصية مارونية عن نهج من المكاسرة بين الشخصيات المارونية شهدها التاريخ الماضي، مستذكرة كيف ان خلافاتهم دفعت بشارة الخوري عام 1952 الى تفضيل الاستقالة على المواجهة وكيف اصطدم خلفه كميل شمعون مع البطريرك المعوشي، الذي فشل في تحريك الشارع لدفع رئيس الجمهورية الى الاستقالة. كان المطران "البطريرك لاحقاً" بطرس صفير يومها في بكركي وواكب تفاصيل ما حصل بدقة وراقب حركة المعوشي السياسية واستخلص منها العبر، ولذا كان أول من فرمل توجه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "الحزب الاشتراكي" وليد جنبلاط لاسقاط رئيس الجمهورية اميل لحود في الشارع.

ويبدو البطريرك الراعي اليوم اقرب الى سلفه البطريرك صفير منه الى البطريرك المعوشي، بحيث لا يسمح حتى بالمطالبة بإسقاط رئيس الجمهورية ويتصدى لذلك، على الرغم من التباينات بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. واذا كان كمال جنبلاط قالها في الماضي، والحديث للشخصية المارونية: "نحن الذين قلنا للرئيس كن فكان ونقول له زل فيزول"، في اشارة الى قدرته على ازالة الرئيس ساعة يشاء فإن مثل هذا الامر لم يعد وارداً وصفحة الدفع باتجاه المطالبة باقالة الرئيس في الشارع طويت". ولا تنفي مصادر مطلعة على سير العلاقة بين البطريرك والرئيس وجود تباين في وجهات النظر حول الحكومة، وقد أكد رئيس "التيار الوطني" جبران باسيل كما النائب ابراهيم كنعان والوزير السابق سليم جريصاتي ان الخلاف القائم بخصوص الحكومة ليس على توزيع مقاعد، وانما على التمسك بحق دستوري لان الدستور واضح لجهة دور رئيس الجمهورية الاساسي في تشكيل الحكومة، وان رئيس الجمهورية ليس ساعي بريد. واذا كان كذلك فيعني ان لا قيمة لمنصب الرئيس بل تحول منصبه الى منصب فخري للمناسبات وقبول اوراق الاعتماد، وسيان حينها بين وجود الرئيس وعدمه. ما يلفت اليه قاصدو بكركي ان موقع رئيس الجمهورية هو الموقع المسيحي الوحيد في هذا الشرق، واضعافه بتقليص المزيد من الصلاحيات سيضعفه حكماً ليس فقط في لبنان، وقد رأينا ما حصل في العراق والمنطقة". فهم الراعي الدوافع لكنه في الوقت عينه واذا كان يعارض السير في مواجهة عون ولا يقوم بمسعى ضده، فهذا لا يعني انه لن يلعب دوره على مستوى الدفع باتجاه تشكيل الحكومة وفي نيته ان يحدث صدمة في هذا الموضوع.

خاض الراعي معركة الحياد بتوقيت خاطئ في مواجهة "حزب الله" مما ادى الى نشوء فتور على مستوى علاقته مع الشيعة، ولا يريد التصادم مع اي مكون ولكنه لن يسكت عن موضوع التأخير في تشكيل الحكومة، وايا تكن المراجعات يجيب الراعي زائريه بجملة واحدة "مسؤوليتكم ان تشكلوا حكومة".

لا خلاف مع الراعي، يقول مطلعون، لكنّ هناك مقاربتين مختلفتين حول الحكومة. يتفهم الراعي مطالبة عون بسلوك يعزز التوازن داخل السلطة الاجرائية، خصوصاً في ظل التخوف من عدم حصول انتخابات رئاسية وامتداد عمر الحكومة، ولذا هو أبلغ عدم موافقته على التمثيل المسيحي المقترح في مسودة حكومة الرئيس المكلف، لكنه يريد تشكيل حكومة بأسرع وقت. كل يصرخ في اتجاه ولكن لا خلاف حول الاساسيات لان الراعي يطلق صرخته تحت ضغط الازمة المالية. يشاهد المتابعون كيف تطور موقف الراعي من رئاسة الجمهورية. أكد بداية على حرية العمل السياسي التي تجعل كل من يريد يطالب بما يريده، ثم صار ينبه لاحقاً المعنيين من المس بالرئيس المنتخب لفترة ست سنوات، ما دفع المطالبين الى التراجع نسبياً ولجم اي محاولة لتنظيم جبهات في مواجهة الرئاسة الاولى. أبعد من الحكومة يقول العارفون ان الراعي يستشعر وجود أزمة حقيقية في بنية النظام، ما يدفعه إلى المطالبة باللامركزية الادارية والحياد.

 

"التيار" قبيل مؤتمره العام: ورقة سياسية... وصراعات بين "جيوشه الإلكترونية"

كلير شكر/نداء الوطن/26 كانون الثاني 2021

قيادة "التيار" تدخل مدار المؤتمر عبر تعيينات تطال منسّقي الأقضية

يستعد "التيار الوطني الحرّ" لعقد مؤتمر عام في الرابع عشر من آذار المقبل وسط تحديات تنظيمية وسياسية شديدة التعقيد، قد يصعب عليه اجتيازها اذا لم يصغ استراتيجية صمود ذكية ومتينة تسمح له بعبور المرحلة، التي يعترف بأنّها مرحلة متغيرات كبرى، بأقل الأضرار الممكنة.

اللافت، أنّ قيادة "التيار" قررت دخول مدار المؤتمر عبر سلّة تعيينات تطال القيادات الوسطية التي يمثّلها منسّقو الأقضية الذين يعتبرون عصب القواعد الحزبية ومحرّكيها، مع كل ما يمكن لهذه التغييرات أن تحدثها من ضجيج وخلافات بين مجموعات الخلف والسلف. الأهم من ذلك، هو ما يتمّ التداول به في أوساط الحزبيين، وهو أنّ هذه التعيينات ليست سوى تعبير عن صراع داخلي بين نواب رئيس الحزب، لتنقل مواقع النفوذ من ضفّة إلى اخرى... وكأنّ جسم "التيار" محصّن ضدّ فيروسات الخلافات الداخلية، التي كسرت كل المحظورات وبات غسيلها منشوراً على حبل مواقع التواصل الاجتماعي.

اذ يكفي رصد حركة "الهاشتاغ" على منصّة "تويتر" للتأكد من حجم الصراعات بين أبناء الصفّ الواحد. وهي ظاهرة غير صحية لاحظها الكثير من متابعي هذا الموقع خلال الساعات الأخيرة، حيث تبيّن أنّ حرب الهاشتاغ انطلقت بين أجنحة "الجيش الالكتروني" العوني، والذي يفترض أنّه بإمرة جاي لحود، وقد دخل على الخطّ مسؤولون مركزيون يحاولون بدورهم تنظيم "جيش الكتروني". إلا أنّ الخلاف بين الفريقين تجلى بشكل واضح في الفضاء الافتراضي. في هذه الأثناء، وزّعت قيادة الحزب المسودة الأولية لجدول أعمال المؤتمر وهي عبارة عن ورقة تختصر رؤية "التيار" للمرحلة المقبلة، على المستويين السياسي والتنظيمي. وقد تبيّن وفق هذه الورقة، أنّ أبرز عناوين السياسة الخارجية المطروحة للنقاش، تتناول مثلاً وضعية لبنان وعلاقاته الخارجية وتحديداً مع الشرق والغرب، في محيط لبنان ووضعه المشرقي (الدور المسيحي لجهة المواءمة بين الخطر الوجودي والحفاظ على الهوية)، تحضير "التيار" ولبنان لمتغيّرات مالية واقتصادية وسياسية وعسكرية كبرى وعلى ضوئه تحضير الموقف من الاستراتيجية الدفاعية وتحييد لبنان.

أما في السياسة الداخلية، فتطرح الورقة الموقف من تطوير النظام: الدولة المدنية مع اللامركزية الموسّعة وفق سبعة محاور وهي الثغرات الدستورية، اللامركزية الموسّعة، مجلس الشيوخ وقانون الانتخابات، مجلس النواب وقانون الانتخاب، قوانين الأحوال الشخصية، أصول الدولة وإداراتها واستكمال النواقص من تنظيم أعمال مجلس الوزراء ومجلس النواب. كما تتناول العلاقة مع "حزب الله" لجهة مراجعة التفاهم، إصلاح النظام النقدي والمالي والاقتصادي والاجتماعي، مكافحة الفساد وعلى رأسه التدقيق الجنائي واعتماده وسيلة محورية لنجاح مشروع التيار السياسي. كما تتناول الورقة الخطاب الوطني والمسيحي للتيار "الذي يحاكي بالتوازي هواجس المسيحيين ووعيهم الجماعي ويؤكد على وجوب تمسّكهم بوجودهم ودورهم ورسالتهم ويؤكد في الوقت نفسه على التوجه العلماني للتيار فيساهم بالتوسّع داخل المجتمعات الاسلامية ويعيد ترميم الثقة مع العلمانيين والمجتمع المدني".

أما على المستوى التنظيمي، فتطرح الورقة سؤالاً عن الدروس التي تعلمها الحزبيون منذ دخول الحياة السياسية في العام 2005، ومنذ دخول الحكم في العام 2016 ومنذ 17 تشرين الأول 2019، وكيف التعامل معها. وتتناول التثقيف الحزبي والسياسي وتفعيل الاعلام والتركيز على الشباب، والمشاركة في صنع القرار داخل "التيار" وخارجه.

كما تتناول الانتخابات القادمة وكيفية التعاطي معها وكيفية اشراك عدد أكبر من المخضرمين والشباب في استلام مهام مركزية ولامركزية، وتقديم مقاربة جديدة للمساءلة على الانتاجية والمحاسبة على الأخطاء.

ومن العناوين المطروحة أيضاً، كيفية التمويل الذاتي والتبرعات والمساهمات والاستثمارات والمشاريع الانتاجية وشبكة الأمان الاجتماعي والاقتصادي (لمساندة التياريين بمواجهة الأزمة)، كيفية تحوّل "التيار" إلى مساهم ومبادر ورائد في الانتقال إلى الاقتصاد المنتج، كيفية تفعيل عمل "العلاقات العامة" للتواصل مع المناصرين وقادة الرأي العام، تفعيل الـNGO’s وزيادة امتداد علاقاتها. وأخيراً، الانتخابات التمهيدية الداخلية: الجدوى، المقاربة، والآلية. وعليه، يجوز طرح تساؤلات كثيرة ازاء هذه الورقة، وأهمها: ألا يفترض أن يكون جدول أعمال المؤتمر استثنائياً ربطاً بالظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون، حيث بدت نقاط المعالجة خارجة عن سياق أولويات الناس في هذه الأيام؟ وفيما لو افترضنا أنّ "التيار" قرر تجاوز مقتضيات هذه المرحلة لمواكبة الانتخابات المنتظرة، هل تملك قيادة الحزب جواباً واضحاً على طبيعة التحالفات التي سينسجها وهو الذي بات محاصراً بالخصومات من معظم القوى السياسية؟

الأهم من ذلك، هو أنّ هذه الورقة مطروحة راهناً على بساط النقاش بين الهيئات الحزبية بشكل يوحي وكأنّ قيادة "التيار" ديموقراطية لدرجة ترك خياراتها السياسية رهينة ميول وأفكار الحزبيين!

 

تشكيلة الانقلاب على الجمهورية

أحمد جابر/المدن/27 كانون الثاني/2021

مع العهد الحالي، نزل الانقلاب على الجمهورية اللبنانية، درجات صوب القعر التكويني الإشكالي الأول، وصعد درجات على سلم متابعة فراغ وإفراغ تاريخ النشأة، من سيرته التطورية الاستقلالية. هذه الحركة، المتعاكسة في الاتجاه، المنسجمة في الموضوع، تتابع تراكمياً، معادلة السقوط الإطاحة، بحيث تكون ملامسة القعر "الدولتي"، فاتحة الدخول في فضاء الفراغ التكويني التأسيسي، الذي نكرر القول في وصفه، بأنه حامل معضلات وإشكاليات بنيوية أصلية. لكن، وكي لا تكون سيرة المسؤولية عن اللحظة اللبنانية الراهنة مجتزأة، يقتضي الأمر إعادة ربط حلقات السيرة منذ إقرار اتفاق الطائف، وحتى تاريخه، أي من النص الذي وضع حداً للحرب الأهلية، وترك أبوابها مشرعة على حالة صراعية مستدامة، بحيث لا بديل من القول اليوم، إن حالة الانقلاب على البلاد والعباد، هي نسخة انقلابية، تناسلت من حالات تأسيسية سابقة، مما يتيح الظن، استباقياً، أن انقلابية العهد الحالي، التي تساهم في الخراب المنتظم المقيد الراهن، قد تكون مقدمة لخراب فوضوي طليق، في مرحلة أهلية سياسية لاحقة.

ترويكا الطائف

كتبت ترويكا الرئاسات الثلاث، السطر الأول من سطور الانقلاب على الجمهورية. فهذه سمحت باكراً، بانتخابات نيابية ناقصة، وطنياً وميثاقياً، ووافقت بسلاسة، على احتلال الإرادة الوطنية المستقلة، من قبل الوجود السوري، الذي كانت له الكلمة التنفيذية الفصل، في سياسات الجمهورية. إذاً، وفي ظل الترويكا، المتشكلة من "مارونية" الياس الهراوي، و"سنية" رفيق الحريري، و"شيعية" نبيه بري، خضع لبنان لاحتلالين، الأول منهما سوري إرادي طوعي، يغلفه كل التمويه اللازم، شعارياً وتنظيرياً وسياسياً، والثاني إسرائيلي قسري قهري، واضح الوطأة، وجلي الإرتكابات. على صعيد سياسي موازٍ، شكل احتلال القرار، مظلة أمان لتجاوزات وارتكابات التشكيلة الحاكمة، وشكل احتلال الأرض، بطاقة تجاوز حر، على كل مقتضيات إعادة بناء الحياة الداخلية اللبنانية. استفادت الترويكا من الاحتلالين، ووظف كل طرف منها نتائج فائدته ضمن بيئته الخاصة، وضمن المجال الأهلي العام، ولم يكن التوظيف متعادلا، وإن ظنه البعض عادلاً. ففي حين اقتصر قضم الطرف الماروني، على "نصيب" ضئيل من التوزيع الداخلي، وفي حين ارتضى الطرف السني، القضم الاقتصادي، وما ظنه امتلاك الصوت الأعلى، في ردهات الجمهورية، في هذا الحين، وفي سياق الحينين الآخرين، قضم الطرف الشيعي المعلن، أي   نبيه بري، حصة وازنة من الغنم الداخلي العام، وقضم الطرف الشيعي المحتجب، أي حزب الله، سلطة القرار الداخلي، الذي كان نظرياً، مسؤولية حصرية للسلطة اللبنانية. سيصير معلوماً لاحقاً، أن مد اليد على الحصرية السيادية السلطوية، كان السلوك السياسي الأهم، والأخطر، في سياق التأسيس للمحطات الانقلابية "الديمقراطية" اللاحقة.

إنقلابية متتالية

الانقلابية التي أعلنت وفاءها لاتفاق الطائف نظرياً، وأضمرت تنحيته عملياً، مارست، وتمارس كل ما كان، وما سيكون، من شأنه، جعل الطائف نصا ميتاً، وأسست، وتؤسس، وعلى امتداد مراحل متوالية، لما سيبقي الميت مسجى ومحنطاً بين أهله، من دون حاجة إلى إشهار موته، وعلى غير استعجال بالدعوة إلى تشييعه، هذا لأن "الجناة" المتنكرين في ثياب الحياة، يعدون بهدوء، مراسم تشييع لسياق لبناني كامل، بدأ عام "الطائف"، وها هو يكاد يلامس عام 2021، محطة إطلاق الدعوتين، العامة والخاصة إلى أنه آن أوان إعلان رحيله. في امتداد استرجاع بعض محطات السياق الانقلابي، على السياق الداخلي، الذي لم يبلغ اشتداد عوده، تحتل سنة 2000 موقعاً بدئياً. السنة المذكورة، شهدت حدث تحرير الأرض اللبنانية، وهذا كان حدثاً مفصلياً في الخيارات اللبنانية، وفي وجهة هذه الخيارات، وفي احتمالاتها. لقد توسم طيف لبناني واسع، قسمات استقلالية جديدة في الحدث، وتفاءل جمع غفير، بإمكانية الانتقال من تحرير الأرض إلى تحرير الإرادة، وظن كثيرون، أن مخاطبة "السوري الشقيق"، باتت متاحة بعد دحر العدو الصهيوني المشترك، واحتفت الأكثرية اللبنانية، بـ"حزب الله" التحريري، فتوجهت إليه بخطب ودعوات الانخراط في مسيرة البناء اللبنانية. ما هو معلوم، أن الشريك الشيعي، ممثلا بثنائية حركة أمل وحزب الله، كان خارج الإنصات، والصوت الذي جاء من جهة الثنائي، كانت صوت الوصي السوري، الذي استحضر "مزارع شبعا"، لا طلباً لتحريرها وإنما توكيداً لقراره بالاستمرار في الاستثمار السياسي، في كل ما تقدمه الجغرافيا اللبنانية. "مزارع شبعا"، كانت الإفصاح الهادف الأول، الذي مهد لما تلاه من إفصاح وإفصاح، خاصة في ظل رئاسة إميل لحود، الذي ورث الترويكا بعد انفراطها، في إثر رحيل طرفها الماروني، بالموت "الهادئ"، وفي إثر ترحيل طرفها السني، بموت الغيلة، الذي أيقظ صخبه الآذان والوجدان. إذن، وعلى أكثر من معنى، كان عهد إميل لحود مرحلة ترويكا متشددة، من دون هيكلية ترويكا، ومساحة التعمية التي كانت أرحب مع الياس الهراوي، باتت أضيق مع خلفه، ونسخة المقاومة التحريرية، التي لا تريد شيئا لنفسها..! أشارت من طرف غير خفي، إلى أنها تريد أشياء وأشياء.

في سياق إعلان الرغبة، ومباشرة التطلب، كانت حرب 2006، مناسبة لقلب طاولة إمكانية التوافق الاستراتيجي بين اللبنانيين، وفي امتداد قلب الطاولة تلك، لم تكن رئاسة ميشال سليمان لتتجاوز حقيقة أنها مرحلة انتقالية، من واقع وصاية سورية خارجية، إلى واقع وصاية مركبة، داخلية وخارجية. هذا الواقع الذي نجم عن خروج أدوات التحكم الأمني السوري المباشر بعد اغتيال رفيق الحريري، شهد بدء اختلال ميزان التوافقية، والدفع في اتجاه محطة تعطيل داخلي، امتد حتى اتفاق جديد في الدوحة، ثم تعطل هذا الأخير فخلفه تعطيل تطاول حتى جاء بميشال عون رئيسا للجمهورية. سمة محطة اتفاق الدوحة الأهم، تمثلت في تكريس حق النقض المتبادل بين الطائفيات والمذهبيات، وسمة محطة التعطيل الطويل للانتخابات، من خلال إقفال المجلس النيابي، كانت الإطاحة بمقولة حكم الأكثرية ومعارضة الأقلية، وعليه، وبعد المجيء برئيس الجمهورية الحالي، صار التحكم صيغة فضلى، وبموجب هذه الصيغة يتحدد السلوك حيال المؤسسات الرسمية، وحيال الاستحقاقات الوطنية، وحيال كل ما تعرفه السيرة اللبنانية من صيغ وأعراف ومواثيق، ومن ضرورات موروثة كانت من "بنات" صناعة الصيغة اللبنانية. خلاصة الاستعادة السريعة الآنفة، أن ما تسميه القراءة السياسية محطات، تعطيه الفرق الأهلية أسماء متنوعة، تضمر معنى الانقلاب على الأوضاع المعروفة، من دون إشهار هذا المعنى تمام الإشهار.

العهد الحالي

ورث العهد الحالي الانقلابية المتدرجة، التي كان هو جزءاً منها في أوقات مختلفة، هذا للقول أن الرئاسة الحالية، لم تكن بريئة من الماضي الذي يرجع إلى ما قبل الطائف، وإلى ما بعده. تذكير سريع على هذا الصعيد، يفيد الاسترجاع، ويضيف إلى حيثياته، يستقي مادته من عملية انقلابية في الداخل، يعطيها الطرف الشيعي مسمى انتفاضة شباط، وعملية انقلابية يسميها أركان العهد حرب التحرير، وحكومة الاستقلال، والانقلابان حدثا في العقد الثمانيني من القرن المنصرم. إذن للمزاج الانقلابي سوابق، وإن تبدلت أسبابه وأسماؤه. لذلك، وفي مضمار تعطيل المؤسسات، وفي ميدان تعليق الجمهورية، وفي امتداد التلاعب بحياة اللبنانيين، وفي وصف استنتاجي من كل ذلك، لا يحضر سوى نعت الانقلاب على حاضر البلد ومستقبله، ويستحضر نعت التلاعب بمقومات صمود الجمهورية، وبأسس ثباتها واستمراريتها. منتهى القول، ما زال النظام اللبناني مفتوحاً على انقلابات جديدة، وما زالت التشكيلة المقفلة على كل تحول خلاصي، توصد أبواب كل احتمال تغييري إصلاحي، بأقفال سياستها الصدئة المتآكلة. حتى إشعار آخر، لن يكون إصلاح إلا بضغط اجتماعي مختلف، يفرض ضروراته على تشكيلة الاهتراء اللبناني، إذ ربما توفر من السياق الاجتماعي العام، ثلة نخبة "من فوق"، تقرأ مصلحة لها، في اللقاء مع ثلة نخبة "من تحت"، ويكون ذلك فوق رقعة إصلاح تطويري، تسمح بالتفاؤل بإمكانية جعل ممر التغيير ممراً سلمياً، بحيث لا تكون الحرب الأهلية، سلاحاً مرفوعاً في وجه كل إرادة وإمكانية.. تغيير.

 

تجديد المبادرة الفرنسية: تحييد لبنان ورئيس حكومة "توافقي"

منير الربيع/المدن/27 كانون الثاني/2021

تستمر دوائر قصر الإليزيه في إيلاء اهتمام استثنائي للمعضلة اللبنانية. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لن يتخلى عن أي دور قادر عليه في لبنان، ويكون تأثيره أفقياً وعمودياً في الشرق الأوسط. باريس لم تستسلم لفشل المبادرة الفرنسية حتى الآن. وهي ليست في وارد الاستسلام.

تصحيح خطأ

ما يدور بين ماكرون وخلية الأزمة الفرنسية المهتمة بالشأن اللبناني، وتواصلها بشخصيات لبنانية - فرنسية، يتركز حول كيفية إعادة صوغ مبادرة جديدة غير قابلة للفشل، في المرحلة المقبلة. مبادرة يسعى ماكرون إلى توفير كل مقومات نجاحها الإقليمية والدولية، بعد دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض، ومحاولة فرنسا تجاوز العقبات التي فرضتها سياسة دونالد ترامب وأدت إلى إجهاض المبادرة الأولى. انتهز ماكرون اتصاله الأول ببايدن لانتزاع تكليف جديد في إدارة الملف اللبناني، طالما أن واشنطن غير مهتمة به في سلّم أولوياتها. والأهم لماكرون هو عدم تكرار أي خطأ حصل في المبادرة الفرنسية الأولى. وهذا ما تعكف على بحثه خلية الأزمة الفرنسية، بعد متغيرات عديدة أجراها ماكرون في أعضائها. والأهم أيضاً، هو نوع من الإجماع الإقليمي والدولي الذي سيسعى الرئيس الفرنسي إلى تحصيله.

طبقات ثلاث

وتكشف المعلومات، أن الفرنسيين لن يديروا الملف اللبناني بمفردهم. بل يحاولون بنائه من طبقات ثلاث: طبقة دولية بالتعاون الأميركيين والأوروبيين والفاتيكان. وطبقة إقليمية للتواصل من جديد مع مصر والسعودية والإمارات. ومن الواضح حصول تقارب مصري - فرنسي كبير حيال ملفات الشرق الأوسط، بعد لقاء ماكرون والسيسي. ولكن يجب أن يؤسس هذا التقارب لتفاهم بين السعوديين والمصريين من جهة، ومن جهة ثانية إيران التي يعتبرها الفرنسيون اللاعب الأقوى على الساحة اللبنانية. أما الطبقة الثالثة فهي محلية وتضم القوى السياسية اللبنانية، بعد اقتناع فرنسي بأن هذه القوى قادرة على التوافق في ما بينها لإفشال المبادرة، إذا تعارضت مع المصالح العميقة لهذه القوى. وهذا ما تتجنب باريس الوقوع فيه مجدداً. لذا ستكون المبادرة الجديدة طويلة المدى، غير سريعة. وقد يكون مداها من الآن حتى موعد الانتخابات الفرنسية في أيار 2022. ولن تكون المبادرة محصورة في تشكيل الحكومة، ولا بإعادة إعمار المرفأ. بل ستواكب الانتخابات النيابية، والاستحقاق الرئاسي، وما يتعلق بهما من وقائع سياسية وغير سياسية. وهذا إضافة إلى مواكبة فرنسية لتطورات الوضعين المالي والاقتصادي وملف مصرف لبنان.

معضلة عون – الحريري

وهناك من يركز على ما يمكن للمبادرة الفرنسية أن تحققه على صعيد تشكيل الحكومة، الذي لا تخفى عقباته وعوائقه الكثيرة. وخصوصاً مسألة مشاركة حزب الله فيها، والموقف الخليجي المعارض لهذه المشاركة. وهذا يضع الرئيس سعد الحريري أمام تحدّ حقيقي في هذا المجال. فهو الذي يراهن على نجاح فرنسي في إرساء توافق ما. لكن مصادر أخرى تعتبر أن الصعوبة تكمن في القدرة على التوفيق مجدداً بين عون والحريري. خصوصاً بعد مبادرات داخلية كثيرة تسعى مع الفرنسيين إلى إعادة العمل بموجب طرح المبادرة الأولى، وهو تشكيل "حكومة مهمة" مؤلفة من اختصاصيين بدءاً من رئيسها. وهذا الطرح يهدف إلى الانقلاب على الحريري، فيما هناك معادلة واضحة ومطروحة: عون مقابل الحريري. وتقود هذه المعادلة إلى مزيد من الأسئلة المتشعبة والشائكة، وهي بالتأكيد لا تؤدي إلى إيجاد أي حلّ، بل الانتقال إلى معركة أخرى ترتبط بالمطالبة بإسقاط عون مقابل اعتذار الحريري. وهنا يبرز سؤال أساسي: هل هناك أحد يريد دفع رئيس الجمهورية إلى الإستقالة؟ الجواب: حتماً لا وجود لأي توافق على هذا الخطوة، ولا قدرة لتحقيق ذلك. لكن هناك استحالة في تأليف حكومة بالتعاون بين عون والحريري. لذا قد يكون البحث في الخروج من المأزق بالبحث عن توافق على رئيس جديد للحكومة. عون يطرح فؤاد مخزومي أو جواد عدرا. ولكن الإسمين لا يمثلان أي توافق على صعيد السنية السياسية. ولا يمكن الإتيان بأي رئيس حكومة لا يوافق عليه رؤساء الحكومة السابقون. حزب الله ونبيه بري أيضاً لا يريدان الذهاب إلى تشكيل حكومة انقسام، أو تكرار تجربة حسان دياب. لذا يكون الخيار إما التمسك بالحريري أو بمن يختاره. الحريري حتى الآن صامد على موقفه. وهو ليس في وارد الاعتذار أو التراجع. عون في المقابل مصمم على موقفه وتشكيل حكومة بشروطه أو لا حكومة. وشروطه لم تعد محصورة بالحصص على أهميتها. بل تتجاوزها إلى برنامج هذه الحكومة وما يمكن أن تفعله، سواء في التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، أو بمصير حاكم المصرف رياض سلامة. وهناك كثرة من الملفات المشابهة للمرحلة المقبلة.

عودة إلى الانتظار؟

الأهم في ما تسعى إليه باريس هو إبعاد لبنان عن التوترات الإقليمية والدولية، وجعله في منأى عن تطوراتها. أما الأمور الأخرى، كتشكيل حكومة وسواها، فقد تكون معقدة للغاية وبعيدة المنال، أقله في ظل الوقائع الحالية. إلا إذا حصلت تطورات إيجابية فرضت تسهيلاً في لبنان.

 

سويسرا وأخواتها

سناء الجاك/نداء الوطن/26 كانون الثاني 2021

لماذا تحتضن مصارف سويسرا مليارات من الدولارات في حسابات تعود إلى مسؤولين لبنانيين؟؟

فالمنطق يشير إلى أنّ مجرّد وجود هذه الحسابات هو إدانة لهؤلاء. وسؤالهم "من أين لكم هذا"؟ هو بيت القصيد. فهم لم يحصِّلوا هذه الثروات من عرق جبينهم أو ورثة عن المرحوم.

والأمل يكمن في كشف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المستور، بعدما "زركه" "العهد القويّ"، ومن يبرمجه ويحرّكه وِفقاً لغاياته التي تنعكس خراباً على لبنان. وإقدام الحاكم على هذه الخطوة قد لا يمنحه البراءة. ولكنّه ربّما يقود إلى فضح أركان هذه المنظومة الذين يصرِّون على إدّعاء العفّة السياسية وبراءة الذمّة المالية. ولعلّ إعلانه أنّه سيضع ما لديه في جعبة القضاء السويسري هو الخطوة الأولى في تداعي دومينو النهب الممنهج الذي يمارسه أركان المنظومة. وليس السبب خوفه من نزاهة القضاء اللبناني، ولكن من إستنسابيته. لذا، فضّل قضاءً لا يتحكّم به المبغضون له، ملوِّحاً بفضح الجميع، وكأنّه يقول: "عليّ وعلى أعدائي وأصدقائي، فأنا الغريق وما خوفي من البلل. ولن أتحوّل كبش محرقة.. وسأبقّ البحصة التي تسند هيكل الفساد على رؤوسهم". لكنّ الحذر واجب من مثل هذا التلويح الذي قد يُشكِّل دافعاً لإنهاء المسألة بتسوية قذرة، كما عهدنا ونعهد منذ أن أصبحت ساحتنا محكومة بمعادلة "نأخذ السيادة ونعطيكم خيرات البلاد لتنهبوها". وبعد وقوع فأس الإنهيار الإقتصادي والمالي في رأس حاكم مصرف لبنان، ليس لنا إلا أن نترقّب تطوّرات المسار القضائي السويسري، ووصوله إلى البراهين الكافية التي تمكّنه من مقاضاة أصحاب المليارات المهربة.

مع الإشارة إلى أنّ العمل الروتيني لتعقّب آليات صرف المال العام لن يظهر مصدر الثروات، والأوراق الرسمية للصفقات مدروسة "عالبكلة"، ولا يمكن العثور فيها على عِلَّةٍ غير قانونية يمكن العبور منها الى مساءلة أثرياء النهب في المنظومة. بالتالي أموال هذه الصفقات التي نخرت ميزانية الدولة تحظى بشرعية ورقية مثالية، وقمّة في الشفافية. وليس لغزاً أنّ الفاسدين متمرّسون في إخفاء الأدلّة وتمييعها، سواء تعلّق الأمر بنهب المال العام أو بإرتكاب الجرائم الموصوفة وغير الموصوفة. فهم يعرفون أنهّم بمنأى عن أيّ ملاحقة قضائية ما دامت التوازنات على حالها. وبالهم مرتاح الى أنّ مصير الأموال العامة ودولارات اللبنانيين التي صادرها المصرف المركزي، ومن ثمّ بدّدها، سيبقى مجهولاً... وكأنّ رمالاً متحرّكة إبتلعتها. ومن أين سيأتيهم شغل البال؟ فمجلس النواب أصدر قانوناً ينصّ على أنّ مبدأ رفع السريّة يحصر الحسابات التي يشملها بحسابات مصرف لبنان والوزارات والمؤسّسات العامة والمجالس والصناديق والمصالح المستقلّة، في حين شكّل لهم درعاً واقياً كفيلاً بحمايتهم وحماية سماسرتهم مع عبارة "تبقى أحكام قانون السريّة المصرفيّة سارية في كلّ ما عدا ذلك". وآخر همومهم الإصلاح وإسترداد الدولة اللبنانية الأموال المنهوبة من خلال التدقيق الجنائي المالي. والتدقيق الوحيد المسموح به يرتبط بالكيديات والمصالح الضيّقة لمن يصرّ على إزاحة من يزعجه ويعرقل مشروعه للإمساك بكلّ مفاصل الدولة. أمّا الممنوع فهو المسّ بمليارات المسؤولين اللبنانيين في بنوك سويسرا وأخواتها. فالقضية تتحوّل حينها مسّاً بحقوق الطوائف.. ويا غيرة الدين!!

 

لا وداع ولا من يمسح الدموع ويربت على الأكتاف ...حين تتدخّل التكنولوجيا في "طقوس الموت" وتقهر الأحياء

نوال نصر/نداء الوطن/26 كانون الثاني 2021

الموت انتقال والجنة موت الموت. ولكن، بين تسليم الروح وصعودها، مرحلة فاصلة يفترض أن يحصل فيها وداع وعناق ونظرة أخيرة وصلاة فوق النعش ومرافقة الفقيد حتى تخوم القبر لكنها أصبحت، في زمن كورونا، بلا معزين ولا عناق ولا مواساة حيّة وبلا ربت أيدٍ على الأكتاف ومسح البعض دموع البعض. فهل هذا الشكل من الوداع ما زال مطلوباً خوفاً من انتقال العدوى من الميت الى الأحياء؟ هل هذا النوع من أنواع الوداع الأخير يكفي في الصلاة والمواساة؟ وماذا عن ظاهرة الإبتكار في خدمات شركات حديثة لمراسم الدفن الإفتراضية؟ وهل يمكن أن يُمهد "الدفن أونلاين" الى نهاية طقوس المآتم التقليدية في لبنان والعالم؟

جميعنا مررنا بتلك اللحظة، التي احتجنا فيها الى من يربت على كتفنا في اللحظات الأكثر صعوبة في الحياة، أمام باب القبر، عند خسارة عزيز جداً، أما اليوم فيرحل الأعزاء بهدوء تاركين محبيهم يتخبطون في غيابهم بلا وداع. فهل الفيروس اللعين ينتقل من الميت الى الأحياء؟ هل هناك من لا يزال يعتقد بذلك؟ لأن لا شيء نهائياً مع هذا الوباء يظل هناك من يعتقد ذلك على الرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية أن جثث الموتى لا تعدي ولم يثبت أي دليل حتى اليوم على إصابة أشخاص نتيجة ملامسة شخص توفي بسبب كورونا أو الإقتراب من جثته المكشوفة. ثمة معلومات مغلوطة كثيرة في الموضوع. لهذا يستمر الخوف والقلق على المصير كبيراً. ولهذا نسمع من يردد من المؤمنين بصوت عال: "يا رب إجا وقت لازم تفرجي العالم قوتك". لكن، بحسب الأب بيتر حنا سنسمع في قرارتنا الرب يجيبنا: "يا أولادي إجا الوقت تفرجوا ثقتكم بي".

الصبر عند المصيبة يُسمى إيماناً. ولكن، يا لهول ما يعيشه الناس في هذا الوقت خصوصاً عند وداع الأحبة الذين يموتون وحدهم ويرحلون وحدهم. فماذا عن ظاهرة الوداع الافتراضي؟ سينتيا قزي قدمت أطروحتها تحت عنوان "كيف يستخدم اللبناني الفيسبوك للتعبير عن حزنه؟". الدراسة أجرتها قبل أن يصبح الفيسبوك و"زوم" والتواصل الإجتماعي وسيلة تعبير وحيدة. وهي خلصت الى أن الفيسبوك أصبح مساحة افتراضية للتعبير عن الحزن والتواصل مع الراحل وأهل الراحل. المنصات الإجتماعية أصبحت وسيلة لتعبير اللبنانيين عن الفجيعة الافتراضية. فتكرج عبارات كانت تستخدم في الوداع التقليدي ولكن افتراضياً فتوضع تحت أوراق النعوة عبارات من نوع: نفسه (أو نفسها) في السماء. المسيح قام. رحمه الله وأسكنه جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون. والبقاء لله. ومع الأبرار والقديسين. وله (أو لها) الرحمات. عبارات باتت الحدّ الفاصل بين الموت والعزاء. علّها تريح الميت والحيّ. المنصات الإلكترونية أتاحت مشاركة أصحاب الحسابات الإلكترونية عواطفهم ومشاعرهم ومؤاساتهم مع الآخرين مستخدمين نفس اللغة التي كانوا يستخدمونها أمام المقابر في لحظات الوداع والعزاء.

وردة بيضاء على نعش

إن مرحلة الحزن مهمة ومهمة جداً ويجب ان تمر بسلاسة حتى يتمكن الشخص من التغلب على الخسارة بأقل ضرر ممكن. الحزن هو الشعور الذي، إذا لم يتم التعبير عنه في شكل صحيح، فسيخلق ضائقة نفسية طويلة الأجل ويتحول الى كآبة".

الميت لا يعدي. ومراسم الدفن الإفتراضية تمنع الانسان من عيش مراحل الموت والحزن. ومجمع العبادة الإلهية وتنظيم الأسرار في الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان أفشى أنه لا يمكن لقداس إفتراضي أن يحل محل قداسات الكنيسة. هذا الكلام ينبه الى أن الإحتفال الليتورجي لا يمكن أن يتساوى مطلقاً مع المشاركة في الكنيسة أو أن يحل محلها. وقداسة البابا سبق وحذر من خطر "الإيمان الإفتراضي" من دون ممارسة الأسرار والشراكة. وأن الإلفة من دون خبز (الذي هو رمز الشراكة) ومن دون كنيسة وشعب وأسرار خطيرة. كلام الفاتيكان يلفت الى أن هذا النوع من القداديس أو المآتم لن تُصبح نهائية لأن الأسرار ليست افتراضية وشعب الله ليس افتراضياً والكنيسة وشعب الله ملموسان.

نحن في زمن كورونا. زمن العجائب والغرائب. وكثير من اللبنانيين ودّعوا أعزاء افتراضياً. فالميت بسبب كورونا يعدي. وبعض الأهالي "اللزم"، في حالات كثيرة، تابعوا المراسم "أونلاين" أيضاً لأنهم مصابون. والمعارف قدموا التعازي "أونلاين" خوفاً على أنفسهم. كل شيء تغيّر. وفي أوقات التغيير تنتهي أعمال وتولد أعمال. ومن الأعمال الجديدة: نقل المآتم إفتراضياً. فها هي مكاتب دفن الموتى قد تبدلت مهامها كلياً وبات أهل الميت يكتفون بتابوت وأوراق نعوة وببعض باقات الورد الأبيض من المكاتب التقليدية أو يوكلون بها الى مكاتب أكثر حداثة. وفي هذا الإطار، انطلقت شركات جديدة تنقل "الحدث" افتراضياً الى من يريد المشاركة. ففي الخارج عشرات الشركات انطلقت تحت اسم "تجمعنا" (gathering us) وتحت عناوين "غاب الى الأبد" (forever missed) و "ذكريات" (memories) و"لا يذهب أبدا"(never gone). مفهوم الوداع في الخارج مختلف عن مفهومنا نحن. اللبنانيون اعتادوا أن يجدوا من يؤاسيهم طوال أيام عزاء ثلاثة. في الخارج اعتادوا على الوداع البسيط. ولكل إنسان أكان أجنبياً أم عربياً أم لبنانياً طريقته في التعامل مع الموت وطقوس الوداع. فهناك من يفضل التعامل مع حزنه بنفسه في حين يجد آخرون الراحة في مشاركة ما يشعرون به مع الآخرين ولو من خلال مأتم إفتراضي. ورواد حسابات التواصل الإجتماعي أصبحوا اليوم معتادين أكثر من أي يوم مضى على الموت والحزن والعزاء والمشاركة في طرق مختلفة عمّا قبل.

في زمن الكورونا

الأب بيتر حنا يقول في خواطر الموت: "كل شيء في الحياة يتطور إلا مشاعر الموت تبقى "دقة قديمة" أي صادقة وعلى بركة الله". فهل هذا التطور يخنقنا أكثر مما يريحنا؟ نحن نعيش الحزن الإفتراضي والألم الافتراضي والعزاء الافتراضي. وهذا لزوم قدرنا مع كورونا. فهل الحل للحزن الكبير الذي يجتاح من يخسر عزيزاً هو المأتم التقليدي؟ كل إنسان يتفاعل مع الخسارة في شكل مختلف. وهناك أشخاص إذا لم يتشاركوا جسدياً في الوداع يعيشون في إنكار للموت وصعوبة في التكيف مع بيئة روحية جديدة. وهنا نسأل، هل من يُنشئون المجموعات التذكارية وينقلون لحظات الرحيل ويستثمرون في شكل كبير في التكنولوجيا وطقوس الموت والدفن غير التقليدية فاشلون؟ هو المرّ الذي انبعث في مرارة أيامنا وألزمنا باللجوء الى الطقوس الوداعية الإفتراضية. ندور بين مآتم أحباب "الأصدقاء الفيسبوكيين" فنراها مليئة بصور من رحلوا ونراهم يجيبون على الرثاء باسم الراحلين فهل تساعد هذه الصفحات الفيسبوكية على إبقاء الراحلين أحياء؟ هنا تتدخل الشركات التي بدأت تدخل الى لبنان من أجل إبقاء الأموات أحياء مقابل مبلغ معين. فهذا عمل، وقد ينشط لبنانياً أكثر فأكثر. نراهم يعدون فيديوات مؤثرة كوسيلة مؤاساة للأسرة الحزينة مقابل بعض المال.

مأتم إفتراضي

كل الحياة انقلبت رأساً على عقب. نقلب بين أوراق النعي. نتأثر. نضع علامة الحزن وعبارة: فلتكن نفس المرحوم (أو المرحومة) في السماء. ونتابع السير بين "بوستات" التواصل الإجتماعي، لنعود ونصطدم بورقة نعوة جديدة. نكرر ما سبق وفعلناه ونتابع من دون أن نربت بيدنا على كتف محزون ونشارك حضوراً في وداع متوفٍ. ذكرى عاشوراء الماضية حصلت هي أيضاً بلا مسيرات ولطميات ودموع. والإسلام كما المسيحية دين جماعة. والجوّ الجماعي مختلف كلياً عن إحياء الطقوس فردياً أو بين أفراد تفصلهم عن بعضهم شاشات وهواتف ذكية. تُرى التكنولوجيا أتت لصالحنا أم على حسابنا؟ سؤالٌ إجابته لن تكون حاسمة اليوم أبداً. كثيرون ممن فقدوا عزيزاً لن يصدقوا، أقله الى حين ليس بقريب، موته لأنهم لم يشيعوه ولم يرافقوه حتى باب القبر ولم يلقوا عليه النظرة الأخيرة ولم يروا بالعين المجردة وبالإحساس الجسدي من يقف الى جانبهم ويساندهم ويغمرهم ويحتضن وجعهم. هي أحاسيس تطغى في هذا الزمان حيث لا بيوت عزاء مفتوحة. الطقوس الدينية تتغير ونحن أيضاً لكن يظل الإنسان إنساناً ويظل الحزن حزناً وسيظلّ كورونا ذاك القاتل الذي أساء الى الأحياء أكثر من الأموات.

أضاعوا المقبرة

«بين تشخيص إصابة جدتي لوالدتي بكوفيد 19 ووفاتها أيام قليلة. الموت حق خصوصاً وأنها على مشارف التسعين» يقول شربل (20 عاماً) «توفيت في بيت راحة مع إثني عشر مسنّاً، تاركة قبيلة من الأحفاد. ولم يمش في دفنها سواي وزوج خالتي. كانت التعليمات واضحة. من المأوى إلى المقبرة مع عدم إمكان فتح التابوت بعدما وُضعت الجثة في كيس. أليس غريباً هذا الأمر؟» سأل شربل مستطرداً «هل ينتقل هذا الفايروس من ميت إلى حي؟ ممّ الخوف من إلقائنا النظرة الأخيرة على جدتي سيدة؟» تولى زوج خالتي الإجراءات والتنسيق هاتفياً مع منتدب من شركة دفن الموتى والمسؤول عن المقابر لتنظيف المدفن وذلك قبل 24 ساعة من الوداع الأخير. بعد صلاة مختصرة حمل 4 شبان التابوت يتقدمهم سائق سيارة دفن الموتى، المسؤول عنهم، الذي توجه إلى زوج خالتي بالسؤال: أين المقبرة؟ استغرب عمي الأمر وسأله: ألم تأتِ أمس وتستطلع المكان؟ فأجاب: ما تواخذني، من كشف على المقبرة أمس لم يحضر اليوم لارتباطه «بتلات دفوني» في ساعتين. سأستوضح منه حقيقة الأمر». يتابع شربل «بدأت الإتصالات. هون لأ مش هون. وضع الشباب جثمان جدتي على الأرض وبدأوا يفتشون على المقبرة. بعد ربع ساعة من المسح الميداني اكتشفوا المكان المعد لراحة جدتي الأبدية. فأدخلوا التابوت على عجل على وقع رنين الواتسأبات. أدّوا المهمة وهرولوا إلى دفن آخر».

 

النقطة 29: لا جولة تفاوض خامسة بها ولا من دونها

 نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

لا جلسة خامسة وشيكة لمفاوضات الناقورة. إلى الآن، يرفض الأميركيون والإسرائيليون الجلوس إلى طاولة عليها النقطة 29. في المقابل، لا يجلس المفاوض العسكري اللبناني إليها من دون النقطة هذه. مؤدّى التصلب المتبادل تجميد التفاوض، الآيل حتماً إلى فشله

منذ تجميد الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة اللبنانية ــــ الإسرائيلية برعاية أميركية، في 2 كانون الأول المنصرم، ليس ثمة ما يُنبئ بموعد قريب لها. بعد الجولات الأربع الأولى التي أوحت باندفاع إيجابي للتفاوض، بدا أن الجالسين إلى الطاولة لا يزالون عند النقطة الصفر. انفجر الخلاف وخرج إلى العلن في الجولة الرابعة في 11 تشرين الثاني. ثم جاءت دعوة إلى جولة خامسة، سرعان ما جُمّدت عندما أزف موعدها. عوض الذهاب إلى مقر قيادة القوة الدولية في الناقورة للجلوس إلى طاولة التفاوض غير المباشر، حضر الوفد الأميركي إلى بيروت حاملاً دعوة التجميد. قابل رئيسَ الجمهورية ميشال عون وقائدَ الجيش العماد جوزف عون والوفدَ اللبناني المفاوض برئاسة العميد الركن الطيار بسام ياسين، وافترق عنهم على خلاف حادّ لا يزال سارياً مذذاك، ومفاده عدم موافقته على الخط الرابع (النقطة 29)، والإصرار على حصر التفاوض بالمساحة «المتنازع عليها». ثم ربط بين استمرار التفاوض غير المباشر وهذا الشرط.

منذ الجولة الأولى في 13 تشرين الأول، اصطدم الطرفان. بيد أن الخلاف أضحى الآن داخل السلطات اللبنانية. طرح الوفد اللبناني على طاولة التفاوض خطاً رابعاً لترسيم الحدود البحرية اللبنانية ــــ الإسرائيلية، حمل في ما بعد اسم النقطة 29. مصدره الجيش. عمل على وضعه قبل عقد من الزمن عضوا الوفد الحاليان العقيد مازن بصبوص ونجيب مسيحي، متجاوزاً جدول الأعمال المفترض على طاولة التفاوض، المتمحور حول خطوط ثلاثة: أول رسمته «إسرائيل» هو النقطة 1، وثان رسمه لبنان سابقاً هو النقطة 23، بينهما خط ثالث أحدثه المفاوض الأميركي فريديريك هوف حمل اسمه رمى إلى تقسيم المنطقة «المتنازع عليها» بمساحة 860 كيلومتراً. مذذاك، من الجولة الأولى إلى الخامسة غير الملتئمة، يتعذّر الاتفاق على خط الترسيم الذي ينطلق منه التفاوض.

انقر على الصورة لتكبيرها

في الآونة الأخيرة، انتقل الخلاف على النقطة 29 إلى الداخل اللبناني. من جراء تصلّب المواقف المحلية والتقاطع الأميركي ــــ الإسرائيلي، أثير مجدداً الجدل من حولها. رغب الوفد العسكري اللبناني إلى السلطات السياسية في تسهيل مهمته بالتخلي عن هذه النقطة 23 التي كان صدر بها المرسوم الرقم 6433 في الأول من تشرين الأول 2011، وتبلّغته الأمم المتحدة، على أن يقترن هذا التخلي بتأكيد لبنان حقه في النقطة 29 وصدور مرسوم بها، يصير من ثم، بالطريقة نفسها، إلى إبلاغها إلى المنظمة الدولية. انقسم الموقف اللبناني حيال النقطة 29 بين أركان الحكم:

ــــ رئيس الجمهورية ميشال عون وافق على تعديل المرسوم والاستغناء عن النقطة 23 بالنقطة 29. كان قرر إدراجه من خارج جدول الأعمال في جلسة مجلس الوزراء في 21 تموز المنصرم، إلا أن تدخلات عدة لديه حضّته على تجميد الخوض فيه بعض الوقت، بسبب ما حكي عن خلافات من حوله تحتاج إلى تذليل. من ثم أتى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، ثم استقالة الحكومة في 10 آب، ما أدى إلى صرف النظر عنه، إلى أن بوشرت جولات التفاوض غير المباشر. قبل ذلك، كتب وزيرا الدفاع المتعاقبان الياس بوصعب وزينة عكر إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، كي تدرج في جدول الأعمال مناقشة خيارات جديدة في ترسيم الحدود البحرية مع «إسرائيل» أعدّها الجيش، تمنح لبنان مساحات إضافية جنوب الخط المعلن في المرسوم 6433. وجّه بوصعب كتابه في 27 كانون الأول 2019، وعكر في 9 آذار 2020. بيد أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء دفنتهما في الجوارير.

عون مع مرسوم جديد، وبرّي ضدّه، ودياب ينتظر الإجماع، و«حزب الله» صامت

ــــ رئيس مجلس النواب نبيه برّي عارض المرسوم الجديد وتعديل المرسوم 6433 النافذ، متمسكاً بالتفاوض الذي رعاه الاتفاق ــــ الإطار حول 860 كيلومتراً باتت قيادة الجيش تعتبر أنه يحرم لبنان مساحة إضافية كبيرة في مياهه تصل إلى خُمس مساحة لبنان، وهي 1430 كيلومتراً. في وجهة نظر القيادة أن التفاوض ــــ كأيّ تفاوض ــــ لن يمنح الحق المُطالب به كله. على الأقل من شأن أيّ تنازل محتمل يقوده التفاوض إعطاء لبنان بالنقطة 29 تنازلاً أقل مما تعطيه النقطة 23. لا يصح إذذاك ــــ والاستنتاج للجيش ــــ أن يُعد التنازل الأقل هو انتصار أقل، والتنازل الأكبر هو انتصار أكبر.

ــــ أبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ظاهراً اقتناعه بالمرسوم الجديد، إلا أنه أقرن موافقته بشرط تعجيزي هو حصول «إجماع» لبناني عليه. عنى ذلك، بلا أي التباس، معارضته وعرقلته توقيع المرسوم حتى. في التواصل مع أركان السلطات، طُرح التئام مجلس الوزراء وموافقته على المرسوم الجديد كغطاء سياسي للوفد العسكري اللبناني، ومؤشر وحدة موقف داخلي، من غير أن يحتاج المرسوم إلى مجلس وزراء كونه عادياً يقتصر على رئيسَي الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية. ثم طُرِح، مع الأخذ بذريعة تصريف الأعمال الذي يحول دون التئام مجلس الوزراء، إعداد مرسوم جوّال يوقّعه الرئيسان والوزير المختص. تعثرت الخيارات كلها، واصطدمت بإصرار دياب على ربط توقيعه بالإجماع الذي يتطلبه.

ــــ حزب الله الموصوف بفائض القوة في السلطة، كما في الشارع، يلتزم الصمت حيال هذا السجال. يقول إنه لا يتدخّل لأن الشأن حكومي، وعندما يُسأل رأيه يعلّق. واقع الأمر، يطوي صمته مجاراة ضمنية لوجهة نظر رئيس البرلمان.

انقسام السلطات على النقطة 29 يعطّل المفاوض اللبناني

تبعاً للمعطيات التي أضحى عليها التفاوض، وقد بات أسير اشتباكين، لبناني ــــ لبناني ولبناني ــــ إسرائيلي، يقارب الجيش ــــ المعني بالتفاوض ــــ المرحلة المقبلة بمسحة تشاؤمية لأسباب شتى؛ منها:

1 ــــ ليست النقطة 29 بنت ساعتها. يعود رسمها إلى أكثر من عقد من الزمن بداية، ثم أعيدت إثارتها في نيسان 2020، قبل ستة أشهر على الأقل من بدء جولات التفاوض. كان الأميركيون والإسرائيليون منذ ما قبل الجولة الأولى للتفاوض على علم بهذا الخط، بيد أنهم أهملوا جديّته في حسبان المفاوض اللبناني. انطلق إهمالهم من أن الخط الوحيد الموثّق بمرسوم ولدى الأمم المتحدة هو النقطة 23، فوضع الإسرائيليون قبالته النقطة 1 كي يصير التفاوض تالياً على مساحة التنازع المحددة 860 كيلومتراً.

2 ــــ قبل ذهاب الوفد العسكري اللبناني إلى جلسة التعارف في الناقورة بأربعة أيام، تسلّح بموقفين: الأول في 10 تشرين الأول لقائد الجيش لدى استقباله مبلّغاً إياه توجيهات أساسية قضت بالتمسك بالنقطة 29 انطلاقاً من رأس الناقورة براً. عشية جولة التعارف، أصدر رئيس الجمهورية موقفاً مماثلاً. عنى ذلك ذهاب الوفد اللبناني إلى الناقورة حاملاً النقطة 29 دون سواها التي تجعله يفاوض على مساحة 2290 كيلومتراً (860 كيلومتراً ما بين النقطتين 1 و23 + 1430 كيلومتراً ما بين النقطتين 23 و29)، ملقياً وراءه أي احتمال للخوض في نقطتي 1 و23. بيد أن الانقسام السياسي الداخلي حيال المرسوم الجديد الذي يلحّ عليه الجيش، يفقده مقومات قوته في التفاوض.

3 ــــ منذ الجولة الأولى، راهن الأميركيون والإسرائيليون على سقوط خيار النقطة 29، فيما انتهت الجولة الرابعة في 11 تشرين الثاني إلى الحائط المسدود بتأكيد الوفد اللبناني أن النقطتين 1 الإسرائيلية و23 اللبنانية ساقطتان، وهو مستعد لمباشرة التفاوض في النقطة 29 فقط. تلقّف الأميركيون هذا الموقف على أنه عودة إلى النقطة الصفر، فجمّدوا الجولة الخامسة. تبعاً للتقاطع الأميركي ــــ الإسرائيلي، مآل التفاوض على مساحة 860 كيلومتراً «المتنازع عليها» سيؤول إلى القبول بخط هوف بتقسيمه إياها ما بين البلدين (468 كيلومتراً للبنان في مقابل 392 كيلومتراً لـ«إسرائيل»).

 

لبنان دولة فاشلة

بسام ضو/الجمهورية/26 كانون الثاني/2021

يُحدّد العلم السياسي مفهوم الدولة بما تمثِّله من مدى قدرتها على الالتزام بوظائفها السياسية ـ الأمنية ـ الاقتصادية ـ الاجتماعية على أكمل وجه، وبما تشكّله أيضاً من لاعبٍ محوري في إدارة الشؤون المحلية ـ الاقليمية ـ الدولية. ومن أهم واجبات الدولة الفاعلة والناشطة والقويّة تنظيم الحقوق والحريات المدنية والعناية الصحية والتربوية والاجتماعية لرعاياها، كما الالتزام بتوفير البُنى التحتيّة ذات الكفاية العالية وتوفير النظام الاقتصادي الناجح لكي تستيطع رعايا هذه الدولة من السعي إلى تحقيق أيّ هدف وأي مشروع ذاتي... ومن سِمات الدولة القوية تحقيق الأمن والطمأنينة في سُلّم أولويات هَرمها السيادي. الظاهر أنّ الجمهورية اللبنانية أصابها الخلل البنيوي للأسف، وهناك أكثر من طرف إقليمي ـ دولي يُمسِك بزمام أمورها وبكل مفاصلها حتى السيادية ـ الأمنيّة، وذلك للاستفادة من الخلل في موازين القوى داخلياً لمصلحة هذه الدول ولإبقاء الساحة اللبنانية ساحة تجاذبات بيد هؤلاء... والظاهر أيضاً، وللأسف، أنّ هناك ميليشيا بوجوه متعدِّدة تحكم هذه الجمهورية وتُشكّل دويلاتها الخاصة ضمن ما كان يُعرف بالدولة المركزية، وتُخلّف هذه الدويلات معاناة للشعب اللبناني على كافة الصُعد، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: المأساة الانسانية ـ المأساة الاجتماعية ـ المأساة الصحيّة ـ المأساة السياسية ـ المأساة الأمنية... وهذا ما يُحيلنا إلى مفهومٍ في علم السياسة يحمل عنوان «الدولة الفاشلة».

إنّ العلم السياسي يعتبر أنّ مفهوم الدولة الفاشلة يتلازَم مع صفات عدة، منها عجز الدولة عن القيام بوظائفها عموماً، وهي الدولة التي تفتقد السيطرة على كل ترابها الوطني، والدولة التي تكون عاجزة عن تحقيق الأمان والسلام والأمن والاستقرار لشعبها، والدولة التي ليس في استطاعتها فرض سيطرتها التامة على كل ترابها الوطني، والدولة التي لا تستطيع ضمان ورعاية الخطط الاصلاحية اقتصادياً ـ إنمائياً ـ اجتماعياً، العلم السياسي يعتبرها، وبعد مطالعاتٍ عدة ضمن مراجع موثّقة ومن خلال مجلة السياسة الخارجية (Foreign Policy )، فاشلة لأنها تفتقد سيادتها على أرضها، وسلطتها تتآكَل شرعيتها الى درجة العجز عن اتخاذ قرارات موحدة، وعدم قدرتها على توفير الخدمات العامة للمواطنين، وحتى عدم قدرتها على التفاعل مع دول الجوار والمجتمع الدولي.

يستحيل على الدولة اللبنانية الفاشلة في المبدأ، من خلال ما لَحظناه من شواهد وما لمسناه من وثائق وسَرد مُمِلّ لمسلكيتها ولممارساتها، أن تخرج من الإطار التي انخرطت فيه بملء إرادة مسؤوليها من جماعة السلطة وأرباب المال والمصالح وزعامات الأحزاب والطوائف. إنطلاقاً من تكوين هذه الدولة الفاشلة وصولاً إلى تشبُّثها بمصالح وتطلعات الغريب أصبحت مع الوقت مُلكاً حصرياً لأصحابها من أهل سلطة ضميرهم فاسد ولأنصارها المُغَرّر بهم والفاسدون والعبيد والقُطعان. وهي، أي هذه الدولة، مستمرة في الفشل بفضل هؤلاء كما بفضل الإقطاع السياسي المكوّن من زعامات طوائف ومذاهب وفئات سياسية عَفِنة إضافة إلى الأسرية والعائلية والأحزاب البربرية... كل هذه الأمور حَدت بنا الى أن نستنتج أنها دولة فاشلة حتماً.

دولة فاشلة بمفهومها الأمني، ولعل من معالم ترّدي الوضع الأمني هو السلاح غير الشرعي المتفلّت بين أيدي منظمات عسكرية تستقوي على الدولة، وهي تُخالف عملياً نص قانون الدفاع الوطني. دولة فاشلة لا تُقارب موضوع الأمن بجدّية، دولة فاشلة لا هاجس لديها لضبط الأمن، علماً أنّ المفهوم الأمني العسكري يبقى مفهوماً بالغ الدلالة، وهو في حد ذاته سيف ذو حدّين. دولة فاشلة لا تُعير الاهتمام لأيّ دراسة علميّة عسكرية، حيث تنصّ الواقعية الأمنية الحديثة على أنّ الدول تعمل وفقاً لمبدأ الحوافز، وتعكس مواقفها ضمن النظام الدولي. وعليه، فإنها تسعى للحفاظ على مكانتها النسبية داخله، وكلما نَمت قدرات دولة معينة إزدادت مكانتها في تراتبية السلطة وازداد نفوذها وتتحدّد بنية النظام العالمي عبر هذا التوزيع للقدرات. الدولة القوية غير الفاشلة لا توكِل أمنها للآخرين، ويُعدّ الأمن الهدف الأسمى الذي يَصبو إلى تحقيقه النظام الرشيد، الدولة الفاشلة تستنبِط الحروب وتتناسى أنّ المسؤولين عنها يُحاسبون من خلال المؤسسات الديموقراطية عن تكاليف تلك الحروب ومكاسبها، وغالباً ما تفوق التكاليف الفوائد ويتحمّل الشعب معظم هذه التكاليف. دولة فاشلة أمنياً، إذ تعمد إلى إهمال العديد من المبادىء الأمنية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: إنعدام سياسة أمن الأفراد ضد أي أخطار تهدد حياتهم أو ممتلكاتهم أو أُسَرهم، إنعدام وجود سياسة الأمن الوطني ضد أي أخطار خارجية أو داخلية للدولة وهو ما يُعرف بـ»الأمن القومي»، إنعدام وجود سياسة الأمن الإقليمي ـ الدولي باتفاق في إطار دولي على التخطيط لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تواجهها، إنعدام وجود سياسة أمنية ـ عسكرية تتولاها الدولة مع المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة أو مجلس الأمن للحفاظ على السيادة الوطنية وبمؤازرة قواها الذاتية وضبط حدودها.

دولة فاشلة على المستوى الإقتصادي ـ الإجتماعي

إنّ لبنان يعيش أزمات متعدّدة ومتشعّبة، وهناك أزمة اقتصادية واجتماعية حادة. إنّ سياسة ما يُعرف بالتجميل الإقتصادي سياسة فاشلة في ظل الواقع الحقيقي للاقتصاد الوطني، وهناك نموّ لمعدل الديون غير مسبوق. إنّ الأزمات الاقتصادية ـ الاجتماعية تجعل الوضع في لبنان عرضة لاهتزازات بنيوية داخلية خطيرة، وتتزامَن هذه الاهتزازات مع محيط إقليمي ـ دولي مشتعِل ونزاعات وعقوبات، الأمر الذي سيجعل الوضع اللبناني عرضة للتأثر سلباً، ومخطىء من يظنّ أو يعتقد أنّ الأزمة الاقتصادية ـ الاجتماعية هي وليدة أسباب آنية، وليكن معلوماً لدى الجميع في الدولة الفاشلة أنّ الانكماش الاقتصادي وتَنامي الدين العام والعجز المالي والبطالة والهجرة هي نتاج تراكمات لهذا النظام السياسي الذي يحمل في طيّاته بذور السرقة وهدر المال العام وسوء الأمانة واستغلال السلطة والنزاعات، ولنهج اقتصادي رَيعي غير مُنتج إمتدّ ويمتد منذ سنوات وسنوات ولا أحد من القوى السياسية لديه القدرة على إعفاء نفسه من المسؤولية... وهذا الأسلوب في النموذج الاقتصادي أثبتَ فشله، وبات يُحاكي أزمة ذات طابع انحداري.

دولة فاشلة على المستوى الصحي، في الدول النامية السياسة الصحية يمكن تعريفها بأنها القرارات والخطط والاجراءات التي يتم اتخاذها لتحقيق رعاية صحية محددة الأهداف داخل المجتمع. إنّ من أهم أهداف التنمية المستدامة في البلدان المتحَضِّرة هو تقديم الخدمات الصحية بأعلى معايير الجودة وبعدالة ومساواة إلى جميع المواطنين في مختلف مناطقهم. إننا للأسف في دولتنا الفاشلة نتّجه إلى وضع صحي كارثي بعد الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بكوفيد 19، ولقد اقتربت المستشفيات من الوصول إلى أقصى طاقاتها الاستيعابية بسبب تخفيف القيود نتيجة لسياسة خاطئة اعتُمِدَت، ما أدى إلى ارتفاع كبير في عدد الإصابات خلال هذه المرحلة، والمرضى يصطفّون في المستشفيات داخل الطوارىء انتظاراً لتأمين سرير. في الدولة الفاشلة لا مكان لـCrisis Management مسبقاً، وما ان استفحَلت أزمة هذا الوباء حتى تداعوا إلى المسارعة للدعوة الى اجتماع خلية أزمة لمناقشة تطورات وضع الوباء، إذ تُسجِّل يوميات الوقائع المرضية أنّ هذه اللجنة فشلت في مقاربة هذا الأمر، وأخطر ما في الأمر أنّ قراراتها تناقض بعضها بعضاً، والشعب يدفع الثمن موتاً.

إنّ وضعية الدولة اللبنانية باتت تستوفي شروط التدخّل الدولي في ظل عجزٍ فاضح للسلطة القائمة عن القيام بمسؤولياتها، ما يجعل إمكانية وضع لبنان تحت وصاية المجتمع الدولي لمرحلة انتقالية نتيجة حتميّة، وذلك استناداً إلى تَوافر معايير معتمدة كثيراً لتصنيف كهذا. إننا أصبحنا في دولة فاشلة تهدّد السلم والأمن الدوليين، وحالياً نحن تحت سيطرة قوى خارجية تستأثِر بالقرار الوطني، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً لإنقاذ لبنان ومؤسساته الشرعية وشعبه من الانزلاق أكثر فأكثر.

 

«مجلس الدفاع» اللبناني نسخة عن الحكومة العسكرية وعون يستحضره لإنقاذ باسيل

محمد شقير/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/2021

حذّر مصدر نيابي لبناني من الوقوع في الفخ الذي ينصبه رئيس الجمهورية ميشال عون بتحويل المجلس الأعلى للدفاع إلى حكومة عسكرية جديدة أُسوة بالحكومة التي شُكّلت برئاسته في نهاية عهد رئيس الجمهورية آنذاك أمين الجميل (1988)، كبديل عن حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب الذي يرفض تعويمها بدعوة مجلس الوزراء للانعقاد بذريعة أن الظروف الطارئة التي يمر فيها البلد تستدعي تفعيلها. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن الخطة التي أعدها عون تأتي بموازاة إصرار «التيار الوطني الحر» على جر الحزب «التقدمي الاشتراكي» وتيار «المستقبل» إلى اشتباك سياسي، يتطلّع من خلاله رئيسه النائب جبران باسيل إلى استحضار بند من خارج جدول أعمال المرحلة الراهنة التي تعطي الأولوية لتشكيل حكومة مهمة.

ولفت المصدر النيابي إلى أن عون طوال مدة تولّيه رئاسة الحكومة العسكرية، بانسحاب الوزراء المسلمين منها، حاول أن يستخدمها جسراً للعبور إلى رئاسة الجمهورية، ولجأ إلى شن أكثر من حرب تراوحت بين التحرير، باستهدافه الوجود العسكري السوري في لبنان ومن خلاله بعض الأطراف التي كانت متحالفة في حينها مع النظام في سوريا، وبين الإلغاء في مواجهة «القوات اللبنانية» برئاسة سمير جعجع للسيطرة على ما يسمى بالمناطق المسيحية. لكنّ عون أخطأ في تقديره للظروف الإقليمية والدولية المحيطة بلبنان في تلك الفترة، والتي أدت إلى إخلاء قصر بعبدا ولجوئه إلى السفارة الفرنسية؛ تمهيداً لانتقاله لاحقاً إلى باريس بعد أن تلقى النظام في سوريا الضوء الأخضر الأميركي؛ لإنهاء دوره الذي جاء بالتوازي مع تحرير الكويت من احتلال الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين.

واعتبر المصدر النيابي أن عون يحاول هذه المرة تكرار تجربته بتحويل مجلس الدفاع جسراً لإنقاذ وريثه السياسي باسيل، وإعادة تعويمه لعله يستعيد طموحاته الرئاسية بعد أن تراجعت حظوظه تحت ضغط الانتفاضة الشعبية التي انطلقت بعد السابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، وأدت إلى محاصرة المنظومة الحاكمة وصولاً إلى تحميلها مسؤولية الانهيار الاقتصادي والمالي.

ورأى أن عون يتخذ من ترؤسه لاجتماعات مجلس الدفاع خط الدفاع الأول بغياب حكومة تصريف الأعمال وامتناع رئيسها دياب عن القيام بالخطوات المطلوبة لإعادة تعويم الحكومة لقطع الطريق على الجهود الرامية إلى تهيئة الأجواء لإنجاح مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة آخذاً في الاعتبار المواصفات التي أوردها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خريطة الطريق التي وضعها لإنقاذ لبنان. وقال المصدر نفسه إن اجتماعات مجلس الدفاع تراوح مكانها، والتوصيات التي تصدر عنه لم تقدّم أو تؤخّر في وقف التدهور الاقتصادي والمالي من جهة وفي مواصلة وباء فيروس «كورونا» اجتياحه للبنان، وأكد أن توصياته تأتي «غب الطلب»، ويعدّها الفريق المعاون لرئيس الجمهورية من دون أي تعديل، وبالتالي لن تلقى استجابة من الشارع، ولا من المجتمع الدولي في ظل غياب معظم السفراء المعتمدين لدى لبنان عن الساحة، ومن بينهم عدد من سفراء دول الخليج العربي الذين كانوا انقطعوا عن التواصل مع عون ودياب ووزارة الخارجية. وأكد أن مجلس الدفاع لم يتمكن من التعويض عن وجود حكومة فاعلة لا يزال تشكيلها قيد الاحتجاز من قبل عون الذي يحاول الضغط على الحريري لدفعه إلى الاعتذار، مع أنه يدرك سلفاً بأنه لن يتمكّن من التخلّص منه. وسأل: ما الجدوى من استمرار عون بعناده ومكابرته بعدم الاستجابة لتشكيل حكومة مهمة، وبالتالي يتصرف كعادته على أن الأمور ماشية من خلال مجلس الدفاع الذي يفتقد إلى اتخاذ قرارات تنفيذية؟

كما سأل عن السبب الذي يدعو الحريري إلى عدم مصارحة اللبنانيين، لأنه من غير الجائز أن يبقى صامتاً فيما يرتفع منسوب المخاوف حيال إغراق البلد في المجهول في ظل الفوضى القائمة من جراء تعذّر ولادة الحكومة.

واعتبر أن عون بات على يقين بأن عهده انتهى سياسيا بخلاف ما يروّج له الفريق المحيط به الذي يكابر بدوره ويرفض الاعتراف بأن تراكم الأزمات لا يسمح له بأن يديرها وكأن شيئا لم يكن، وقال إنه يراهن على إحراج الحريري، مع أن صمته لم يعد ينفع وغير قابل للصرف جماهيرياً، وصولاً إلى وضعه أمام خيارين: الاعتذار عن التأليف، والخضوع لشروطه لإنقاذ باسيل. وتوقف المصدر أمام لجوء «التيار الوطني» وتحديداً في بيانه الصادر عن مجلسه السياسي إلى استحضار لغة الحرب التي كان استخدمها عون طوال تولّيه رئاسة الحكومة العسكرية، وذلك باستهدافه «التقدمي» و«المستقبل» لجرّهما إلى ملعبه السياسي الذي يتوخّى منه استحداث انقسام مذهبي وطائفي لصرف الأنظار عن إعطاء الأولوية لتشكيل الحكومة. وتوقّع بأن لا ينجر «التقدمي» و«المستقبل» إلى ملعبه السياسي ليوفرا له ذريعة مجانية لتطييف ومذهبة الصراع الذي يُفترض من وجهة نظر «التيار الوطني» أن يؤدي إلى انقسام البلد على أساس طائفي يشكل إحراجاً للقوى المسيحية المناوئة لعون - باسيل ويدفع باتجاه ثني البطريرك الماروني بشارة الراعي عن التمسُّك بمبادرته بدعوة عون - الحريري للتلاقي كمدخل للتفاهم على تسريع تشكيل الحكومة.

وقال المصدر إن مجرد وقوع «التقدمي» و«المستقبل» في الكمين الذي ينصبه لهما باسيل سيؤدي حكماً إلى قيام اصطفاف سياسي بلون طائفي بخلاف الاصطفاف الحالي الذي يتموضع فيه عون وحيداً من دون أي دعم مسيحي، ويعتمد بالدرجة الأولى على الغطاء السياسي الذي يوفره له حليفه «حزب الله»، مع أن لا مصلحة له في تطييف الصراع لتفادي إحراجه في الشارع السنّي، وإن كان «التيار الوطني» يتجنّب في حربه التصويب على رئيس المجلس النيابي نبيه بري. فالتصويب على بري الداعم لوجهة نظر الحريري سيؤدي إلى خلط الأوراق، وربما يفتح الباب أمام «حزب الله» لمعاودة النظر في حساباته برفض الانخراط في لعبة إعادة الاصطفاف الطائفي، طالما أنها تستهدف حليفه الأول أي حركة «أمل» لقطع الطريق على إحداث انتكاسة في الحاضنة الشيعية.

 

من حكومة مدنية... الى عسكرية؟

طارق ترشيشي/الجمهورية/26 كانون الثاني/2021

بعد تسلّم الرئيس الاميركي جو بايدن مقاليد الرئاسة الاميركية وما عُقد عليه من توقعات وآمال تتصل بمستقبل لبنان، تتنوع السيناريوهات وتتعدّد حول مصير الاستحقاق الحكومي، لتتقاطع على انّ آوان إنجازه لم يحن بعد، وذلك بعدما كان البعض يوحي بثقة أنّه سيُنجز مع دخول بايدن البيت الابيض.

اول السيناريوهات يقول، انّ ولادة الحكومة ستكون اولى ثمار حوار ومفاوضات ستحصل قريباً بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران، لإنتاج اتفاق نووي بصيغة منقّحة للاتفاق الذي خرجت منه واشنطن ايام الرئيس دونالد ترامب، متفرّدة بهذه الخطوة عن بقية الدول التي كانت وقّعته مع ايران عام 2015.

ولكن المتشائمين يقولون، انّ لبنان يقع في آخر لائحة القضايا الخارجية التي ستتصدّى لها ادارة بايدن، بعد التفرّغ من معالجة القضايا الداخلية الاميركية. ويقول هؤلاء، انّه «لن يتغيّر شيء في ما هو قائم، ولن يزداد شيء ولن ينقص شيء ولا حكومة ستولد قريباً، والسبب انّ بايدن ومستشاريه يتوقعون ان تتحسن العلاقات الاميركية ـ الإيرانية، ولن تسوء اكثر مما كانت عليه من سوء ايام ترامب، وانّ الاهتمام سينصّب على إجراء حوار ومفاوضات مع طهران، للتوصل الى اتفاق جديد، على رغم ضبابية الأجواء الاميركية إزاء سوريا ومصر وتركيا والسعودية وغيرها. وفي اعتقاد البعض، إنّ سياق البحث في الملف النووي الايراني بين واشنطن وطهران، قد يفرض حصول نوع من التفاهم بينهما في لبنان، في حين انّ الوضع في سوريا لن يكون كذلك، حيث يشعر الأكراد الآن بوجود تحوّل في الموقف لمصلحتهم على الساحة السورية، فيما يوطن الروس انفسهم على التعايش مع ازمة طويلة في البلاد السورية، في ضوء التفاوض الايراني ـ الاميركي المرتقب. ويشير البعض في هذا السياق، الى تصريحات بايدن الاخيرة، حيث وصف فيها روسيا بأنّها عدوّة للولايات المتحدة، واتُهمت بالتدخّل في الانتخابات الاميركية. ويضيف هؤلاء، انّ الموقف الاميركي يمكن تصويره بالآتي: تسهيل وانفتاح إزاء ايران في مقابل تشدّد في سوريا، التي ينتشر فيها نحو 2000 جندي اميركي في المناطق الكردية، مع تسجيل دخول قوافل عسكرية اميركية الى سوريا عبر الحدود العراقية. اما في لبنان، فيُنتظر ان يسود هدوء يمكن ان يعود معه الوضع الى ما كان عليه ايام الرئيس السابق باراك اوباما، ويرجح ان ينعكس ذلك في مطاوي كلمة لوزير الخارجية الاميركية اليوم امام مجلس الشيوخ، الذي سيسائله عن السياسة الاميركية تجاه الشرق الاوسط ومن ضمنه لبنان. وفي هذا السياق، يتحدث اصحاب السيناريو المتفائل عن وجود «تقاطع مصالح» بين واشنطن وطهران على ترسيخ تهدئة في لبنان، تتزامن مع حديث عن تسهيل اميركي للمبادرة الفرنسية. فيما يتوقع بعض المطلعين في هذا الصدد ان يتظهر جانب من هذا المشهد في الخطاب السياسي لـ»حزب الله» وحلفائه في قابل الايام. ويقول هؤلاء، انّ الايرانيين قرأوا في الكلام الاميركي ما يصبّ في اتجاه وقف الحرب في اليمن، وعن الرغبة في المفاوضات مع ايران «في الملف النووي وغير النووي»، ما يمهّد لتفاهم بين الجانبين، وما يشير في الوقت نفسه الى انّ اياً منهما لن يُزعج الآخر في لبنان. ومن هنا يمكن فهم رغبة رئيس الجمهورية ميشال عون في استمرار التفاهم مع «حزب الله»، لما يؤدي من مردود في السياسة. ولهذه الاسباب يتصلّب رئيس «التيار الوطني الحر» ولا يغيّر في موقفه، ما يشير الى انّ هذا الموقف سيستمر تحت مظلة تفاهم اميركي ـ ايراني حول لبنان.

ولكن في المقابل، فإنّ الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري، لن يغيّر هو الآخر موقفه في إطار موضوع التأليف الحكومي وخارجه، كذلك لن يكون في وارد تغيير هذا الموقف، لأنّ هناك ضغطاً شعبياً عليه، سواء على مستوى حلفائه أو على مستوى البيئة التي ينتمي اليها، فضلاً عن مراعاته وعدم خروجه على تفاهمات اقليمية حصلت وتحصل وتمتد من الخليج الى مصر وفرنسا.

لذلك، وفي ضوء هذه المعطيات، يستبعد كثيرون ولادة حكومة في هذه المرحلة، ويستدلون الى ذلك من موقف رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، الذي يكرّر دعوته الحريري الى الاعتذار وترك الساحة للإكثرية «لتقلّع اشواكها بأيديها».

وإلى هذه المعطيات، يتحدث البعض عن وجود تحول في الموقف على مستوى لبنان والمنطقة، قسم منه يتصل بتفاهم اقليمي اميركي ـ ايراني. إذ في الوقت الذي تضغط واشنطن على النظام السوري، سيكون من الصعب على الايراني ان يعطي الاميركي شيئاً في لبنان. وكذلك في الوقت الذي تضغط واشنطن على النظام من بوابتي الحسكة والقامشلي وبقية المناطق الكردية، قد يكون مستبعداً ان تبادر طهران بأي شيء إزاء الإستحقاق الحكومي في لبنان.

ويقول البعض، انّ الاسرائيليين، في حال حصول تفاهم اميركي- ايراني في لبنان، يفضّلون ان لا يكونوا خارج هذا التفاهم. اما التفاهم بين واشنطن وطهران في سوريا، فإنّ الاسرائيليين يرون فيه ما يقوّي أيدي الإيرانيين في سوريا، ولذلك تتحرّك تل ابيب هذه الايام بقوة في اتجاه روسيا.

ولكن، في الوقت الذي تستعد اسرائيل لانتخاباتها التشريعية في آذار المقبل، فإنّ الايراني يتعامل مع الاستحقاق الاسرائيلي بالطريقة التي تعامل فيها مع الاستحقاق الاميركي. فهناك تجنّب الصدام مع الاميركي، منتظراً سقوط ترامب، والآن يتجنّب الايراني الردّ على الاستفزازات الاسرائيلية له في سوريا، لتمرير الوقت، متوقّعاً سقوط نتنياهو بعد سقوط ترامب.

أما السيناريو الثاني الذي يدور الحديث عنه في دوائر ضيّقة او مغلقة، فيقول بتأخّر ولادة الحكومة الى الربيع المقبل، حيث تكون البلاد عندها على مسافة سنة من استحقاق الانتخابات النيابية في ايار 2022. وفي هذه الحال سيسقط شعار الانتخابات المبكّرة لدى البعض، ويبدأ الحديث عن تأليف حكومة للانتخابات بدلاً من حكومة الاختصاصيين، بحيث تتولّى إعداد قانون انتخابي جديد (هذا في حال تقرّر نهائياً الخروج من الاتفاق النافذ) ولا يترشح رئيسها واعضاؤها للإنتخابات. ومثل هذا الامر اذا تحقق، لن يكون في مقدور حكومة انتخابات تحقيق الإصلاحات التي يفرضها الانهيار الذي تعيشه البلاد ويطالب بها المجتمع الدولي بإلحاح. وفي هذه الحال، لن يُعرف ما سيكون عليه مصير البلاد التي تعيش انهياراً مالياً واقتصادياً ومعيشياً.

لكن بين السيناريوهين الاول والثاني، هناك سيناريو يدور الحديث عنه في بعض الغرف المغلقة، وهو انّ البلاد قد تصل الى انهيار شامل يفرض التصدّي له بـ»حكومة عسكرية انتقالية» تتولّى في غضون 6 أشهر اجراء الإصلاحات المطلوبة ووضع قانون انتخاب جديد، تُجرى في ضوئه انتخابات مبكّرة، بحيث يُنتخب مجلس نيابي جديد، ينتخب بدوره رئيس جمهورية جديداً، وتُؤلف حكومة تسير على النهج الإصلاحي الذي تكون الحكومة العسكرية قد أرست مداميكه الاولى.

ويقول المروّجون لهذا السيناريو، انّ الوصول الى هذه الحكومة سيكون في خضم فتح ملفات الفساد الذي ارتكبته شرائح واسعة من هذه الطبقة السياسية على مدى عشرات السنين والى الآن. ويدعو هؤلاء الى التوقف ملياً عند دخول القضاء السويسري حالياً على هذه الملفات، من بوابة مصرف لبنان، في ظل الحديث عن تجميد حسابات سياسيين لبنانيين في الخارج، قد يكون اول الغيث في اتجاه استعادة الاموال المنهوبة.

 

اي «قطوع أمني» عَبَرهُ لبــنان والمنطقة، متى وكيف؟

جورج شاهين/الجمهورية/26 كانون الثاني/2021

حتى السابعة من مساء الاربعاء في 20 الجاري كان الإصبع ما زال على الزناد، وما ان وصل الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الى منتجعه في فلوريدا، ودخل الرئيس جو بايدن الى البيت الابيض، حتى إطمأنت القلوب واستراحت أجهزة الرصد وفُكّت حالة الاستنفار غير المعلن عنها. وعليه، اي قطوع أمني عبره لبنان ومعه المنطقة. متى وكيف ولماذا؟ لم تنشأ هذه المعادلة بمراحلها وجوانبها المختلفة من عدم، وهي ليست مجرد رواية مختلقة بمقدار ما هي حصيلة تجربة عاشتها الأجهزة الأمنية اللبنانية المختصة، التي كانت ترصد لفترة من الزمن جملة مخاوف من عمل أمني ما، فرضته اجواء التشنج السائدة في المنطقة والعالم، وما يمكن ان يؤدي اليه أي خطأ يمكن ان يرتكبه احد عن قصد او غير قصد.

ليس في السيناريوهات الأمنية والمخابراتية قراءة للتحركات العسكرية والحشود المتبادلة فحسب، فهي بالإضافة الى رصدها، كانت تستند الى معطيات سياسية وديبلوماسية متشنجة، أوجدت جواً من التوتر ساد لبنان والمنطقة لفترة زمنية بقيت طي الكتمان، منذ الانتخابات الرئاسية الاميركية. وزادت المخاوف في ما بعدها، نظراً الى ما انتهت اليه من ترددات، نتيجة عدم اعتراف ترامب بالنتائج التي جاءت بندّه الى البيت الابيض.

قالت التقارير الديبلوماسية والاستخبارية، انّ العناد الذي اظهره ترامب في المواجهة غير المتكافئة مع بايدن، وتهديده بعدم ترك المكتب البيضاوي زادا من حجم القلق. فهو لم يعترف بالنتائج النهائية، على الرغم من عبورها مختلف المراحل الدستورية، وصولاً الى المحكمة الدستورية العليا. وعليه، فقد توسعت رقعة المخاوف، بعدما تركت مواقفه مجموعة من البصمات في الداخل الاميركي على مستوى الشقاق بين الاميركيين، وفرزهم على الطريقة العشائرية، انعكست على الخارج ايضاً مزيداً من التوتر في اكثر من بقعة ساخنة في العالم.

وعلى الرغم من التوقعات السلبية، فقد فتح موقف «الانتليجنسيا» العسكرية التي رفضت سلسلة اقتراحات ترامب، نافذة على التخفيف من التوتر المحتمل من دون ان تنزعه، وقد حاول ان يمارس مزيداً من الضغوط العسكرية في الخارج، فواجهه وزير الدفاع الاميركي بالإستقالة، وترك كثر من مسؤولي مجلس الامن القومي والبنتاغون مواقعهم، رفضاً لما اقترحه. وان فُتح هذا الملف، فقد انسحب اخيراً على رفض المعنيين بأمن البيت الابيض، ان يُقام له عرض عسكري ضخم يضم مئات الجنود الاميركيين، كان يريده لتوديعه عند خروجه منه الى منتجعه في فلوريدا. ولذلك اقتصرت المراسم على الحرس الرئاسي وموسيقاه وإحدى وعشرين طلقة مدفعية وحشد صغير من الموظفين.

لقد كان البعض يعتقد عن صدق، انّ في نية ترامب فرض امر واقع جديد على خلفه بايدن، كأن يشن حرباً في مكان ما في العالم. فلم يتردّد المحيطون به في رفضهم لما هو غير مألوف من إجراءات وقرارات يمكن ان يتخذها رئيس لدولة عظمى بحجم بلاده، لا تزال امامه ايام عدة في السلطة. ولكن، ورغم بعض المواقف التي كانت تدفع الى الاطمئنان، فقد بقيت تساور الاجهزة الإستخبارية العالمية جملة مخاوف، وخصوصاً إن ترافقت تهديدات ترامب مع اي خطأ يمكن ان يرتكبه الطرف الآخر في اي نقطة متوترة في العالم قرب الصين او كوريا الشمالية او ايران، وهو ما تبلّغته اجهزة امنية لبنانية عندما طرحت مخاوفها على الأجهزة الصديقة، سواء كانت عربية او غربية، فلم يتوافر لدى اي منها تقدير موحّد تجاه ما هو محتمل من أحداث. فقد كان العالم منقسماً في تقديراته لما يمكن ان يشهده، وصولاً الى إمكان استخدام حقيبته النووية، رغم حجم العوائق التي تحول دون هذا القرار الجهنمي.

 وفي تفاصيل هذه المخاوف، فقد كانت هذه التقارير تحتسب امكان ان تصطدم التحركات العسكرية الاميركية بأي طرف آخر. فعلى وقع التهديدات الترامبية كانت هناك عمليات مشبوهة استُخدمت فيها الغام بحرية متعددة الاهداف، طاولت بواخر وناقلات نفط من جنسيات مختلفة في الخليج العربي. ولمّا وجّه ترامب بانتقال حاملة الطائرات «نيمتس» الى المنطقة، وزرع من حولها حاملة لطوربيدات وصواريخ «توما هوك» وسفناً حربية داعمة في مواجهة السواحل الإيرانية، ارتفعت نسبة القلق مجدداً، وزادت منها المناورات الإيرانية في جوارها. وكل ذلك كان يعزز المخاوف من ضربة عسكرية قد يُشعلها اي خطأ يمكن ان يرتكبه طرف ثالث، فيُشعل فتيل المواجهة.

على هذه الخلفيات، تابعت المراجع الامنية اللبنانية كل هذه التطورات الخارجية بدقة، ووجّهت في الوقت عينه، وبوسائل متعددة، جملة من النصائح مصحوبة بمجموعة من التحذيرات من امكان ان يرتكب احدهم من «حزب الله» أو أي فصيل آخر غير ملتزم، عملية ما، انطلاقاً من جنوب لبنان أو في أي منطقة أخرى يمكن ان تُوجّه اصابع الاتهام من خلالها للبنان، منعاً من اعطاء اسرائيل أي حجة يمكن ان تستخدمها في ردّ قد يحظى بتغطية دولية إن كان له ما يبرّره. وكل ذلك جرى من دون ان يهمل لبنان التوجّه الى مجلس الامن الدولي، مقدّما شكوى إضافية ضدّ اسرائيل من اجل إدانة خروقاتها البحرية والجوية، استباقاً لأي عملية كانت محتملة في لحظة من اللحظات.

على هذه الخلفيات بُني كثيراً من السيناريوهات السلبية في أكثر من لحظة ومحطة. فقد كانت المخاوف جدّية رغم كل التبريرات ورسائل الإطمئنان التي تلقّاها لبنان. فاستنئاف العمليات العسكرية الاسرائيلية تجاه الفصائل السورية والعراقية الموالية لإيران والجيش السوري، أثارت المخاوف ولو بنسبة اقل. فقد كانت المعادلات التي تحدث عنها «حزب الله» مؤشراً يدفع الى التقليل منها. فقد سبق للحزب، وبعد ان توقف عن الردّ على اي عملية تستهدف مصالح ايرانية مباشرة، وترك الامر للقيادة الإيرانية بعد عملية «عين الاسد» رداً على عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني، فقد احيت عملية اغتيال الخبير النووي محسن فخري زادة المخاوف مجدداً. ولكن رسائل الاطمئنان برّدت الجو مجدداً، لتبقى المخاوف محصورة من انّ اي ردّ للحزب من لبنان، إن استهدفت اسرائيل شخصيات قيادية له في سوريا، وهو امر لم يحصل الى حين مغادرة ترامب البيت الابيض.

عند هذه المخاوف عبرت تلك المرحلة الصعبة على لبنان، الى ان انتقلت السلطة بسلاسة في البيت الأبيض، وبردت التوقعات وهانت المصاعب المحتملة، وباتت في مرحلة مؤجّلة من الآن. ولكن الى متى وكيف، لا يمكن تقدير ذلك، فكل السيناريوهات تتحدث عن استمرار اجواء التوتر في سوريا، الامر الذي يفرض البحث في طريقة تجنيب لبنان تردّداتها السلبية المتوقعة.

 

بايدن وماكرون والتفاهم «الخَطِر» على لبنان

طوني عيسى/الجمهورية/26 كانون الثاني/2021

الأرجح أنّ حراكاً فرنسياً - أميركياً حول لبنان سينطلق في الأسابيع القليلة المقبلة، ويترسّخ اعتقاد في باريس بوجود فرصة جدّية، ليس فقط لإحياء المبادرة الفرنسية التي ماتت في نهايات عهد الرئيس دونالد ترامب، بل أيضاً لتحقيق حلول عملانية للمأزق اللبناني. ولكن، هل هذا الانطباع صار في محلّه بعد وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض؟ أي هل نجح رهان الرئيس إيمانويل ماكرون على انتظار خروج ترامب؟

مثيرٌ أن يكون لبنان حاضراً في أول اتصال قمة أميركي - فرنسي، فهو يؤكد أهمية الملف اللبناني لدى الأميركيين والفرنسيين. ولكن، في الخبر الصادر عن الرئاسة الفرنسية، هناك 3 ملاحظات:

1 - على الأرجح، الفرنسيون - وليس الأميركيون - هم المتحمسون حالياً لإنجاز خطوات عملانية في لبنان.

2 - إنّ الإعلان عن تعاون الطرفين في الملف اللبناني جاء متلازماً مع الإعلان عن تعاونهما في ملف إيران، وهذا يوحي بأنّ الطرفين مقتنعان بوجود تلازمٍ بين الأزمتين والحل المفترض لكل منهما.

3 - أعرب الطرفان عن أنهما سيعملان معاً «في الشرقين الأدنى والأوسط». وإنّ التحديد الجغرافي للبقعة المقصودة، وفق المفهومين الأميركي والأوروبي، يبدأ من شرق المتوسط وحدود تركيا ويشمل إسرائيل والمشرق العربي وصولاً حتى إيران.

يوحي هذا الكلام أن الإدارة الأميركية الجديدة ستكون في صدد عملية خلط للأوراق على مستوى علاقاتها الدولية، وستكون ركيزتها عودة التحالف مع الشركاء الأوروبيين. وهذا الأمر يتناقض مع نهج ترامب المُتفلِّت من ضوابط العلاقات التقليدية مع أوروبا وتغليب المصالح في شكل مطلق.

وملامح هذه العودة ظهرت في واشنطن منذ اللحظة الأولى لدخول بايدن إلى البيت الأبيض، وتَجلّت خصوصاً بعنوان عودة واشنطن الفورية إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، وبالتقارب السياسي الموعود مع الأوروبيين حول غالبية القضايا الدولية.

وسَبق لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن دعا بايدن إلى الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن، ضمن «ميثاق تأسيسي جديد للعلاقات عبر الأطلسي». ويقول الأوروبيون إنهم يراهنون على وجود صديق لهم في البيت الأبيض طوال 4 سنوات مقبلة.

وتبلغ المراهنة على بايدن ذروتها مع باريس، فالفرنسيون تفرّدوا عن البريطانيين والألمان بالتباين مع ترامب في ملفات عدّة، ومنها إيران، كما تمايزوا عنه في تعاطيهم مع ملفات أخرى كـ»حزب الله» في لبنان. لكنّ الفرنسيين اشتبكوا مع الإدارة الأميركية السابقة في مسألة التعاطي مع تركيا، وهذا الاشتباك ترك بصماته العميقة في العلاقات بين الطرفين.

تَصادمَ ماكرون مع ترامب في العام 2018، خلال زيارته فرنسا للاحتفال بذكرى الحرب العالمية الأولى. آنذاك، سَخر من مضيفه الفرنسي الذي أطلقَ فكرة تشكيل جيش أوروبي لحماية القارّة، ليس من الصين وروسيا فحسب، بل أيضاً من الولايات المتحدة، وأيّدَته في ذلك مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل.

غَضبَ ترامب آنذاك، وقال: «ألمانيا، لا سواها، كانت مصدر تهديد لفرنسا في الحربين العالميتين. وفي باريس، كانوا قد بدأوا يتعلمون الألمانية قبل وصول الولايات المتحدة». وأضاف: «مشكلة إيمانويل (ماكرون) أنه يعاني تدني شعبية وصل إلى 26 % وبطالة بلغت 10 %».

لكنّ المواجهة الأكثر سخونة بين الرجلين هي تلك الصامتة، والتي دارت حول نهج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي فتح المواجهة ضد فرنسا في كل الاتجاهات، من ليبيا وحوض المتوسط واليونان إلى ناغورني كاراباخ. ويعتقد الفرنسيون أنّ ترامب هو مَن وَفّر التغطية لأردوغان لينفّذ خطواته التوسعية على حساب المصالح الأوروبية.

وفي الملف الإيراني، لم يستجب الأوروبيون لدعوة ترامب بالانسحاب من الملف النووي. ويتّهمهم الرئيس الأميركي السابق بالالتفاف وإنقاذ إيران من الحصار. لكنّ القاسم المشترك بين الأميركيين والأوروبيين هو عدم السماح لإيران بتهديد أمن إسرائيل.

أمّا في لبنان، فالفرنسيون كانوا يميلون إلى تسوية يشارك فيها «حزب الله»، لكنّ الأميركيين وضعوا «فيتو» عليها. ولذلك، جمَّد ماكرون مبادرته وراهَن على انتظار بايدن.

وسط كل هذه المعطيات، ينتظر المراقبون كيف سيتصرّف بايدن في الملف اللبناني، أي إلى حدّ سيمضي في الضغط على «الحزب». وهم ينتظرون: في سوق المقايضات الدولية والإقليمية التي ينخرط فيها الأميركيون والفرنسيون، قد يتم الاتفاق بالإجماع على فكّ ارتباط سوريا بإيران

ليس بسيطاً الجواب عن هذا السؤال، فالولايات المتحدة ستتعاطى مع ملف «حزب الله» باعتباره مرتبطاً عضوياً بالملف الإيراني، بما يشكّله من أخطار، خصوصاً على إسرائيل. وبالتأكيد، سيراعي الأميركيون مصالح إسرائيل الأمنية في هذا الملف. وفي المقابل، ستزداد مخاوف الفرنسيين من انهيار لبنان، ولذلك، هم سيضغطون لفكّ الارتباط بين إيران و»حزب الله» ودعم حياد لبنان.

وفي سوق المقايضات الدولية والإقليمية التي ينخرط فيها الأميركيون والفرنسيون، قد يتم الاتفاق بالاجماع على فكّ ارتباط سوريا بإيران، ضمن تسوية سياسية على مستوى الشرق الأوسط. وهذا الأمر يريح إسرائيل، ويُضعف «حزب الله» الذي يُمسك اليوم بالسلطة، ويقطع اتصالَه بإيران نهائياً.

ولكن، في هذه الحال، ووسط اهتراء سياسي داخلي يُخشى أن يكون مقصوداً ومُخططَاً له، ثمّة مَن يخشى أن تذهب الخيارات قسراً إلى أماكن خطرة تحت عنوان الواقعية، ومنها أن تتم طَمأنة «الحزب» من خلال صيغةٍ يحظى فيها مجدداً بالالتفاف والدعم من نظام الرئيس بشار الأسد. وقد لا يمانع أحد من اللاعبين الخارجيين الكبار في حصول ذلك، ما دام يؤمّن شكلاً من أشكال «الاستقرار» في لبنان وسوريا، ويُبعد إيران عنهما، ويريح الجميع.

 

المناورات الإيرانية تجاه إدارة بايدن انطلقت/الأولوية لدى طهران مداخيل جديدة أو رفع العقوبات

د. وليد فارس/انديبندت عربية/26 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95305/95305/

لآن، وقد جاءت إدارة جديدة إلى واشنطن، كيف ستتحرك إيران معها لتنفذ ما تريده في المرحلة المقبلة؟ الجواب عن هذا السؤال الوجيه يبدأ بمحاولة معرفة ما الأولويات لدى طهران، وما معرفتها بأجندة الرئيس جو بايدن وفريقه، وما خطوط النظام الحمراء؟ فلنحاول الغوص في أعماق الاستراتيجيات الإيرانية.

الأولويات الإيرانية

مما لا شك فيه أن أولوية الأولويات الإيرانية مالية، أي عملياً سيولة سريعة، ما يعني مداخيل جديدة، أو رفع عقوبات، والنخبة الحاكمة في طهران تعيش حياتها المادية طبيعياً، ولكن عسكرها، وميليشياتها، وبيروقراطييها، وأنصارها، بحاجة دائمة لتمويل ميداني، بينما النظام يضع أولوية أمنه، وقدراته المالية قبل حاجات مختلف قطاعات الشعب، كما تروي المعارضة.

والأولوية الثانية هي مسألة الاستمرار بالإمساك بالبلاد ومختلف القطاعات بطريقة استبدادية، ما يعني عدم الإقدام على إصلاحات سياسية واجتماعية، خوفاً من تغيير كبير يطيح النظام، وزاد القلق لدى النخبة الحاكمة بعد تظاهرات خريف 2019، التي كشفت عن عمق الرفض الشعبي للنظام.

أما الأولوية الثالثة فهي التمسك بنشر الميليشيات بما باتت شبه "مستعمرات إيرانية" في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، إذ إن سحب هذه الميليشيات في هذه الدول قد يقود لانهيار في إيران نفسها.

والأولوية الرابعة هي استمرار طهران بتوسيع أسلحتها الاستراتيجية، بدءاً بالصواريخ الاستراتيجية، والصواريخ المضادة للطائرات، والدرونات، والزوارق السريعة، بالإضافة طبعاً لبرنامجها النووي العسكري.

طهران غير قادرة على التغيير

إن طبيعة النظام الخميني، كالأنظمة الكلية الأخرى من الاتحاد السوفياتي إلى "طالبان"، لا يمكن أن ينجو من تغييرات جوهرية تصيب أولوياته الأساسية، إذا ما تم القبول بها، فأي تراجع على أي "محور" سيتسبب بانهيار على كل المحاور، كما حدث مع موسكو بعد إصلاحات الـ"غلاسنوست" والـ"بيريسترويكا"، ولهذا الموضوع مراجعة في ما بعد. والسؤال الآن هو، كيف يمكن لطهران أن تأخذ ما تريده من بايدن، وتقنعه بالعودة إلى الاتفاق، ولا تعطيه شيئاً لا يمكنها أن تعطيه؟ سؤال كهذا يشغل نصف الكونغرس، والشرق الأوسط ومختلف معارضات النظام الإيراني في المنطقة. وهذه هي مقاربي.

أولاً: الاستفادة من خروج ترمب

إن النقطة الأولى التي تستفيد منها إيران، هي من دون شك خروج دونالد ترمب من البيت الأبيض، واحتمال تراجع سياسة "الضغوط القصوى" التي هندسها بومبيو وبراين هوك، هذا الواقع هو أهم ما ستستفيد منه طهران فوراً، على الرغم مما يؤكده بعض المحللين من أن إدارة بايدن لن تتراجع عن هدفها لمنع حصول طهران على القنبلة النووية، والمسألة اليوم ليست بافتراضيات المستقبل، بل بمعادلات الحاضر، وما سيتغير، وقد بدأ بالتغير، هو وقف التصعيد في العقوبات، على الرغم من إبقاء العقوبات بعض من الوقت. وإن كان وقف التصعيد تدريجياً، شبه خفي، فهو عملياً ما تنتظره طهران من الإدارة الجديدة في واشنطن في هذه المرحلة، وليس أكثر بكثير.

العودة إلى المفاوضات

النقطة الثانية بالنسبة للقيادة الإيرانية هي العودة للمفاوضات مع الولايات، أياً كان شكلها ومحتواها، إذ إن مجرد الجلوس مع إدارة بايدن سيعيد بعض الرصيد السياسي والدبلوماسي "للجمهورية الإسلامية"، بعد أن خسرت الكثير من هذا الرصيد خلال أعوام إدارة ترمب، وجهود هذه الأخيرة لعزل النظام الإيراني. عندما سيجلس ممثلو خامنئي مع طاقم المفاوضات الأميركي، سواء أكان في إطار ثلاثي مع الأوروبيين، أو في إطار الخمسة زائد واحد، أو غير أطر، فإن تلك الصورة ستستعمل من قبل القيادة الإيرانية في الداخل الإيراني لزعزعة أمل الناس العاديين بأي تغييرات، وإضعاف ثقة المعارضات في المنطقة، وتصلب الميليشيات في مواقعها، وإعادة الإيرانيين إلى الطاولة ستقويهم إعلامياً ودبلوماسياً.

بعض السيولة

النقطة الثالثة هي المحاولة للحصول على سيولة باتت صعبة المنال منذ العقوبات الأميركية والدولية، لذا، فإذا كانت هناك من مساومة مع فريق بايدن، فستكون على موضوع الـ"cash"، ومفاوضو بايدن سيعدون النظام بمداخيل، إما عن طريق رفع بعض العقوبات غير الكبيرة، وإما عن طريق شركات تعطى استثناءات، وفي المقابل، تتعهد إيران بألا "تخربط" سياسة بايدن الدقيقة خلال 2021، بما يعنيه أن طهران ستحصل على سيولة كأكسجين، بينما إدارة بايدن ستحصل على "الرصيد السياسي" مع الرأي العام الأميركي، ومع إسرائيل، ومع التحالف العربي، بمعنى أنها لن تستسلم لإيران، أما ما بعد الانتخابات النصفية، فلكل حادث حديث.

"المستعمرات"

النقطة الرابعة تتعلق بالعراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، أي "المستعمرات الإيرانية"، فستحاول طهران، وقد تنجح نسبياً، بتحييد هذه الدول عن تدخل إدارة بايدن في ملفاتها المتعلقة بحقوق الإنسان، والديمقراطية، والميليشيات، والاستفادة الاقتصادية، لقاء أن تمتنع إيران، أو تخفف، من أعمالها الأمنية ضد دول التحالف العربي، وهنا النتائج ستكون أكثر رمادية، فالمصالح الاقتصادية الأميركية ستحاول الاستفادة أيضاً من تخفيف التشنج في الدول التي يسيطر عليها الحرس الثوري، وإيران ستحاول إضعاف الخليج وإرباكه كلما سنحت الفرصة. من المبكر التكهن. أما ما دون هذه الأولويات الإيرانية الرئيسة، فالعناوين تبقى هي هي، حتى استقرار الوضع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة في السنتين المقبلتين، لذا فشعوب الشرق الأوسط التي كانت تأمل بتغييرات كبرى يأتي بها ترمب في السنوات الأربع المقبلة، ولو عشوائياً، وبضجيج، وأخطاء من وقت إلى آخر، ستحصل على أربع سنوات إضافية من سياسة أوباما، وإن لم تشبهها بالشكل، والتوقيت، والخطاب الدبلوماسي. والاستثناء الوحيد هو انفجار القنابل البشرية، كما حدث إبان "الربيع العربي"، ولكن في دول أخرى، أم حرب غير محسوبة في معادلة غير مضبوطة. سنرى.

 

ماذا ينتظر الاتفاق النووي الإيراني؟

نديم قطيش الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/2021

من الصعب توقع تبدلات عاجلة ستطرأ على علاقة واشنطن بالملف النووي الإيراني. المرشح جو بايدن كان مثابراً في التصريح بأنه ينوي العودة إلى الاتفاق الذي وقعته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2015 وانسحب منه الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018.

بيد أن الرئيس بايدن، وخلافاً للمرشح بايدن، صاحب قرار عملي وليس صاحب موقف. وقراره محكوم بوقائع سياسية وتقنية لا تحكم بالضرورة الموقف السياسي. فالسياسة شيء؛ والسياسات شيء آخر.

ما خريطة المعنيين بالاتفاق النووي، وما مواقفهم؟

1- أميركا: أ- جددت إدارة بايدن أنها تنوي العودة إلى الاتفاق النووي، بوصفه منصة نحو اتفاق أوسع؛ إذا ما عادت إيران إلى الالتزام بالضوابط التي حددها الاتفاق والتي فاقمت إيران من التفلت منها في الأسابيع الماضية. وتشترط إيران للعودة إلى التزاماتها أن تسقط إدارة بايدن كل العقوبات التي فرضها ترمب، وهو أمر دونه عقبات لا تحصى. فعقوبات ترمب لا تشمل فقط البرنامج النووي الإيراني؛ بل أيضاً عقوبات على صلة بملفات حقوق الإنسان والإرهاب، ومن غير الوارد أن تتراجع إدارة بايدن عنها. نقطة البداية هذه؛ التي تشبه أحجية البيضة والدجاجة، تعني أن وقتاً طويلاً سيمر قبل الوصول إلى ترتيب الأولويات وتصميم خريطة العودة إلى اتفاق 2015، وهذا يوصلنا إلى التصريحات الأخيرة لمسؤولي إدارة بايدن.

ب- خلال جلسة استماع خصصها مجلس الشيوخ الأميركي للبحث في تثبيته، عرض وزير الخارجية أنتوني بلينكن ملامح سياسة الإدارة الجديدة تجاه إيران، وتشارك مع سائليه بعض الاستنتاجات المهمة. يقول بلينكن إن أمام الإدارة الجديدة «طريقاً طويلة» للتوصل إلى اتفاق مع طهران؛ «أطول وأقوى». وشدد على أن الإدارة ستتدارس مع حلفائها في المنطقة أي اتفاق محتمل، «في مرحلة الإقلاع لا في مرحلة الهبوط»؛ أي إنه لا مفاجآت ستفرض على المعنيين بالملف النووي كدول الخليج الرئيسية ومصر وإسرائيل كما كانت الحال مع إدارة أوباما. وأكد بلينكن، كما أكدت رئيسة الاستخبارات القومية أفريل هاينز، أن إدارة الرئيس بايدن ستنظر أيضاً في مسألة الصواريخ الباليستية، و«الأنشطة الأخرى المزعزعة للاستقرار التي تنخرط فيها طهران».

ج- أيضاً؛ وخلافاً للمرشح، لا يستطيع الرئيس بايدن إلا أن يجري تقييماً موضوعياً لحسنات الواقع السياسي في الشرق الأوسط الذي ورثه من ترمب؛ وفي مقدمتها أن العقوبات تعطي أميركا ورقة ضغط جدية على إيران بغية حضها على التوقيع على اتفاق «أطول وأقوى». ومن بين الأصوات الدافعة في هذا الاتجاه، رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر؛ أحد أبرز المحيطين ببايدن وواحد من قلة ديمقراطية عارضت اتفاق 2015، وخاض معركة سياسية قاسية في وجه أوباما.

د- ستكون إدارة بايدن مشغولة بحزمة ملفات ضاغطة؛ أبرزها مواجهة جائحة «كورونا» وتحولات الفيروس الأخيرة، الذي أودى بحياة أكثر من 400 ألف أميركي، وأصاب أكثر من 24 مليوناً آخرين؛ أي ما يفوق خسائر الأميركيين خلال الحرب العالمية الثانية. أضف إلى ذلك الحاجة الملحة للبدء بتنفيذ خطة تحفيز لمواجهة الشق الاقتصادي من تداعيات الجائحة. وفي جعبة بايدن في هذا الخصوص خطة بحجم 1.9 تريليون دولار تستوجب ورشة تشريعية ليست بسيطة، وإن كانت تحظى إلى الآن بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري. ليس بلا دلالة أنه وبعد 24 ساعة من تنصيبه؛ وقع بايدن 10 أوامر تنفيذية لمواجهة الوباء. كما تحتل الصين المرتبة الأولى على مستوى التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي تواجهها أميركا، بشكل يقزم أي مشكلات وتحديات أخرى كالملف الإيراني.

2- إيران: أ- تتمسك إيران بسقوف عالية تشترط فيها رفع كل العقوبات عنها قبل العودة إلى التزاماتها في الاتفاق النووي، وهو ما عبر عنه مختلف السياسيين الإيرانيين؛ من المرشد علي خامنئي، إلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف.

ب- من سوء حظ إيران أن يتزامن البحث في مستقبل الاتفاق النووي معها مع انتخاباتها الرئاسية المجدولة منتصف العام، مما يجعل من الصعب جداً على أي طرف إيراني أن يقدم على التنازلات الضرورية التي تسهل تجديد الاتفاق، وتفتح الباب أمام تخفيف الضغوط الاقتصادية الخانقة التي تواجهها البلاد.

ج- في حين يبدو التفلت من ضوابط اتفاق عام 2015 الطريق الوحيدة أمام إيران لابتزاز المجتمع الدولي والدفع به نحو إحياء الاتفاق، فإن هذا السلوك يبدو كسلوك من يطلق النار على نفسه. لقد تجاوزت إيران مخزون اليورانيوم المسموح لها به بموجب الاتفاق، بأكثر من 12 مرة، وشرعت في رفع درجة التخصيب إلى 20 في المائة، مما دفع بأوروبا وبأكثر من صوت إلى نعي الاتفاق النووي عملياً.

د- حتى في حال الاتفاق، فإن مفاوضات شاقة وربما طويلة سيتطلبها تنظيم التفاهم على كيفية ورزنامة التخلص من فائض اليورانيوم الذي بات واقعياً بحوزة إيران، دعك من النقلات التقنية في مستوى أجهزة الطرد وتحديث وتوسعة بعض المنشآت النووية.

3- الموقف الإسرائيلي: أ- تتصرف إسرائيل بمزيج من الانفتاح الإيجابي على إدارة بايدن والبعث بالرسائل التي تفيد بأنها لن تسمح لأحد باتخاذ قرار بالنيابة عن أمنها القومي. وتخوض معركة رأي عام شرسة داخل أميركا للتأكيد على مساوئ الاتفاق النووي لعام 2015. وفي هذا السياق؛ نشر السفير الإسرائيلي الأسبق مايكل أورن والباحث يوسي هاليفي مقالاً مهماً في مجلة «ذي أتلانتيك» طرحا فيه سؤالاً غاية في الإحراج على إدارة بايدن مفاده: إذا كان خروج ترمب من اتفاق 2015 مهد الطريق لإيران للحصول على سلاح نووي؛ فلماذا لا يقلق هذا الخروج إسرائيل وحلفاءها في المنطقة؟ ولماذا على إسرائيل وحلفائها أن يقبلوا باتفاقات يقوم بها من يتصرف بأبوية مطلقة وعلى قاعدة أنه يعرف مصلحتهم أكثر مما يعرفونها هم؟

ب- صرح أكثر من مسؤول إسرائيلي حالي وسابق بأن إسرائيل جاهزة للتعامل عسكرياً مع البرنامج النووي الإيراني بمثل ما تعاملت به مع البرنامجين العراقي والسوري عامي 1981 و2007.

ج- تنطلق إسرائيل من موقع أقوى في موقفها؛ لا سيما بعد التوصل إلى اتفاقات سلام وتطبيع مع 4 دول عربية؛ أبرزها الإمارات.

4- السعودية والإمارات: أ- تتمسك السعودية والإمارات والبحرين ومصر ودول عربية أخرى بحقها في التشاور معها بخصوص أي اتفاق نووي مع إيران، كما بحقها في تضمين أي اتفاق، ضوابط واضحة حول البرنامج الصاروخي الإيراني، وملف الميليشيات المذهبية التي تديرها إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وقد انتزعت التزاماً علنياً من الإدارة الأميركية الجديدة حيال البندين. في المقابل؛ ترفض إيران إشراك هذه الدول في أي تفاوض حول البنود المذكورة، وتصر على بحث هذه العناوين في إطار منتديات إقليمية بحتة.

ب- تتمسك هذه الدول بحقها في مواجهة السياسات الإقليمية التخريبية لإيران بالتعاون مع كل الأطراف التي تتشارك معها مصالح أمنية.

ج- بعد اتفاقات السلام والتطبيع باتت دول رئيسية في المنطقة وإسرائيل تتحدث بصوت واحد وعلني، مما يمنح موقفها صلابة لم تكن متوفرة عام 2015، ويجعل تجاوز مصالحها أمراً في غاية الصعوبة.

د- تمنع التفاهمات العربية العلنية مع إسرائيل واشنطن من استفراد أي دولة من الدول المعنية بملفات ابتزاز، بغية انتزاع تنازلات في الملف النووي لغير صالح الأمن الاستراتيجي الجماعي في الشرق الأوسط.

الخلاصة:

أ- دبلوماسية أميركية - إيرانية صعبة وطويلة، إذا ما قُيض لها أن تنطلق أصلاً.

ب- استمرار الجهود الإسرائيلية الأمنية داخل إيران والعسكرية خارج إيران.

ج- مزيد من الإصرار العربي على مواجهة النفوذ الإيراني، والمضي في استكمال إعادة الهندسة الاستراتيجية للمنطقة، ومحاولة توسيع رقعة التفاهمات مع إسرائيل وربما تركيا وروسيا.

د- ردود إيرانية توتيرية في المنطقة على شاكلة إحياء خطر «داعش» في العراق وسوريا، وتصعيد عمليات التخريب ضد السعودية عبر اليمن.

ه- إحكام القبضة الإيرانية أكثر على معظم دول المشرق العربي، كأوراق تفاوض وصناعة نفوذ لإيران، وتعريضها تالياً لمزيد من التهرؤ... فالفاتورة الكبرى ستكون من نصيب دول كلبنان وسوريا والعراق.

 

بايدن والمنطقة العربية... الواقع والطموح

أحمد أبو الغيط الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/2021

يتولى الرئيس جوزيف بايدن دفة القيادة في الولايات المتحدة، في لحظة لا يخفى على أحدٍ مدى دقتها وخطورتها، سواء على الصعيد الداخلي الأميركي أو على مستوى العالم الذي يواجه تحدياً مشتركاً غير مسبوق، من حيث ضراوته واتساع أبعاده وتداعياته، ممثلاً في جائحة «كورونا». إننا أمام لحظة مُفعمة بمخاطر شتى ومفتوحة على احتمالات متباينة، وهي لحظة تقتضي قيادة من نسيج خاص. وظني أن الرئيس بايدن، بخلفيته التي نعرفها وخبرته المشهود لها، مؤهل للقيام بدور تاريخي، سواء في الداخل الأميركي أو على صعيد تأثير بلاده في العالم.

لقد حمل الخطاب الذي ألقاه الرئيس بايدن يوم 20 يناير (كانون الثاني) بشائر واضحة تُشير إلى طريق المستقبل، إذ عكس نزوعاً صادقاً للملمة الشمل وصناعة الإجماع وصياغة التوافق وتجاوز الاستقطاب، وهي قيم ومبادئ تحتاجها أميركا اليوم، بقدر ما يحتاجها العالم الذي يقترب من وضع خطير من التنافس بين القوى الكبرى، والصعود اليميني الشعبوي، ونمو الحركات العنصرية، والتراجع الاقتصادي على وقع الجائحة، فضلاً عن تحديات التغير المناخي والتدهور البيئي وغيرها. وكلها تحديات ضاغطة تحتاج - ولا شك - لقيادة أميركية مشتبكة ومبادِرة، وليست منسحبة أو متراجعة.

إن الولايات المتحدة تقوم بدور مؤثر وحاسم في الاستقرار العالمي. وأود أن أكتب هنا تحديداً حول جانب رئيسي من هذا الدور الأميركي في العالم؛ ذلك المتعلق بالسياسة الأميركية حيال المنطقة العربية.

ربما كانت القضية الفلسطينية من أكثر الموضوعات التي ستتطلب من الإدارة الجديدة نهجاً مختلفاً. وليس بخافٍ على أي متابعٍ منصف ما يشعر به الفلسطينيون من مرارة حقيقية حيال ما تعرضوا له من غبن وتهميش ومحاولات لفرض تصور أحادي للحل النهائي، لا يستند إلى أي من المرجعيات المعروفة؛ بل يتماهى كُلياً مع الرؤية الإسرائيلية. إن ثمة حاجة ماسة لاستعادة ثقة الفلسطينيين بالمسار السياسي السلمي، باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق آمالهم القومية في دولة مستقلة على حدود 67. ثمة حاجة ماسة كذلك لاستعادة الثقة بمنهج حل الدولتين باعتباره أساس التسوية، وهو أمر تعرض للاهتزاز والتشكيك خلال الفترة الماضية. والمأمول أن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة باستعادة الثقة بدورها كوسيط مُحايد في عملية سلمية تُشارك فيها أطراف دولية وعربية، سواء في إطار الرباعية الدولية (بعد توسيعها بتضمين أصوات عربية)، أو في أي إطار دولي يضمن حشد جهود كافة الأفراد المعنية بصنع السلام في الشرق الأوسط. ولا شك أن اتفاقات السلام التي وُقعت مؤخراً بين عدد من الدول العربية وإسرائيل قد تُسهم في خلق مناخ إيجابي من الثقة، بما يُساعد على معالجة القضية الأساسية التي تمثل جوهر النزاع. والأهم هو ألا يتصور الطرف الإسرائيلي أن هذه الاتفاقات بديل عن التسوية وحل الدولتين بأي حال.

إن المنطقة العربية، على ما فيها من مشكلات، ليست أرضاً تُنبت اليأس والألم وحدهما. هناك خطوات إيجابية مهمة تجري، يتعين البناء عليها في المرحلة القادمة. ولا شك أن المصالحة التي حضرت تدشينها في مدينة العُلا السعودية يوم 5 يناير (كانون الثاني) الماضي، تُمثل خطوة رئيسية في الاتجاه الصحيح. لم يكن من الصعب على كل من حضر هذه القمة الخليجية، ودقق فيما صدر عنها، أن يلمس عزم الأطراف اتخاذ خطوات جادة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة في العلاقات العربية - العربية، وربما التأسيس لمرحلة جديدة يستعيد فيها العمل العربي المشترك زخماً ونشاطاً ضروريين، وأن يواجه النظام العربي التحديات صفاً واحداً، وهو ما يفتح أفقاً واعداً أمام التعاون مع الإدارة الأميركية، على أرضية من التفاهم والثقة بين كافة الأطراف.

لقد عانت منطقتنا، ولا تزال، من عَقد من عدم الاستقرار والاضطراب كان شديد الوطأة على أمن دولها وأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية. ما برحت الجراح مفتوحة، والتكلفة الإنسانية للصراعات في سوريا واليمن وليبيا، تفوق التصور. وفي بلاد عربية أخرى، مثل العراق ولبنان والسودان، تناضل الشعوب والحكومات بصعوبة من أجل الوصول إلى معادلة استقرار سياسي واجتماعي، وسط ضغوط تضاعفت بسبب الجائحة وآثارها. إن تراجع النشاط التجاري والاقتصادي، والانخفاض في أسعار النفط وعوائد صناعة السياحة والسفر، لن يؤثر على الدول المصدرة للنفط وحدها، وإنما ستكون له تبعاته السلبية الواضحة على مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية لسنوات.

ويظل أخطرَ ما يواجه المنطقة هو استمرار الصراعات الداخلية في عددٍ من الدول، وتفاقم التكلفة الإنسانية لهذه النزاعات. ففي اليمن، يبذل المبعوث الأممي غريفيث جهداً مشهوداً، من أجل جمع كلمة الأطراف المتحاربة على «إعلان مشترك» يتضمن وقفاً لإطلاق النار، وإجراءات أخرى على الصعيد الإنساني والاقتصادي لبناء الثقة والتمهيد لاتفاق سياسي شامل. ولا شك في أن ثقل الولايات المتحدة الدبلوماسي مطلوب للدفع قُدماً بهذه المبادرات وتحويلها إلى واقع جديد يمنح للملايين الأمل والوعد بإنهاء هذا الصراع الذي تتفاقم تكلفته الإنسانية كل يوم، بينما يبدو الطرف المُتسبب فيه – جماعة الحوثي - غير عابئ بهذه التكلفة؛ بل ومتخلياً عن قراره السياسي المستقل لصالح أطراف إقليمية معروفة تمارس التعطيل والمماطلة من أجل إطالة أمد الصراع.

وفي سوريا، ما زال التنافس الدولي والإقليمي جارياً على أرض هذا البلد المنكوب بالصراع، والممزق على وقع أجندات أجنبية متنافسة، بعد أن صار نحو نصف سكانه من اللاجئين والنازحين. إنه وضع غير قابل للاستمرار، ويضرب الاستقرار الإقليمي في الصميم. علينا أن نتحرك سريعاً من أجل إنقاذ ما تبقى من هذا البلد، والخطوة الأولى هي بناء التوافق اللازم بين القوى المؤثرة والضالعة في هذا النزاع على أجندة للحل السلمي والاستقرار، انطلاقاً من القرار الأممي 2254.

وفي ليبيا، نلمس رغبة أكثر وضوحاً في التوافق بين الأطراف الليبية، وثمة محادثات واتفاقات يجري العمل عليها توطئة لعقد انتخابات في نهاية هذا العام. ولا شك أن الدور الأميركي يظل مطلوباً على الصعيد الدبلوماسي من أجل اغتنام نافذة الفرصة المتاحة حالياً.

كما أن هذا الدور مطلوب في لبنان الذي يعاني شللاً سياسياً وتراجعاً اقتصادياً مخيفاً، على خلفية حالة من صراعات المصالح والاستقطاب السياسي الداخلي الحاد تذكيها تأثيرات خارجية غير حميدة. ومن المهم أن تقوم الولايات المتحدة بدور إيجابي من أجل مساعدة الأطراف الساعية لإخراج هذا البلد العربي العريق للوصول إلى بر الأمان السياسي والاقتصادي.

إن ثمة عاملاً حاضراً في كافة هذه النزاعات والمشكلات، يتمثل في التدخلات الإقليمية غير الحميدة.

لقد أضعفت النزاعات بنية النظام الإقليمي العربي، وجعلته عُرضة لتدخلات خطيرة وغير مسبوقة في مداها وحِدتها من أطراف إقليمية طامحة وطامعة في ممارسة قدر أكبر من النفوذ في منطقتنا. أتحدث هنا، بصراحة ووضوح، عن إيران وتركيا اللتين مارستا خلال السنوات المنصرمة نوعاً من «التنمر الإقليمي» في مواجهة الدول العربية؛ بل وانتهى الأمر إلى فرض الوجود العسكري المباشر على التراب الوطني لعدد من الدول العربية. هذا الوضع يحتاج إلى معالجة شاملة وحازمة؛ لأنه يزيد من مخاطر الصراعات في إقليمنا، ويجعل النزاعات القائمة أكثر استعصاء على الحل؛ بل وعُرضة للتفاقم والتوسع.

إن ما تمثله إيران وملفها النووي من تحدٍّ كبير للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط بوجهٍ عام هو أمر واضح. ويهمني في هذا المقام التأكيد على أن أي معالجة دولية «للمسألة الإيرانية» لا بد من أن تأخذ بعين الاعتبار الشواغل العربية. إن ما يشغل العرب، في المقام الأول، هو السلوك الإيراني الذي لا يتسم فقط بالتهور والعدائية السافرة حيال بعض دولنا؛ بل بالأنانية المفرطة كذلك. أما ما يهم العرب فهو علاقة جيرة طبيعية - على أساس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية - مع إيران التي نشترك معها في تاريخ طويل، ووشائج ثقافية وحضارية ودينية. وقد يكون مناسباً التذكير في هذا المقام بأن المعالجة التي دفعت بها إدارة أوباما، في صورة الاتفاق النووي، لم تتمتع بعنصر الاستدامة؛ لأنها لم تعالج شواغل؛ بل ومخاوف، كثير من الأطراف. وأتصور أن أمام الإدارة الجديدة فرصة سانحة لشق سبيل مختلف لمعالجة هذا المسألة البالغة التأثير على الأمن الإقليمي، بالتشاور والتوافق مع كافة الأطراف المعنية.

وإذا انتقلنا من التفاعلات والمشكلات الإقليمية إلى الأوضاع الداخلية للدول العربية، نرصد على الفور أن ثمة نضالاً تباشره قيادات عربية واعدة ومخلصة من أجل تغيير المجتمعات، ومنح الشباب الذي يُشكل الأغلبية الساحقة من السكان، مستقبلاً أفضل. إن كثيراً من القادة العرب يخوضون كفاحاً ضارياً من أجل خلق بيئة مناسبة للتحديث، في مواجهة تيارات وجماعات تهدد النسيج الاجتماعي. لقد تحدث الرئيس بايدن، في كلمته المهمة في يوم التنصيب، عن وحدة النسيج الاجتماعي، باعتبارها الهدف الأهم لأي مجتمع في مواجهة التحديات. والحقيقة أن مجتمعاتنا العربية تجابه بدورها تهديداً خطيراً لتماسكها على يد قوى تتبنى خطاباً دينياً متطرفاً، ولا تتورع عن ممارسة العنف الأقصى في مواجهة السكان المدنيين.

إن الصراع الحقيقي على مستقبل منطقتنا ليس بين أديان أو طوائف، وإنما أراه بين أنصار الحداثة والعقلانية وقيم المواطنة والدولة الوطنية من جهة، وبين فكر ومنهج جماعات العنف وأنصار الحكم الديني من جهة أخرى. وأثق أن الإدارة الجديدة، بما يتوفر للقائمين على الشؤون الخارجية والأمن القومي فيها من خبرات طويلة مع الشرق الأوسط، تدرك جيداً أي جانب يتعين أن تنحاز إليه الولايات المتحدة في هذا الصراع المفصلي الحاسم. إن الانحياز في هذه المعركة إلى جانب أنصار التحديث، لا يعني تطابقاً كاملاً في الرؤية معهم. فالمأمول هو أن ننجح في العمل معاً عبر حصر الخلافات في نطاق محدد، وبما لا يؤثر في قدرتنا على التعاون والتحرك المشترك من أجل كسب هذه المعركة الرئيسية على مستقبل المنطقة.

إن تجربة السنوات العشر الماضية، على صعوبتها وقسوتها، تمنحنا من العبر والدروس ما ينبغي أن نضعه نصب أعيننا؛ لنعرف أين الخطأ وأين الصواب. لقد أدت ضغوط غربية شديدة من أجل تسريع إيقاع التغيير إلى انفجار عدد من الدول العربية سياسياً واجتماعياً، بكل ما رتبه ذلك من تبعات أمنية وإنسانية لم تعد خافية على أحد. لقد صار واضحاً أن نهج الضغوط، السياسية والإعلامية، لا يقود إلى الهدف المعلن من دفع التحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بلدان المنطقة. ويقيني أن إدارة الرئيس بايدن لديها من الخبرات والتجارب وعمق الرؤية ما يمكنها من إجراء هذه المراجعة الضرورية، من أجل المستقبل.

- الأمين العام للجامعة العربية

 

شعارات ومناورات... مقاربة بايدن لشرق أوسط ملتهب!

يوسف الديني/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/2021

الأيام القليلة الفائتة شكّلت في أحداثها ورسائلها أكبر تحديات منطقة الشرق الأوسط وأكثرها تكثيفاً في التعبير عن حجم التحديات التي تواجه الإدارة الأميركية الجديدة التي يقودها الرئيس بايدن، بعد حالة من الانقسامات المجتمعية في الداخل الأميركي، وتحديات مكافحة جائحة «كورونا»، والأزمات الاقتصادية، لكن أكثرها صعوبة يتمثل في مقاربة حرائق الشرق الأوسط المندلعة التي تزامنت في توقيتها ورسائلها، وشكلت رداً استباقياً على التصريحات الانتخابية التي قرئت بشكل عكسي وتم اعتبارها مقاربة ناعمة لبايدن والديمقراطيين تجاه مسببات العنف والإرهاب في المنطقة، وعلى رأس ذلك صلف ملالي طهران الذي ظهرت مخرجاته سريعاً منذ خروج أزمة العراق والانكشاف الأمني وانبعاث «داعش» من جديد، إضافة إلى إعادة تفعيل ذراع إيران النشطة في اليمن ومحاولة ميليشيا الحوثي الإرهابية استهداف الرياض عبر صواريخها التي تعبر عن رسائل سياسية للمترددين في الإدارة الأميركية الجديدة في تصنيفها منظمة إرهابية.

تشغيب ميليشيا الحوثيين الإرهابية بصواريخها المستهدفة للمدنيين بشكل عشوائي بات جزءاً من مشروع سياسي واستخباراتي أكبر يدار من طهران، هدفه إنعاش الدبلوماسية الإيرانية التي تستخدم أذرعها المسلحة وميليشياتها وحشدها في مرحلة بايدن، بهدف استباقي تفاوضي من مركز تأثير وقوة وقراءة للرغبة الأميركية في التخلّي عن صداع منطقة الشرق الأوسط وأزماتها والاكتفاء بأدوار الضغط من خلال ملف الحقوق والشعارات الديمقراطية.

مرحلة ما بعد سليماني تقتضي تفعيل الوكلاء والأذرع غير المبتورة كـ«حزب الله» والميليشيات الشيعية في العراق التي تعاني من حالة تراجع على مستوى الفاعلية، بينما تنشط ميليشيات الحوثي في استهدافها لليمنيين أولاً عبر تأزيم الوضع الداخلي إلى حدوده القصوى، والذي بلغ مداه في زراعة الألغام وتجنيد المراهقين والأطفال للقتال، وتدمير البيوت والمنازل، والاستيلاء على المعونات الدولية بهدف إعادة تدويرها لصالح اقتصادات الميليشيا، إضافة إلى محاولات استهداف السعودية واستغلال الحالتين؛ تجريف اليمن وتهديد المملكة، في تمرير شعارات المظلومية والاستثمار في أخطاء المجتمع الدولي في التعامل معها.

على وقع تحرّكات الحوثيين انبعث «داعش» مجدداً في العراق بسبب حالة الفوضى للقوى الفاعلة من «الحشد» الموالي لطهران، وصولاً إلى ولاءات بعض الكتل السياسية المناوئة لمنطق الدولة والجهود المضنية التي يبذلها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الشخصية التي تسعى لإنقاذ الحالة العراقية من مستنقع العبث الإرهابي بشقيه.

بإزاء هذه العودة الملتهبة لأصوات الرصاص والمتفجرات ثمة ألغام سياسية واستخباراتية؛ حيث قام جناح الصقور في إيران - حسب تقارير كثيرة، منها ورقة لمعهد واشنطن لتحليل السياسات - بتحويل حالة الغضب والانتقام لتصفية قاسمي إلى تقديم مشروع قانون برلماني جديد يقيّم رد طهران على اغتياله، وكانت مخرجات هذا المشروع حظر أي إجراء تفاوضي من شأنه الحد من القوة العسكرية الإيرانية أو الطموحات الإقليمية. وحدد المشروع 4 مسارات رئيسية؛ الثأر الحاسم من خلال طرد الولايات المتحدة من المنطقة، ومشروع تدمير إسرائيل، وهو أقرب إلى الشعارات التسويقية منه إلى هدف حقيقي، والثالث إيقاف ما وصفه التقرير بمواجهة الإرهاب الاقتصادي ضد إيران، وأخيراً ضرورة اعتماد سياسة خارجية «مشرفة»، أو بعبارة أخرى بقاء دبلوماسية التحدّي والمواجهة من ضمن بنود المشروع مادة تابعة لـ«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الذي كان يرأسه قاسمي ويقوم بمكافأة أي فرد أو جماعة تشارك في استهداف القوات الأميركية في المنطقة، على أن يتمّ تمويل هذه المكافآت جزئياً من الإيرادات المتأتية من الصادرات التي تستثمرها إيران في العراق، بما فيها الصادرات الإيرانية إلى العراق، مثل الكهرباء والغاز الطبيعي، وقد بلغت قيمتها الإجمالية نحو 12 مليار دولار في عام 2020 فقط.

التقرير مليء بالتفاصيل المثيرة التي تعكس حجم التحديات لشرق أوسط ملتهب ينتظر بايدن بعيداً عن هوس فريق التسويق لعهده بالشعارات الحقوقية والتفاوضية الناعمة، التي ربما كانت متفهمة في السباق الانتخابي، لكنها لا تغني من أمن أو تسمن من تحديات اقتصادية في اللحظة الراهنة؛ خصوصاً مع التحذيرات التي أطلقتها بعض الأقلام العاقلة في الولايات المتحدة من خطورة عدم الأخذ بمنظور حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة الذين يقدمون منطق الدولة والسلام والأمن، وهو الأمر الذي عبّرت عنه التصريحات السعودية المتوازنة التي تعكس استراتيجية مستدامة في علاقاتها الدبلوماسية والخارجية.

الركائز السعودية في تحالفها التاريخي مع الولايات المتحدة ودول العالم المتقدم الساعية نحو الازدهار والاستقرار عكستها تصريحات وزير الخارجية السعودي الذي قال إن المملكة متفائلة بأنه ستكون لها «علاقات ممتازة» مع الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس بايدن، وإنها ستواصل المحادثات مع واشنطن بشأن الاتفاق النووي الإيراني. كما أضاف وفقاً لتقرير «رويترز» أن المشاورات ستتمحور حول التوصل إلى اتفاق متين وقوي يأخذ في الاعتبار فشل إيران في الامتثال، وضرورة وجود عوامل رقابية قوية لضمان تنفيذ الاتفاقية.

الخليج اليوم، في ظل انبعاث الإرهاب والتهاب منطقة الشرق الأوسط المتصاعد، على وقع تحوّلات العالم ما بعد التعافي من «كورونا» والإدارة الأميركية الجديدة، بات أكثر إلحاحاً على ضرورة تضمينه في أي مفاوضات محتملة بشأن اتفاق نووي جديد، للتأكد من أنه يعالج بشكل حاسم وقانوني تطورات القدرة الإيرانية الصاروخية وأنشطتها المناوئة وأذرعها المهددة لاستقرار العالم وأمنه وممراته التجارية والحيوية، هذه الضرورة السياسية التي تعكسها تصريحات السعودية الشفافة هي جزء من إدراكها العميق لسيادة منطق الدولة والرفاه والمستقبل، قبل أي شيء ولتأثير الأوزان السياسية واقتصاداتها في المنطقة بعيداً عن الشعارات والمناورات.

 

تعرف على بلدة عين إبل الجنوبية

الكولونيل شربل بركات/26 كانون الثاني/2021

سألني أحد التلامذة الصغار عن معلومات لأنه يريد أن يكتب شيئا عن بلدته عين إبل فكتبت له هذا النص الموجز.

http://eliasbejjaninews.com/archives/95320/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%81-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a8%d9%84%d8%af%d8%a9-%d8%b9%d9%8a%d9%86/

عين إبل ضيعة حلوة بحنوب لبنان الها تاريخ قديم. عين إبل الجديدة بلشت سنة 1594 مع وصول عائلات من شمال لبنان سكنوها وعمروا بيوتن من حجارة الخربة القديمة.

فيها عدة ينابيع أساسية هني:

- العين التحتى وهيي بركة قديمة بقدم الحضارة الكنعانية فيها نبع طورها الأهالي تتجمع مي أكتر وتكفي لسقاية حيواناتهن

- العين الفوقا هي نبع المي هاللي بيسقي سكان الضيعة وموجودة فوق العين التحتى وانعمل مشروع مهم اليوم تيجمل العين الفوقا والتحتا بمساعدة من UNDP.

- عين طربنين ونحنا منقول أنو المسيح بزيارتو لصور وصيدا مرق من حدها وشرب منها.

- عين تالتي أكبر اسمها عين حانين كانت مشتركة لأهل عين إبل وجارتهن حانين.

- وعين الحرية.

ولاد عين إبل كانوا نشيطين وشغيلة ما خلوا أرض مش مشغولة الا انن بالخمسينات تبرعوا بشقفة أرض زرعوا فيها حرش صنوبر هوي اليوم المنتزه الأهم بالمنطقة وعمروا جنبو من جهة الغرب مستشفى ومن جهة الشرق مطعم ومنتزه فيه بركة سباحة وصالات للحفلات.

بعين إبل في اربع كنايس:

- الكنيسة العتيقة هاللي تعمرت بالقرن السابع عشر يعني 1600 وشوي ويقيت لسنة 1882 هيي الكنيسة الأساسية للضيعة واليوم على أنقاضها انعمل مزار للعدرا بيجوا الناس بيصلوا فيه وخاصة هاللي عندوا طلب خاص وبدو يندر بروح عهالمزار.

- الكنيسة الرئيسية اليوم بلشوا يعمروها سنة 1866 بس وقفها الأتراك مدة 16 سنة وبعدين كملوها الأهالي سنة 1882 وهيي كنيسة كبيرة معمولة عقد بتلات قناطر واقفة على صفين من العواميد رومانية النسق ارتفاع العمود 8 امتار وارتفاع السقف 12 متر. في حولها ساحة كبيرة وقبر لشهدا لبنان الكبير سنة 1920 وقاعتين للاحتفالات من الشمال والجنوب فوق الشمالية بيت الكاهن.

- كنيسة مار الياس العتيقة انبنت وقت ما توقف عمار الكنيسة الجديدة بين 1866 و1882 واعتمدت كنيسة لطائفة الروم الكاثوليك. اعيد ترميمها بعد الحرب سنة 2003

- كنيسة مار الياس الجديدة وهي الكنيسة الرئيسية للروم الكاثوليك وبيتبعها قاعة وبيت للكاهن.

- كنيسة مار يوسف وهي كنيسة دير الراهبات بنيت أواخر القرن التاسع عشر.

- كنيسة مزار ام النور وسيطلق عليها اسم البطريرك خريش وهيي كنيسة تابعة لمزار "ام النور" هاللي بعدو ما افتتح.

كانت عين إبل أهم مركز علمي بالمنطقة وفيها مدارس من نشأتها أول خوري كان الخوري عبد المسيح الطويل من حدث الجبة خريج المدرسة المارونية بروما وبقية الخوارنة كلهن تعلموا بمدارس الرهبان بلبنان ورجعوا علموا ولاد الضيعة لحد ما فتحت مدرسة عين ورقة تسجل فيها التلاميذ المعروفين من أول ايامها واحد منهن ساهم بانشاء رهبنة المرسلين اللبنانيي – الكريمي هوي الخوري بطرس دياب العينبلي من مشاهير عين ورقة. كمان من عين إبل الخوري ابراهيم دياب قديس نيحا هاللي خدم أهلها المطعونين وهوي عارف انو راح يمرض ويموت. ونحنا منقول انو بنت عمو رفقة هاللي ترهبنت بدير حراش هي القديسة هاللي عملت عجايب. وابنو المونسينيور يوحنا دياب العينبلي أول خوري على كنيسة مار مارون ببيروت ساهم من مالو الخاص بانشاء مدرسة الحكمة الشهيرة.

ولاد عين إبل عملوا مدارس على نسق مدارس لبنان بوسائل بسيطة وشجعوا فيها العلم والمعرفة وحمسوا اليسوعية على فتح مدرسة بعد سنة 1920 وبعدها لليوم بادارة راهبات القلبين الأقدسين. أول ثانوية بالمنطقة بعد صور كانت بعين إبل وكانت تعلم تلاميذ من كل المنطقة من تبنين وعيتا الزط وعيناتا وبنت جبيل ويارون إلى دبل ورميش وحتى علما الشعب.

ومن عين إبل في ثلاث مطارنة واحد منهن صار بطرك الموارنة (المطران فرح والمطران البطريرك خريش والمطران صادر) وفي مطران أرمني. ومن عين إبل كمان المونسينيور يوحنا دياب هاللي انذكر فوق والمونسينيور ايلي بركات والمونسينيور البير خريش والأب العام للرهبنة المخلصية سابقا الأباتي بولس سماحة وأبونا اتيان بركات من الأنطونيي هاللي خدم الانتشار ببلجيكا وفرنسا أكثر من عشرين سنة وابونا يوسف خريش المرسل اللبناني على الارجنتين ومن الاخوة المهمين الفرير فرنسوا صقر هاللي كان مسؤول عن مدارس الفرير بل الشرق والفرير نويل صقر كمان .

عين إبل بتفتخر انها دفعت تمن لبنان الكبير بوقفة مشرفة سنة 1920 استشهد فيها أكثر من ستين من ولادها. وبقيت صامدة سنة 1975 وساهمت أنو يبقى الجنوب لبناني.

ولاد عين إبل منتشرين بكل العالم كانوا أول من ساهم بنهضة حيفا من 1920 ل 1948 بعدين ساههموا بالكويت من 1952 وحتى اليوم وبابو ظبي قبل ما يبلش فيها البترول وحتى اليوم. وعندها جاليات قديمة بالبرازيل والأرجنتين وحاليا بكندا وأستراليا وبالعالم كلو.

دخل القرميد عين إبل بأول القرن العشرين بعد وصولو للبنان مع الحملة الفرنسية سنة 1860 وصار فيها بيوت كبيرة مزينة بالقرميد غير الكنيسة والدير كانوا اصحابها خاصة من هاللي هاجروا على الولايات المتحدة ورجعوا مع ثروة مقبولة.

كانت عين إبل تملك بالجوار عدة مزارع لولادها مثل المنصورة لبيت مطر والصالحاني لبيت يعقوب صادر وطيرفلسيه جنب الليطاني لبيت الخوري.

سنة 1936 كانت الدولة المنتدبة قررت تفتح طريق على الحدود من الناقورة لمرجعيون وقرر ولاد عين إبل أنو يكونوا على هالطريق فقاموا بفتح الطريق على حسابهن وبمجهودهن بين رميش وبنت جبيل حوالي تماني كيلومتر بالعونة والمساهمة الخاصة وهيك فرضوا على الدولة أنن يصيروا على الطريق هاللي كانت تعني الحضارة والاقتصاد.

عين إبل بالقرن التاسع عشر كانت قاعدة لقوافل التجارة بين حوران وصفد وصور وعكا وكانوا اولادها بيملكوا 100 جمل للنقل بقيوا لسنة 1920 وقت الكارثة.

اليوم أنتهى العمل في بناء مزار "ام النور" هاللي يعتبر أعلى مزار على اسم السيدة العذراء مش بس بالشرق الأوسط انما بالعالم كلو . في برجين بعلو 41 متر الأول بهنغاريا والثاني بفنزويلا بينما ارتفاع برج "أم النور" 75 متر مع التمثال و61 متر للقاعدة. وهو انبنى على أعلى تلة بالمنطقة 850 متر وبطل على البحر وجبل الشيخ وجبال الباروك ومنو بتشوف حيفا وجبال الجليل حتى مشارف الناصرة موطن العذراء. من هون أهميتو كمعلم سياحي وديني  "ببلاد البشارة" وراح يكون، بقدرة العذراء، مركز جذب وتجمع لكل هاللي بيتعبدولها وبيحبوا يصلولها ويمشوا على خطى المسيح بهالأرض الطيبة.

اليوم تعتبر عين إبل قبلة المنطقة للتسلية والمرح فيها مركز رياضي لكل الملاعب المطلوبة من كرة القدم لكرة السلة لكرة المضرب وأكثر من مسرح للأعمال الفنية وقاعات للمحاضرات واوتيل خمس نجوم ومعاصر للدبس والزيتون وعدد من المطاعم والمقاهي المعروفة بخدماتها المميزة خاصة في فترات الأعياد والصيف.

هاللي بيزور عين إبل ما فيه ينسى هالتجربة الفريدة وخاصة لأنها بتتميز بطقس ناشف بيبعد عن رطوبة البحر وبيتمتع بنسيم متحرك طيلة أيام السنة فموقعها بين البحر ومنخفض الحولة باتجاه البحر الميت بخلي الرياح تتحرك بشكل مستمر جايي من أعالي البحر وبتتنقى من الرطوبة بمرورها عبر تلال السنديان والغار والخروب على مسافة 20 كيلومتر قبل ما توصلها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون استقبل السفيرة شيا: حرصاء على استمرار علاقات الصداقة والتعاون مع الولايات المتحدة ومعاودة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية انطلاقا من طروحات الاجتماعات السابقة

الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان السيدة دوروثي شيا، واجرى معها جولة افق تناولت التطورات الراهنة وسبل تطوير العلاقات اللبنانية- الأميركية بعد تسلم الرئيس الأميركي جو بايدن مسؤولياته الرئاسية.

واكد الرئيس عون خلال اللقاء "حرص لبنان على استمرار علاقات الصداقة والتعاون بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية في اطار من التفاهم والاحترام المتبادلين والتمسك بالقيم المشتركة". وتم التطرق خلال الاجتماع الى مسألة التفاوض لترسيم الحدود البحرية الجنوبية حيث اكد الرئيس عون " موقف لبنان لجهة معاودة اجتماعات التفاوض انطلاقا من الطروحات التي قدمت خلال الاجتماعات السابقة". وحضر اللقاء عن الجانب الأميركي مستشار الشؤون السياسية والاقتصادية في السفارة الأميركية في بيروت Andrew Daehne، وعن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشار الدبلوماسي أسامة خشاب.

 

بري استقبل السفيرة الاميركية وكوبيتش مودعا وأثار موضوع استباحة اسرائيل للاجواء اللبنانية وأهمية استئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية

وطنية - الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان وتسلمه مهمة جديدة في ليبيا. وأثار رئيس المجلس في خلال اللقاء موضوع "استباحة اسرائيل للاجواء اللبنانية واستخدامها منصة لاستهداف سورية فضلا عن تماديها في خروقها البرية وآخرها اختطاف احد الرعاة ومحاولتها اختطاف آخر من داخل الاراضي اللبنانية في خراج مزارع شبعا في انتهاك واضح وصريح للقرار 1701".

السفيرة الاميركية

والتقى الرئيس بري سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دورثي شيا حيث، وعرض معها الاوضاع العامة لا سيما تداعيات الازمة الخانقة التي تعصف بلبنان.

وأثار بري مع السفيرة شيا موضوع مفاوضات ترسيم الحدود البحرية والبرية غير المباشرة، مشددا على "أهمية إستئنافها بزخم نظرا لأهمية النتائج المتوخاة منها للبنان ولتثبيت حقوقه السيادية وإستثمار ثرواته".

 

قاسم التقى كوبيتش مودعا: حزب الله جزء لا يتجزأ من ارادة اللبنانيين في مقاومة الاحتلال ومنع التعديات الاسرائيلية

وطنية - الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

استقبل نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، اليوم، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش، في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان، في حضور مسؤول العلاقات العربية والدولية في الحزب عمار الموسوي. وفي بيان لدائرة العلاقات الاعلامية في حزب الله، انه "جرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية بما في ذلك المساعي الهادفة الى التعجيل في تشكيل الحكومة، إضافة الى الأوضاع الصحية والإقتصادية في ظل التفشي الواسع لوباء كورونا والتردي المعيشي الذي يعاني منه اللبنانيون". وشدد الشيخ قاسم على موقف "حزب الله" "الداعي الى الإسراع في تشكيل الحكومة من أجل التفرغ لمعالجة القضايا والتحديات القائمة"، وعبر عن "تمسك الحزب بممارسة مسؤولياته على الصعد كافة الى جانب أهله وشعبه خصوصا في هذه الظروف الصعبة". وأكد الشيخ قاسم "أن "حزب الله" وبما يمثل من مقاومة، فهو جزء لا يتجزأ من إرادة اللبنانيين في مقاومة الإحتلال الاسرائيلي للأراضي اللبنانية ومنع التعديات والانتهاكات الاسرائيلية في البر والبحر والجو".

 

تكتل لبنان القوي: سنكثف جهودنا لملاحقة قضية الأموال المهدورة والمحولة الى الخارج

وطنية - الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

أعلن "تكتل لبنان القوي" في اجتماعه الدوري الذي عقده إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، أنه "لم يعد اللبنانيون يفهمون الأسباب الكامنة وراء جمود رئيس الحكومة المكلف وامتناعه عن القيام بواجبه الدستوري بتشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. وإزاء هذا الموقف، فإن التكتل يطرح تساؤلات جدية حول ما إذا كان رئيس الحكومة المكلف يريد فعلا تشكيل حكومة أم أنه يحتجز التكليف في جيبه إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا". واعتبر أن "الملفات الصحية والمالية والاقتصادية والمعيشية الضاغطة تستدعي قيام حكومة تصريف الأعمال بواجبها الدستوري بالسير في المشاريع والقرارات اللازمة لحياة اللبنانيين اليومية. ومثلما تقوم بما عليها لوقف مسلسل الموت من جراء تفشي كورونا، يتوجب عليها البت في موضوع رفع الدعم العشوائي بما يؤمن للمستحقين من اللبنانيين حاجاتهم الغذائية والطبية من دون الحصول عليه من غير المستحقين وبما يحفظ الى أطول مدة ممكنة ما يملكه اللبنانيون من ثروة بالعملات الصعبة". ورأى أن "القضية التي حركها القضاء السويسري هي مهمة جدا لفتح كل الملفات المماثلة، ولكن يجب حصرها في البعد القضائي وعدم توظيفها في أي إطار سياسي". ورأى أن هذه القضية تستوجب على المستوى اللبناني أن يواكبها القضاء اللبناني بتحمل مسؤولياته والبت بالملفات والدعاوى الموجودة لديه، وهي تتصل بتهريب الأموال وبعضها مشكوك في نظافته، فيما البعض الآخر تم تحويله بصورة استنسابية تخالف قاعدة المساواة بين اللبنانيين، وهو ما تقدم التكتل بشكوى في خصوصه ولم يحرك القضاء ساكنا حتى تاريخه". وفي هذا الإطار، دعا التكتل إلى "تفعيل التدقيق الجنائي إذ لم يعد هناك أي مبرر لعدم السير به، بعدما أقر مجلس النواب قانون رفع السرية المصرفية". وذكر أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو صاحب فكرة التدقيق الجنائي، وهو لم يخف مرة اعتراضه على السياسات المالية والنقدية المتبعة منذ عام 1992 ببرامجها والمسؤولين عنها، ولكن تغييرها ليس في متناوله منفردا، وهذا هو أساسا جوهر الخلاف بينه وبين من دعم هذه السياسات واستفاد منها". وأكد أنه "سيكثف جهوده لملاحقة قضية أموال اللبنانيين المهدورة والمحولة الى الخارج، وهو لن يترك وسيلة للكشف عنها ويقوم في خلال الإغلاق العام بورشة عمل في هذا السياق تهدف الى تسريع إقرار كل قوانين مكافحة الفساد والقوانين المالية المتصلة بكشف واسترداد الأموال المنهوبة والأموال المحولة".

 

الاحدب دعا لوضع خطة اجتماعية رديفة للاقفال العام: التخوف من إيقاظ خلايا ارهابية نائمة أكذوبة بالية

وطنية - طرابلس - الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

رأى النائب السابق مصباح الاحدب في لقاء اعلامي، أن "ما حصل بالأمس من عنف مفرط تجاه شبان غاضبين مما آلت اليه الاوضاع في طرابلس، هو قمع منظم بحق الجياع المطالبين بأدنى حقوقهم"، وقال: "ان الاعتداء على الاعلاميين ابراهيم فتفت واسماعيل مكي هو محاولة للتعمية وحرف أنظار الناس عن أي تحركات غاضبة للمفقرين والمحرومين والمتضررين في ظل الاقفال العام في البلد". أضاف: "ما زال هناك رغم الاقفال من لم يستفد من اي خطة اجتماعية، والدولة غائبة وكأن شيئا لم يكن، وكل اهتمامها محصور في معاقبة الناس، بينما المسؤولون غائبون كليا، فلا اجتماع "كواليتي ان" قد نتج عنه أي تحرك ملموس تجاه المدينة، ولا خطة الطوارىء ولا الخطة الانقاذية. فأقل ما كان يمكن توقعه أن تنفجر هذه الجموع الغاضبة جراء الفقر واهمال المسؤولين والمعنيين، فلا القمع ينفع ولا ضرب الصحافيين يحل المشكلة، إذ الحل يكون بمقاربة فعلية من قبل الدولة".

وتابع: "إن ما سمعناه عن تخوف أمني من إيقاظ لخلايا ارهابية نائمة في البلد والاعتداء على الدولة، هو مجرد أكذوبة بالية قديمة العهد لم تعد تنطلي على أحد. الدولة لا تحارب فعليا أي ارهاب في طرابلس، وهي تعرف من هم المسلحون في البلد، وبما أن طرابلس ممسوكة بخطة أمنية محكمة ومتماسكة فإن أي تحرك لمجموعات ارهابية قد يحدث في المدينة، المسؤول عنه مباشرة هو قيادتا الجيش وقوى الامن الداخلي". وأردف: "المناخ العام السائد في ظل اللاحكومة هو وجود فريقين بالسلطة، أحدهما لرئيس الجمهورية المسيطر والمتحكم بقيادة الجيش، بينما الآخر هو الرئيس المكلف المسيطر والمتحكم بقيادة قوى الامن الداخلي، وكل منهما يهدد المراقبين الدوليين بالقول "يا أنا بعمل الحكومة يا اما بتصير فوضى"، فيما كل طرف منهما يرسل عسكره الى الشارع ليمارس الضغط على الآخر، فمن غير المقبول بأي شكل من الأشكال أن يدفع ثمن خلافاتهم المواطن اللبناني عامة والطرابلسي خاصة الذي يعيش في أفقر مدينة على البحر المتوسط". وقال الأحدب: "ما رأيناه أمس من إطلاق نار مباشر واصابة شبان صغار في طرابلس تتحمل مسؤوليته الاجهزة الامنية التي لم تحقق حتى اللحظة بالامر، وهو برسم القوى السياسية في كل لبنان خصوصا الأحزاب التي لطالما اكدت انها من رحم الثورة والنواب المستقيلين وغيرهم. هؤلاء كنا نتمنى منهم على الأقل إصدار بيان استنكار، فهل سيغضون النظر من جديد كما حصل عندما حدثت في المدينة 21 جولة قتال استمرت لسنوات بتمويل من السياسيين؟". أضاف: "كل ما يحصل اليوم نضعه برسم كل الوجوه النظيفة والقيادات التي ظهرت في الثورة، وبرسم الجاليات اللبنانية لا سيما الموجودة البلدان الصديقة التي تمول الجيش اللبناني، فمن غير المقبول أن يأتي التمويل من الخارج لا لحماية البلد انما لحماية المافيات المسيطرة على الحكم، فيما مؤسسات الدولة باتت تؤتمر بأوامر غير مقبولة كتغطية التهريب، او الطلب من المؤسسات العسكرية والقضائية أن تغطي بشكل ما مصالح محور اقليمي محدد. هذا الجنون مرفوض وغير مقبول بأي شكل ولا مبرر له". وختم: "المطلوب اليوم أن تتوقف الدولة عن نهب قرض البنك الدولي الذي أعطي كمساعدة للفقراء في لبنان والذي سرق 30 % منه، وبدل أن تحمي عمليات التهريب من لبنان عليها ان تحافظ على هذه الاموال لتضع خطة اجتماعية رديفة للاقفال العام، حينها تستطيعون ان تقولوا للناس: اقعدوا ببيوتكم".

 

التيار المستقل: للاسراع في إخراج الحكومة من المحاصصة والاحتكار

وطنية - الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

رأى المكتب السياسي في "التيار المستقل" في بيان اثر اجتماعه الدوري الكترونيا برئاسة رئيس التيار النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمرة، أن "اللبنانيين يدفعون الفواتير الباهظة بدل مبايعة الطبقة الحاكمة الهرمة، فواتير أنهكتهم إفقارا وإفلاسا وتهجيرا"، مشيرا الى أن "سويسرا طليعة دول العالم المتحضر، تكشف اليوم عن فضائح مالية تسيء لسمعة وطن اكتشف وصدر الحرف الى العالم، وعاش صلة الوصل بين الشرق والغرب، ليغدو اليوم معبر تهريب للسارقين ومستودع متفجرات اهل الشر من اللبنانيين وغيرهم". واستنكر المجتمعون "وقف طبابة المتقاعدين المضمونين اجتماعيا، وذل المصابين بالكورونا على مداخل المستشفيات، وحرمان اللبنانيين من مساعدات الدول الصديقة التي أتلفتها بسوء الخزن أيد أساءت الى سمعة لبنان في الخارج قبل سمعة أصحابها". وطالبوا "المسؤولين عن تشكيل الحكومة بالاسراع في إخراجها من قمقم المحاصصة والاحتكار والاقطاع ضنا بما تبقى من الاموال العامة والخاصة، خصوصا ان الدستور أعطى من لا يعجبه تأليف حكومة من اهل السلطة، فرصة العمل في ما بعد بجلسة نيابية مخصصة لمنحها الثقة او حجبها لاسقاطها مع رئيسها ديموقراطيا".

 

الكتائب: الاقفال وحده ليس الحل ويجب وضع استراتيجية لعملية التلقيح ونشر آليتها تحت مراقبة دولية

وطنية - الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

أشار المكتب السياسي الكتائبي في بيان، اثر اجتماعه الأسبوعي الكترونيا برئاسة رئيس الحزب النائب المستقيل سامي الجميل، الى أن "البلاد دخلت فترة اقفال جديدة مفتوحة على كل الاحتمالات ومقفلة على اي نوع من الحلول حكوميا، صحيا، اقتصاديا او معيشيا، وتظهر هذه المنظومة مدى تقديسها لمصالحها على حساب البلد واهله الذين يصارعون كل انواع الأوبئة السلطوية للاستمرار، وهم لن يسكتوا طويلا، فالغضب بدأ يطفو على الوباء واجراءاته". ورأى أن "الاقفال وحده لا يمكن ان يكون الحل الوحيد امام الخروج من قبضة الوباء من دون اي حوافز او مساعدات تقدم للقطاعات والعاملين فيها لمساعدتهم على الصمود، لا سيما وان الاجراءات المتخذة اما تأتي متأخرة او مجتزأة"، معتبرا أن "التقصير في موضوع اللقاحات لا يمكن أن تحكمه تباعا عشوائية في استيرادها وفوضى في توزيعها. ومن هنا لا بد من وضع استراتيجية لعملية التلقيح ونشر آليتها وليس فقط مبادئها العامة".

وجدد الحزب "صرخة هيئة الطوارىء الصحية فيه والداعية الى توسيع إشراك المؤسسات الجامعية الصحية الى رصد وتقييم استراتيجية التلقيح"، محملا الدولة "مسؤولية التغاضي عن أي محاولة لتهريب اللقاح أو بيعه في السوق السوداء، كما يحصل للقاحات والأدوية".

ورفض "الاستغلال السياسي للأزمة الصحية بشكل عام واللقاح بشكل خاص وتوظيفه في زواريب الزبائنية والمحسوبية الحزبية في هذه الأوقات الدقيقة"، مشددا على "ضرورة ان تكون عملية الاستيراد والتوزيع والتلقيح بإشراف الجهات المخولة طبيا واداريا ومشمولة برعاية دولية حثيثة تراقب عن كثب كل الخطوات الضرورية لانقاذ الشعب اللبناني من الموت". ولفت الى أن "هذه المنظومة هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عما وصلت اليه البلاد نتيجة سوء إدارتها للأزمة منذ نشوئها، فبينما كانت دول العالم منشغلة بتحصين طواقمها الطبية ومستشفيات لاستقبال المصابين كان هذا الطاقم يمارس ابشع انواع البدائية في التعاطي مع الخطر الداهم فأهمل المستشفيات الحكومية والخاصة وتناتش المستشفيات الميدانية التي الى اليوم لم توضع قيد العمل". وأشار الى أنه "بينما يعيش اللبنانيون أقسى اوقاتهم، تستغل المافيات انكفاء هذه المنظومة عن واجباتها، فتمعن في سرقة الناس عبر احتكار السلع والأدوية وحجبها فبات معظمها مفقودا بينما الأسعار تحلق فوق القدرة على التحمل فيما تهريب المحروقات والسلع المدعومة مستمر". وطالب "السلطات الأمنية والقضائية بالقيام بواجباتها والتحرك السريع والضروري لوقف التهريب الذي بات معلوما من العالم وموثقا عبر كاميرات الوسائل الإعلامية كافة، فهكذا قرار لا يحتاج لغطاء سياسي كونه اكتسب الدعم الشعبي المسبق، فاضربوا بيد من حديد الان". ولاحظ أن "المنظومة السياسية لا تتردد في حماية مصالحها من المحاسبة عبر ادخال التدقيق الجنائي في دوامة تفسيراتها العقيمة لقانون رفع السرية المصرفية، في محاولة لم تعد تنطلي على أحد لتهشيل الشركة المدققة مرة جديدة واهدار فترة السنة التي نص عليها القانون دون الوصول الى نتيجة في التحقيقات". وحذر من "أي محاولة تجري في هذا الإطار لا سيما وان التدقيق الجنائي هو أحد اهم الشروط لتوفير المساعدة للبنان واخراجه من أزمته القاتلة، فحذار إهدارها".

 

جهاز العلاقات الخارجية في الكتائب: التعدي على السعودية محاولة لزعزعة أمن المنطقة وندعو لموقف عربي موحد

وطنية - الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

دان جهاز العلاقات الخارجية في حزب الكتائب اللبنانية في بيان، "التعدي المتكرر على أمن المملكة العربية السعودية لاسيما الاستهداف الأخير لمدينة الرياض". ووضع "هذا التعدي في خانة محاولة زعزعة أمن المنطقة، في وقت تواجه فيه الشعوب العالمية والعربية أخطر جائحة منذ مئة عام". ودعا إلى "موقف عربي موحد رفضا لكل محاولات ضرب استقرار المنطقة ورفضا لأي تدخلات وتصفية حسابات خارجية".

 

عكر استقبلت سفيرة كندا والقائم بالاعمال البريطاني

وطنية - الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

استقبلت نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، سفيرة كندا في لبنان شانتال شاستوني يرافقها الملحق العسكري في السفارة، وتم البحث في آخر المستجدات وفي العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تفعيلها.

كما التقت عكر القائم بالأعمال البريطاني مارتن لونغدن، لمناسبة بدء مهامه الديبلوماسية في لبنان، وعرضت معه العلاقات اللبنانية البريطانية.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 26-27 كانون الثاني/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 26/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/95298/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-26-2021/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 26 كانون الثاني/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/95301/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-956/

 

بايدن وماكرون والتفاهم «الخَطِر» على لبنان/طوني عيسى/الجمهورية/26 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95314/%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d8%b3%d9%89-%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%af%d9%86-%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%87%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ae/

الأرجح أنّ حراكاً فرنسياً – أميركياً حول لبنان سينطلق في الأسابيع القليلة المقبلة، ويترسّخ اعتقاد في باريس بوجود فرصة جدّية، ليس فقط لإحياء المبادرة الفرنسية التي ماتت في نهايات عهد الرئيس دونالد ترامب، بل أيضاً لتحقيق حلول عملانية للمأزق اللبناني. ولكن، هل هذا الانطباع صار في محلّه بعد وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض؟ أي هل نجح رهان الرئيس إيمانويل ماكرون على انتظار خروج ترامب؟ مثيرٌ أن يكون لبنان حاضراً في أول اتصال قمة أميركي – فرنسي، فهو يؤكد أهمية الملف اللبناني لدى الأميركيين والفرنسيين.

 

 

ماذا ينتظر الاتفاق النووي الإيراني؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95312/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d9%86%d8%aa%d8%b8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d9%88%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

 

Biden and the ArabT Region… Reality and Ambition/Ahmed Abul Gheit/he Secretary General of the Arab League./Asharq Al Awsat/January, 26/2021

بايدن والمنطقة العربية… الواقع والطموح/أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95308/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%8a%d8%b7%d8%8c-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%84%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7/

 

المناورات الإيرانية تجاه إدارة بايدن انطلقت/الأولوية لدى طهران مداخيل جديدة أو رفع العقوبات

د. وليد فارس/انديبندت عربية/26 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95305/95305/